شعر وحكاياتعام

الهجاء عودة من جديد في الشعر الحديث

صورة نادرة لمشاعل




الهجاء عودة من جديد في الشعر الحديث



قصيدة ( مشاعل ) نموذجا
الناقد محمدمحمد الجبل
غالباً ما يموت غرضا شعريا في افاق الادب ، في اي لغة ، ويصبح تأريخا ، يدرس كمادة ، غير حية في زمنها ، ولعل التطور الحاصل بالحياة ، قد خفف بعض الاغراض واصبحت بالكاد مسموعة ، او انه جاء بها للعدم الحي – ان جاز التعبير – الى حياة ماضية ، كدراسة تاريخية ، ومن اهم هذه الاغراض : الهجاء.
على الرغم من ان الدول العربية تعيش على محك التقلبات السياسية والعداء ، داخليا كان ، عربي عربي ، او خارجيا ، عربي اجنبي ، فان هذه الصراعات انتجت لنا وانعشت غرضين : الحماسة ، والمديح .
ولعل مفردة الهجاء باتت تتأرجح لوحدها ضعيفة ، وكثيرا مانجد بين قصائد الحماس هجاءا او بين قصائد المديح ، لكنها لايمكن ان تصنف الا على اساس تكوين وغرض القصيدة لمن نُظِّمتْ؟ لذا نرى كغرض اساسي هجاءا قليل ! او بالاحرى بالكاد !
لكن مايثير العجب ان الشاعر العراقي المتجدد ابومهدي صالح ، نظم في هذا الغرض اكثر من قصيدة ، ولعل قصيدته ( مشاعل ) التي تركت اثرا جدليا من العنوان الذي اختاره كما مبين من البيت :
مشـاعلٌ قد تـرى مشـاعلاً فـــرحُ
وحــزنها فـي عـيونها بمـا يــنـبـعُ
حزنــي على من يرى عاراً بعائلةٍ
يغض العيونُ على قبيح ما تصنعُ
هل كان يقصد ( مشاعل ) التي تعود لاسرة ال سعود والتي ذكرها ، حفيدة الملك التي قتلت مع عشيقها خالد ، ام انها مشاعل النار التي تشير الى الشهرة ، او ان المقصود تعاطف الشاعر مع مشاعل حين تم اعدامها بعدما مرت بقصة حزينة واعتبرها ثورة ضد استبداد ال سعود في التحكم بمصير الناس وخاصة انها رفضت وساطة جدها حين قال لها لا تعترفي بالزنا امام المحكمة لكنها كررت العبارة(( زنيت .. زنيت .. زنيت…)) وكأن الاشارة الى مشاعل دون غيرها لانها كما بين (( انتوني توماس )) مخرج الفلم الوثائقي عن مشاعل (( موت اميرة)) انه كشف انها ضحية نساء القصر كله اللاوتي يمارسن الفاحشة عن طريق وسطاء ( سائق السيارة الخاصة) مع اشخاص يختارنّهم بعد ( العراضة) او ( الطريق الصحراوي) ، وهذا ما جعل كفة بعض النقاد عند قراءة القصيدة التي اطلقها الشاعر للقراء بعدما كتبت صحيفة الشرق الاوسط على نساء العراق ، اراد ان تعود ذكرى التساؤلات الفلم الذي اخرجه انتوني توماس الى الوجود ، وتتردد العبارة التالية (( ان مشاعل كانت ضحية لنساء ال سعود)) وبهذا اشارالشاعر ابومهدي صالح :
لـــولا يطــــول القصــيد في مقــالــته
كانــت روايـــات امّهـــاتـكــم مطــــبعُ
غــادرتُ كــلُّ شــتـيـمـةٍ بـكـــــم أدبــاً
رأيــــتُ آلَ ســــعود رجّـــساً يَــلْـفـــعُ
لــكــلِّ رجــــسٍ أبٌ أوفـــــى بوالـــــدهِ
أثــمٌ وآل ســــعود جــاءهــــم أربـــــعُ
الزيادة التي لاتنتهي بالاثام ، وكل اثم له والد لكن كل الاثام يكون والدها ال سعود ، وهذا مايجده ان روايات الامهات ، هي نفسها التي اكتشفت ان زوجات ال سعود يمارسن الشذوذ والجنس ، على الرغم من تشددهم ، فانهن يجعلن سائقي سيارتهن وسيطاً ، وقد اشار ان بعضهم كان من الاسرة قد صار قوادا الى غيره كما هي الحال في فضيحة الدوسري اخ زوجة الملك فهد مع احدى الاميرات …
لقد هجا الشاعر ال سعود بنفس الادوات الا انه شرح ان قوله صادقا وقو ال سعود كان كاذبا ، وليس الان فقط بل من عهد (( حمامة )) التي كانت تعرف بوضع الراية على بيتها للزنا وبيع الهوى ، ومن ثم تصبح اما وجدة للامويين تحتذي بها نساء ال سعود كما تحتذي بمرجانة ام عبيد الله بن زياد وهي كذلك صاحبة الرايات ومعروفة بالزنا، وبهذا يطرح الشاعر ليس هناك مقارنة بين الزاكيات التي تنتمي اليها المرأة العراقية وهي فاطمة الزهراء ع وبين هند وحمامة ووو الى نهاية المطاف كابنة الفاسي وريما والطويل وووو من القائمة المستهترة التي تعبث ، وتزني ولايطبق عليها شيء انما يطبق على الشعب الذي لا حول له ولا قوة ، كما انها اشارات ان الاحكام التي يصدرونها ليس من الاسلام بل لا تتصل بالاسلام من شيء ، وان كانت كذلك فلاسلام لابد ان يجلد خالد عشيق مشاعل لانه غير محصن وهي ترجم لانها محصنة بعد اشهر لان يجب ان بين كل اعتراف بانها زانية وقتا لتعود مرة اخرى عكس ما لفظت به مشاعل دفعة واحدة….
لعل ما ذكره الشاعر في البداية يضع جمال التجدد في الهجاء ، وهي بداية بالنهي ان يكف من رمى شرف العراقيات عما يدور في بيته من فسق وفجور وزنا وان الاولاد الذين معهن ابناء زنى ، لذا وضع كلمة الحليب وهي نتيجة الزنا انها حملت ليس من زوجها:
كُفْ يا رذيلَ الهوى عين الهوى طبعُ
من أمّكَ العهرُ تُسقي درّها مضجعُ
مـا أنــت الّا مــع الســفيهِ شـــاربه
أخٌ لأمٍّ وكـــلّ مــنـكـــمـا مــرضـــــعُ
أصْلُ الـرذيـلات في بيـوتـكم طــربُ
والـراقصـات على حجــوركم مرتـــعُ
والــزانــيـات علـــى حـليـب امّـكــــمُ
ارثـاً رباها الزنى يلهـو بها الـمخدعُ
هذا التبادل بين السفيه والزاني انهما يرضعان من ثدي واحد وانها بنفس الثدي الذي اصبح الهوى والفجور طبعا من طباع بيوتكم لان حليب امهاتكم هو حليب غير طاهر حليب نتيجة الزنا، الذي صار ارثا من مخدع الى مخدع ومن مضجع الى مضجع ، ….
لقد وضع اساسيات متصلة بهم فهو اراد ببعض الاسماء روموزا فحين تدخل لقصص قصورهم تجدها ينخر فيها الفساد والرذيلة وهذا ما اثار استغراب وضعه الشاعر ان مثل هؤلاء عليهم عدم ذكر اعراض الناس ليصل ان النعال الذي تلبسه المرأة العراقية هو اشرف من ال سعود وانه لشرف لهم ان يضع ال سعود نعال العراقية على رؤوسهم ،..
لله درّكِ يا بـنــت الــعـــــراق عُـــــــلا
والهــامةُ الجــبل يـنـحني لها خضّعُ
هــذا نـعـالـك تــاجٌ فـــــوق رأس بني
ســعود والنعـــلُ قد أرقى بهم مــرفعُ
ياشــرق أوســطِها أكـتـبْ بما ملـئتْ
مـن حـجــــر آل سعود غيّها أوســـعُ
حـبـرُ المطـابع من أحضان خسّتكم
أحضــان من تكــتبُ أو أيها تدفــعُ
هجاء من وسط الرفعة حين طالبت بعض الشخصيات من صحيفة (( الشرق الاوسط )) الاعتذار ، ان الشاعر يرفض ذلك ويقول لا وجود محلية من لا وجود له ، فهو اصلا غير موجود في قاموس كلمات الشرف فكيف يعرف الاعتذار !؟ لذا يقول لا تعتذر ! اي ان اعتذرت ام لم تعتذر لاقيمة لكلامك لان قيمة الاعتذار قيمة للمكانة وهي مفقودة عندكم بسبب الخسّة التي لا منتهى لها عند ال سعود واذنابهم من الدوسري وغيره .. وبه يقول سوف يجندون اراذلهم عليه او على اي شخص شريف فلا رد له وهو ليس مثلهم فتاريخه مملوء بالمجد والشرف وان اصولهم الخسيسة ( اليهود) وجدهم الذي حاولوا اخفاءه بين الناس فهم ليس من عشيرة عنزة بل هم من اليهود وجدهم ( مردخاي ) كما مثبت بكتب الانساب ، لذا يختم قصيدته بذكر خير النساء فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين والنساء العراقيات خرجن من بيوتهن مواساة لها في استشهاد سبط الرسول ص الحسين ع وبه يختم ختمته لانه لا كلام اشرف ولا انبل من ذكر فاطمة ع بنت النبي محمد ص، ليترك لنا لوحة رائعة من البلاغة وجمال العبارة وعودة غرض مهم من اغراض الشعر اضاف فيه لمسة الصدق ، لا الهجاء والقذف الكاذب 
والان اترككم مع القصيدة:
……………….(( مـشـــــاعــل ))……………..
الشاعرالعراقي ابومهدي صالح
كُفْ يا رذيلَ الهوى عين الهوى طبعُ
من أمّكَ العهرُ تُسقي درّها مضجعُ
مـا أنــت الّا مــع الســفيهِ شـــاربه
أخٌ لأمٍّ وكـــلّ مــنـكـــمـا مــرضـــــعُ
أصْلُ الـرذيـلات في بيـوتـكم طــربُ
والـراقصـات على حجــوركم مرتـــعُ
والــزانــيـات علـــى حـليـب امّـكــــمُ
ارثـاً رباها الزنى يلهـو بها الـمخدعُ
والـدوســري في خــباب أمّـهُ الحمقُ
مــرٌّ يصــاغ بهــا أنفاســها أبـشــعُ
لا تعتــذرْ ! عــذرُ مـن كانـت عُليـقـتهِ
حــمامـةً او علـى مـرجــانـةٍ تصـــفعُ
انظــرْ لـمَـن قـد أسـأتَ يابن خائــبةٍ
الى الحســين الشهيد خيرهم مرجعُ
والسـائـرينَ الى الحســين بالـقـــدم
تــرابُ أقــدامـــهـم حــنّـاءُهُ الألـمــعُ
لله درّكِ يا بـنــت الــعـــــراق عُـــــــلا
والهــامةُ الجــبل يـنـحني لها خضّعُ
هــذا نـعـالـك تــاجٌ فـــــوق رأس بني
ســعود والنعـــلُ قد أرقى بهم مــرفعُ
ياشــرق أوســطِها أكـتـبْ بما ملـئتْ
مـن حـجــــر آل سعود غيّها أوســـعُ
حـبـرُ المطـابع من أحضان خسّتكم
أحضــان من تكــتبُ أو أيها تدفــعُ
مشـاعلٌ قد تـرى مشـاعلاً فـــرحُ
وحــزنها فـي عــيونها بمـا يــنـبـعُ
حزنــي على من يرى عاراً بعائلةٍ
يغض العيونُ على قبيح ما تصنعُ
ســلْ عــن مشـاعلِ١ مابهـا وخالــدها
واذكـرْ لنا حـبّ ريـما٢ أرمني مفــرعُ
خــبّأتِ يا بـنـت مــردخـاي٣ في غرفٍ
شـهـراً كحــيلٌ لها عينيكِ قد تُـنْـــقـعُ
ظلــمـتُ وصــفاً بخــنـزيرٍ تـعــــادلــهُ
رجـســـاء أو آل ســــعودٍ لهـا مطلــعُ
فهل رأيـتَ على خــنزير في ســفـــحٍ
مــالٌ يطــالبُ في قـــــيادةٍ يكـــتـــعُ
ما بــاع عرضــهُ أو قد ســاوم الذهبَ
أنــتـم علــى بُعـــده لـمـذهـبٍ يُـتْـبـــعُ
فليــس مثل خســاســة الملوك خســـا
ســـــةً ، وآل ســعود أكثرهم موضــعُ
أولاد زانــيّـــةٍ أبــنــــــــاءُ واصـــــلــةٍ
أصــحاب قـــوّادةٍ منهم يـرى الأقـرعُ
كــفـــاك لـــؤماً علــيَّ ياابــنَ عاهــرةٍ
ورثــتَ عـــاراً علــى فــراشِـــها تقـبعُ
لـــولا يطــــول القصــيد في مقــالــته
كانــت روايـــات امّهـــاتـكــم مطــــبعُ
غــادرتُ كــلُّ شــتـيـمـةٍ بـكـــــم أدبــاً
رأيــــتُ آلَ ســــعود رجّـــساً يَــلْـفـــعُ
لــكــلِّ رجــــسٍ أبٌ أوفـــــى بوالـــــدهِ
أثــمٌ وآل ســــعود جــاءهــــم أربـــــعُ
أنـــي مـحــمَّــدهــا وأنـــت جـاهـلــها
أنــي علـــيٌّ وأنـــت مشــــركٌ تجـــرعُ
أمّــي لفــاطــمــةٍ بـنـت الرسولِ هـدى
ونــورها فــي الحــياة نــورهُ الأسـطعُ
فــلا يــزور الحســين بن الفواطــم إلا
من حلــيـب شـــريفةٍ بها يشــــــــرعُ
ختــما بـها في قصــيدتي وخــــاتمها
صـــلاتـنا وســـــــلامــــنا لـها أجمــعُ
—————-
١-مشاعل: تركت زوجها وهربت مع عشيقها خالد وقد قتلت برصاصة امام عشيقها وقطع رأس عشيقها بالسيف بعدما رأها كيف قتلت
٢- ريما بنت طلال بن عبدالعزيز ال سعود ، اختطفت شابا ارمينيا في شقتها خارج البلاد لمدة شهر ، ثم جاءت امها بنت رياض الصلح رئيس وزراء لبنان السابق ووضعت لها مخدرا ليحملوها الى اهلها بعدما شاعت فضيحتها
٣- مردخاي يهودي عاش في قبيلة عنزة وهو جد اسرة ال سعود اذ هم ليس من عنزة وهذه الوثائق والمشجرات لازالت عند شيوخ ووجهاء عنزة في الجزيرة والعراق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock