عاممقالات

صرخه ما قبل الانتحار بقلم نشوي محمد مظهر 



صرخة ما قبل الانتحار
بقلم : نشوي محمد مظهر 

أخصائية الإرشاد الإسري والتربوي
هاصرخ ولازم تسمعوني ….. وبالذات الناس اللي بيقنعوني
ان الراجل هو الأمان …. وهو السند بس وهو الحنان
وظل راجل ولا ظل حيطه .. المهم الوضع قدام الناس والجيران
ومهما غلط ومهما ها ن .. استحملي بس بلاش تبقي زي فلان
ازاي بس يانااااس اسمعوني .. هو طلاقي بقي عيب بيه بتعيروني
ومش علشان وضعكم قدام الجيران .. اقبل انا بالذل والهوان
اقفي عندك واوعي تكملي … وبلاش في الموضوع ده تاني تتكلمي
احنا معندناش بنات للطلاق … وده اخر كلام ومن غير نفاق
سمعت البنيه ومشيت من سكات .. وفي لحظه كان الحل هو الممات
واتملك اليأس قلبها … والشيطان لعب في عقلها
ومن غير تفكير ولا أعذار …. بكل سهوله تم الانتحار
وهنا قصه من قصص بنات كثيره وللاسف السبب بيكون الاهل والاسره بالاخص . وبالرغم من عدم اتفاقي في ما فعلت الا انها كانت صرخه قويه في قريه صغيره ضد الجهل ونظرة المجتمع للبنت المطلقة .
وبالرغم من ان نسبة الطلاق ارتفعت بحسب احصائيه نشرها المركز المصري للاحصاء والتعبئه اللي بتقول ان النسبه وصلت العام ده ل 83 % حالة طلاق وده رقم في حد ذاته مرعب الا انه في الحقيه المرعب اكثر ان ده للحالات المسجله فقط . بمعني اننا محتاجين نضيف الحالات اللي بتنهي زواجها بطرق غير الطلاق زي الحاله دي وغيرها كثير سواء بالانتحار او القتل .
ليه ؟؟ 
ليه ايه ……
ليه النسب دي وصلت لكده وليه المجتمع وصل الناس دي للتخلص من معانتهم بالشكل ده .
في الحقيقه الاسباب كثيره والاغرب انها معروفه بس محدش فكر يتفاداها ازاي وازاي يتغلب علي نظرة وعادات مجتمع ليسه لها علاقه لا بالدين ولا بالشرع .
ايوه لان ربنا سبحانه وتعالي قال في كتابه الكريم ….
( فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ) صدق الله العظيم
يبقي ليه بننصب المحكمه للحالات دي وليه ما نفكرش في تحجيم المشكله .
• مجموعه من المحبطين هايردوا ويقولولي للاسف ما فيش حل ….
اسمحلي حضرتك اللي مش عايز تحل .. 
في قاعده بتقول ( الوقايه خير من العلاج )
بمعني ان لازم امسك الاساس وأربيه صح وافهمه صح ..
– لازم تكون الام قدوه لبنتها .. لازم تخرج لينا زوجه واعيه مثقفه متحمله للمسئوليه .. فاهمه يعني ايه زواج وزوج واسرة . للاسف نسبه كبيره من الامهات بتهتم بالشكليات والمستوي الاجتماعي اللي لازم تظهر بيه البنت .. وبينسوا او يتجاهلوا الاساس وهو الجوهر اللي هايوصلها لبر الأمان .
– وعلي الصعيد الأخر الأم اللي بتشوف رجولة ابنها في صوته العالي والتحكم المطلق . والاهانه الغير مبرره . تربيه لشخص اناني مش شايف غير نفسه وحتي ممكن تلاقيه يكلمك بالمنطق والدين من وجهة نظره المحدوده اللي بيحاول دايما انها تكون مفسره لصالحه .. ونسيوا تربيه قدوتنا ورسولنا الحبيب ( صلي الله عليه وسلم ) وازاي كان بيعامل أهل بيته .
– نيجي بقي للنقطه المشتركه بين أهل البنت وأهل الولد في فتره مثلا زي فترة الخطوبه واللي بتكون بالنسبه ليهم معارك دايمه .. زي مين أغني .. مين افضل .. مين جاب ايه .. ومين كلم مين .. ويليها صراعات اخري زي الفرش والتجهيزات المسرفه اللي عمرها ما هتعود عليهم بأي نفع او اضافه لحياتهم اللي جايه .
فتلاقي البنت مهتمه بالفستان والطرحه والشعر والمكياج والفرح فين ومين مع مين .. شكليات مفرغه .
والولد يعيني مدمر قروض من هنا وديون من هنا علشان بس يقدر يوفر متطلبات اهل العروسه .
وفي وسط الزحمه دي كلها ما فيش واحد ابن حلال ياخد البنت والولد ويفهمهم ..
يعني ايه هو الزواج الحقيقي ؟ وعلي اي اساس ايه بيكون الاختيار ؟ وايه المناسب لكل طرف ؟ وهل فعلا جاهزين للارتباط والا لا ؟ 
وهنا لازم نقف ونركز لان هنا الحل وهو ( التوعيه والتأهيل ) 
ودي الحلقه المفقوده حجر الاساس لاي علاقه عايزانها تنجح وتستمر .
التوعيه والتأهيل قبل الزواج والاختيار هما بداية لحل المشكله في الوقت الحالي ونقطة الانطلاق للوقايه في المستقبل .
خليني في النهايه اصرخ باعلي صوت واقول ..
( ولادكم امانه ومستقبلهم في ايديكم وزي ما زرعتوا هاتحصدوا فخدوا بالكم وشوفوا انتوا محتاجين تحصدوا ايه …….. ) 
بقلمي : نشوي محمد مظهر 
أخصائية الإرشاد الإسري والتربوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock