عاممقالات

علي حافة الانحدار

كتب-احمد زينهم
 
علي حافة الانحدار

نحن جميعاً علي حافة الانحدار الفكري الذي سيؤدي بالمجتمع الي الانهيار تماماً , الكل اصبح يتبني الافكار المتطرفة , لا يُقصد بالتطرف التشدد الديني فقط بل هو المغالاة في اي شئ .

هذا التطرف الذي يبدأ بتحريف المفاهيم ليصل الي مايريده من اكاذيب وتضليل ، فأصبح من يدعو الي الحرية متطرفاً يزيد في دعوته ويُجيز لنفسه الاعتداء علي حرية الاخرين مما جعل البعض يعتقد ان الحرية هي الفوضي , وهناك من يدعو الي الانفتاح علي الثقافات الاخري ولكن لا يضع حدود وضوابط لذلك فينسي قيم ومبادئ المجتمع ، واخيراً ما نعيش في اعماقه اليوم وهو التطرف الديني الذي يمنح البعض تكفير الاخرين وقتلهم باسم الدين , ويجعل البعض يعتقد بأن له الحق في التعليق علي معتقدات من حوله سواء كان من نفس ملته او من اخري .

ستجد يوماً ان كثيراً من الملحدين كانوا علي التطرف الديني الذي جعلهم يعتقدوا ان الدين يسلب الحياه من الانسان ومن ثم اصبح يطلق التحريمات , لتجد من يعلم ومن يجهل يصدرون الفتاوي الحمقاء التي قد تحرم عليك ملابسك حتي يأخذهم ذلك الطريق الي الاعتقاد بأن التدين هو عدم الاخذ بتطورات العصر ، فيجعلوا من حياتك عسراً وهذا ما يجعل البعض يخرج الي الطريق المضاد تماماً , وقد يحدث العكس فيصبح الانسان ينتقل من الانحراف الاخلاقي للتطرف الديني .

قال الله تعالي ” وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ” , وهنا التعبير واضح بأن المزايده والخروج عن هذا الطريق ، والمشقة علي الانسان ليس هذا ما يأمر بهِ الاسلام , وهناك احد الامثال ” ان الزياده عن الحد تنقلب الي الضد ” وهذه الامثال التي تعبر عن الحكمه التي يصل إليها العامه ، ويفسر لنا ذلك بأن التطرف يذهب بالنفس من اقصي الي اقصي .

هذا التطرف الذي يجعل من الصعب علي اي من المجتمعات التقدم بهذه السياسه , لانه يرسخ بيننا فكرة الرأي الواحد ، فاصبح في كل المجالات العديد من الصراعات ،الرياضه .. السياسه .. اي حوار يمكن ان يحدث بين العامه في الشوارع .. الحوارات بين مختلف الاديان بل الحوارات بين اصحاب الدين الواحد ، الكل يريد ان يذهب بالعالم حسب افكاره ، وإن حدث ذلك درباً من الخيال سيعود ليختلف مع ذاته .

قال الله تعالي ” ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ” , هكذا نتعلم ثقافة الاختلاف ، ان كان هناك دعوه يجب ان تكون بالحكمة وبالطريقة الاقرب الي قلب الناس وليس بالقهر والاجبار فأنك مهما فعلت لن تجعل احد يحب ما يكره ،كما ان لو حدث نقاش يجب ان يكون علي مستوي التفاهم ، هكذا امرنا الله ، وهكذا طبق الرسول عليه الصلاة والسلام اثناء سيرتهُ .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock