عاممقالات

“يا ليلة العيد آنستينا “تمنح أم كلثوم نيشان الكمال من الملك فاروق


"يا ليلة العيد آنستينا "تمنح أم كلثوم نيشان الكمال من الملك فاروق


كتبت إيناس رمضان

ثمانية عقود مرت على إنتاج تلك الأغنية ولكن ما زالت عالقة في ذهن الجميع بألحانها وكلماتها ونغمات تواكب كل الأزمنة بمجرد سماعها تحدث بداخلك ضجيج من الفرحة والبهجة بقدوم العيد.


سنوات وسنوات تمر علي أجيال تلو أجيال مرددين كلماتها وقد يختلف إحساسك بها في كل مرحلة عمرية ولكن نشترك جميعا في أنها تمثل للجميع مصدر السعادة للتأكد من رؤية هلال العيد وبدأ تبادل التهنئة بين الأهل والأصدقاء والوصول لذروة الفرحة في تلك الليلة وكأننا نشتاق إليها .

وما لا يعلمه الكثيرون أن تلك الأغنية لم تعد خصيصا للاحتفال بالأعياد وإنما كانت ضمن أغنيات الفيلم السينمائي ” دنانير” للمخرج أحمد بدرخان عام 1939.

وتعود أصل تلك الأغنية عندما كانت أم كلثوم في طريقها إلى مبنى الإذاعة القديمة بوسط البلد فوجدت إحدى البائعين المتجولين يردد “يا ليلة العيد آنستينا” وهو يروج لبضاعته فرسخت تلك الكلمات في ذهنها وما أن قابلت بيرم التونسي حتى طالبته برغبتها في غناء أغنية بهذا المطلع وشرع بالفعل في كتابتها ولكن مرضه وقف حائلا دون استكمالها ليواصل الشاعر أحمد رامي تأليف تلك الملحمة الغنائية ويشارك الرائع رياض السنباطي بالتلحين وتشدو بها كوكب الشرق بصوتها الشجى الرخيم فترفرف الفرحة والسعادة على كل القلوب وتتزين المنازل لاستقبال العيد وسط تلك النغمات وتحاط بهالة من الود والحب تجمع بين أفراد الأسرة.

لم تنتهي قصة الأغنية عند هذا الحد وإنما كانت السبب في حصول “سيدة الغناء العربي” على وسام رفيع لا تناله سوى الأميرات في البيت الملكي وكانت أول فنانة تحوذ على ذلك الوسام الملكي عندما كانت تحيي حفلا في استاد “مختار التتش” بالنادي الأهلي عام 1944 في ليلة العيد وفاجأ الملك فاروق الجميع بالحضور ولأن أم كلثوم تجيد استخدام إمكانياتها الفنية وتدرك مكانة الملك فاروق في ذلك الحين تمكنت من إدخال اسم الملك فاروق في كوبليه من الأغنية للترحيب به وتشدو قائلة



“يا نيلنا ميتك سكر،وزرعك في الغيطان نور ،يعيش فاروق ويتهنى ،ونحي له ليالي العيد”

وكان” النيل” مكان” فاروق” في أصل كلمات الأغنية.
وقد حاذت السيدة أم كلثوم رضا الملك بذكائها بعد أن تغنت باسمه وأنعم عليها ب “نيشان الكمال “، ومنحها لقب “سيدة العصمة”.

رحلت كوكب الشرق في 3فبراير عام 1975 وسط دموع الجماهير الغفيرة ولكن أعمالها ظلت خالدة وستظل لأنها حفرت بحروف من نور فظلت مضيئة في كل القلوب يطرب لها الجميع.


مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock