شعر وحكاياتعام

نهاية ظل


بقلم الكاتبة السعودية / صالحة حسين
نهاية ظل
افتقدني بين ضلعي وظلي وبين رغائب الجنوح ،حيث ملاذي حيث سكني حيث عتق الروح مني حيث يقف ظلي هناك يتوارى في ستائر ليلي ويقيم صلاة الراحلين عند منتصف الهزيع الأخير من الفقد ، يلف حول عنقه مشنقة الضياع وتلتوي حبال صوته على أنفاس روح أفرغت نشوة الغربة داخلها لتصحو معلقة على منابر الجروح ، عند فاتحة هذيان فمي تسكن منابت الروح على مسامات مطري لتغرقني داخل أرضي وأنمو في رحمها مضغة تشتهي أن يتكور بجانبها الارتواء ،ثملت وسكرت وتحسست نبض شعوري حين تبلله أجنة المطر لينتشي على قارعة الذهولويرسم بركن الروح شفاه تتمتم تعاويذ السحر . 
ما بال لوحات دِفئي مهترئة مثقوبة يعلوها الشتاء الملتصق بالارتعاش، ما بال السكون باهت الألوان يعتصرني لسُحب حُبلى فقدت ماءها، ما بال ذرات جسدي تعجز عن حمل اكسجينها .
أهمس للأرض لشقوق الإنصات لذاك الصوت المترنح مني، وأرسم بأطراف الشهيق دخان يخفيني عن أعين البشر، تعريت من كل الشوائب إلا قدري يقف على قدمي كأنه يؤدي نسك صلاتي الأخيرة ، ها قد بدأ الثلج يتسلل أوردتي وأمشاج رجفتي تعانق أطرافي لتدركني قافلة المغيب وينهي ما بعد الفصل الأخير من وحدتي ، تبكي الأشجار فقدها وتنتحب الطيور موتها ، ويسجد الظلام وحدته وتصرخ الأرض جرحها ، وتنثر البحار دمعها ،ويعتلي النور أكف التسبيح ،وتتسابق خيوط الفجر بين الأشجار لتدق عنق الظلام ،لترسم ملامح صبح تنفس من خلف الآجام ، وقيدت يدي على جذع أجوف من أردية الحطام .
أحمل على كتفي – الأمس – متورمة أوداجه متعرجة أطرافه ذات الأكمام ،وبقايا من وعد بطول حياة لا تضام ،هناك متجعد القامة أشعث الشيب يلملم قطع متجاورات من وقت هزيل على شفا الروح ، أمد يدي لألتمس ملامح ظلي التي تهدلت جفنيه وأصبح كدخان يمتص ترياق روح تلوك الجفاف ،وأغرف من ذنبه في آنية من فضة لأتلو عليه تعاويذ الحياة ، وأعلق بعقله عينين حائرتين تمتطي الاستفهام لتسحقه في رائحة تفكيري ،
لعل طوق نجاتي يتساقط من السماء .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock