أخبار وفنعام

رأس الوزارة 4 مرات و رأس مجلس الشيوخ .


كتب / خطاب معوض خطاب
شارع رشدى بوسط القاهرة …
كان سوقا للحمير ثم حمل اسم رئيس وزراء مصر …


هذا الشارع كان أحد أهم شوارع وسط القاهرة فقد كان محورا أساسيا من محاور خطوط الترام فى العاصمة حينما كان للترام شأنه ، كما كان لهذا الشارع دوره التجارى ، يبدأ الشارع من شارع عبدالعزيز عند محلات عمر أفندى ثم شارع الجمهورية و يمتد إلى أن يتقاطع مع شارعى محمد فريد و جواد حسنى إلى أن يصل إلى شارع شريف .
هذا الشارع كان ساحة للحمير قديما كما قال على باشا مبارك فى ( الخطط التوفيقية ) حيث كان ينصب فى هذه الساحة يوميا بعد صلاة العصر سوق تباع فيه الحمير ، وقت أن كانت الحمير هى وسيلة المواصلات المفضلة عند المصريين ، يركبها الناس مثل التاكسى اليوم و ينقلون عليها أغراضهم ، و كان صاحب الحمار و قائده يسمى ( المكارى ) بضم الميم و هو من الفعل ( كرا ) بمعنى أجر و من المعروف أن الفعل ( اكترى ) معناه إستاجر ، و منها أخذت كلمة ( الكارو ) و هى عربية و ليست إيطالية كما يشاع ، سمى الشارع بعد ذلك باسم شارع الساحة ثم أطلق عليه شارع رشدى .


رشدى هو سياسى مصرى كان معروفا فى العشرينيات و الثلاثينيات و هو (حسين رشدى باشا ابن محمود حمدى طبوزاده ) ، كان والده مديرا ( محافظا ) للقاهرة ثم وكيلا للداخلية ، و جده هو على بك السلانكى حاكم رشيد الذى قاد المقاومة الشعبية هناك فى مواجهة حملة فريزر على المدينة وقتها .
ولد حسين رشدى سنة 1863م و قضى من عمره 17 عاما فى باريس حيث درس و حصل على ليسانس الحقوق من جامعة السوربون ، و بعد عودته من باريس إفتتح حسين رشدى مكتبا للمحاماة ، كما تم تعيينه قاضيا بالمحاكم المختلطة ، تم إختياره ناظرا ( وزيرا ) للحقانية ( العدل ) ، الخارجية ، الداخلية ، المعارف العمومية عدة مرات .


تولى حسين رشدى رئاسة الوزارة 4 مرات خلال الفترة من 1914م إلى 1919م ، كان له عدد من المواقف الوطنية فهو أول من طالب الإنجليز بتحديد هوية للمصريين و إصدار جواز سفر مصرى تكتب فيه جنسية المصريين ، و سنة 1919م طلب السفر مع عدلى يكن إلى لندن لبحث المستقبل السياسى لمصر و أيد سعد زغلول و رفاقه فى طلباتهم فكان يريد سفر وفد رسمى حكومى ( حسين رشدى ، عدلى يكن ) و سفر وفد شعبى ( سعد زغلول و رفاقه ) .


تم إختياره نائبا لرئيس الوزراء عدلى يكن سنة 1921م كما تم إختياره رئيسا للجنة إعداد دستور 1923م و رئيسا لمجلس الشيوخ سنة 1926م و من المعروف أن حسين رشدى باشا كان يعشق الطرب و من رواد المسرح الغنائى حيث كان يحضر حفلات سلطانة الطرب منيرة المهدية و كان يصحب معه بعض الوزراء لدرجة أنه كان يعقد إجتماعات مجلس الوزراء أحيانا فى ذهبيتها .


عاصر حسين باشا رشدى أثناء عمله بالوزارة 3 من حكام مصر هم الخديو عباس حلمى الثانى ، السلطان حسين كامل ، الملك فؤاد الأول الذى كان له موقف مشهور مع حسين باشا رشدى حينما كان رئيسا لمجلس الشيوخ الذى تولى رئاسته حتى وفاته سنة 1928م ، فقد علم الملك فؤاد أنه يقبل يد الفنانة منيرة المهدية فعاب عليه ذلك و خاطبه بعنف فرد عليه حسين باشا رشدى قائلا : ليس فى الدستور المصرى مادة تمنع رئيس مجلس الشيوخ أن يقبل يد مطربة ، ضعوا هذه المادة فى الدستور و أعدكم أننى بعدها لن أقبل أيدى المطربات و الممثلات .


المصادر :
كتاب طوائف الحرف فى مدينة القاهرة فى النصف الثانى من القرن 19 ( د.نبيل السيد الطوخى) .
موسوعة 1000 شخصية مصرية (لمعى المطيعى) .
كتاب شوارع لها تاريخ ( عباس الطرابيلى ) .
كتاب شخصيات لا تنسى ( مصطفى أمين ).
جريدة المصرى اليوم 12 أغسطس 2016م .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock