تنصل ..
تنصل …
شعر : مصطفى الحاج حسين .
يقذفني لهاثي لدروبٍ لئيمةٍ
تأكل أجنحة بصيرتي
وتشرّد منّي حنين الأمنيات
وقلبي يتعكّز على غبار الطريق
يتربّص بي الانهزام
خلف تلال القنوط
وأجرّ سديم الاختناق
وأنا أصعد جبال المرارة
النابتة في وهني
تعبت من الأفق
الذي يسدّ عليّ أنفاسي
وها هنا غمام يرجمني بالعتمة
ويطلّ على دهشتي
فضاء مستعر
يهاجم سلالم استغاثتي
وينقضّ على حطامي
أتعثّر بارتجافي
وأتبعثر مع شهقتي
تذروني خطايّ لقبضة العدم
فأدرك أنّي ماكنتُ هنا
ولا كنتُ قد أتيت للدنيا
أنا محض افتراض .. لا أكثر
توهمتُ أنّي قد ولدتني أمّي
لكنّ الأرض عارضت وجودي
عشتُ بلا أرضٍ تحتويني
وكتبتُ قصائدي
من شرفة السّدى
وسأموت في حضن الهباء
أنا أنتسب للخواء الأبيض
لا بلد أحمل وزر دماره
لا طفل أتحمّل مسؤولية سحقه
الكون نادم
على تواجد الإنسان
سأمضي مع دمع الغبار
إلى فضاء اللا مكان
وأرمي بعمري إلى اللا زمان
ليتني كنتُ قطرة ندى
أو شتلة ريحان
لا يشرفني
لا يسعدني
أو يرضبني
أن أسأل عن جرائم
الإنسان .