أدم وحواءعام

محطات الحب



بقلم: الكاتبة نيرمين قنديل

 وفي رحلة الحياة .. إن أنعم علينا القدر ورضى .. وحالفنا الحظ .. وصادفنا الحب.. فيمر حبنا بمحطات صعودٍ و هبوط .. تتأرجح معها المشاعر .. وربما تتبدل الأحاسيس .. فتارةً نبلغ السماء بحبنا .. وتارةً ينكسر القلب ويسكنه الوجع .. وبين هذا وذاك .. تمر المحطات .. فنتمنى أن يقف الزمن عند محطةٍ ما لنظل في كنف الحب نحيا ونستزيد .. ومحطات أخرى نبتهل ألا نمُر بها .. أو ربما لا نصادفها أبداً.. 


وااااه من محطاتك يا حب .. فضحيتُك دائماًوأبداً هو القلب .. ذاك المضغة الصغيرة .. التي تٓسكُنُ شِمالِنا.. وتٓبُثٓنا الحياة .. فلا تستحق منا إلا الحب .. فرفقاً به .. ولنأخذه لمحطات حب تسعده.. وننأى به عن محطات تُؤلمٓهُ وتٓكسِرهُ.. نعم .. فلنتجول بقلوبنا على محطاتك ياحب ونقف ونرفض المغادرة أينما رغِبت قلوبنا أن تحيا …


١- محطة الوهج والشرارة الاولى :
 ولأن البدايات أجمل ما في القصة .. فحين يخفق قلبك تشعر بوهج خفي يتسلل لاحساسك .. تسري معه قشعريرة ساحرة تخدر حواسك .. تفصلك عّن الواقع .. تأخذك معها لعالم وردي .. لا تستشعر فيه الا مشاعر حب تولد بداخلك تأخذُك وتأخُذُك .. وتظل تأخذك الى احساس من اللاوعي .. وستُذهلُ من نفسك ومن شعور الانقياد الذي أنت فيه .. ومع فقدك للسيطرة على ذاتك .. ومع استشعارك بدغدغة المشاعر .. ستظل سابحاً في عالمك الجديد حتى تفك كل أسراره.


٢- محطة الوقوع في الحب :
ومع إشتعال الوهج أكثر وأكثر .. وأنت مازلت في مرحلة من اللا وعي .. ستجد نفسك تغرق وتغرق ولا تنشدُ نجاة .. فمشاعر الحب أصبحت تملأ حواسك .. فلم تعد تشم الا حباً .. ولا تُفكِرُ إلا حباً.. وفي الحقيقة لقد تمكن منك الحب .. حتى أتاك من تلابيبك .. وسيطر سيطرة كاملة .. فأنت تحت رحمته .. وأنت في منتهى السعادة .. فقد أصبحت تحيا بالحب ..


٣- محطة الاشتياق والولع :
بل محطة اللهيب .. تتأجج فيها المشاعر .. ويصبح الشوق عنواناً للحياة .. يزورنا كثيراً في أحلامنا.. فنصبح وقد ملأنا الشوق لسماع صوت الحبيب .. عله يهدأ نار أشواق مستعرة ليلاً بأكمله .. وربما يوقظنا من أعماق نومنا .. فتغادرنا الراحة .. وتستيقظ الجفون .. ولا تغمض إلا برؤية الحبيب .. ومع إشتعال نيران الشوق .. وإِستعار لهيبها..يظل القلب يحترق بإشواقِه .. أملاً وطمعاً في قُرْب الحبيب .. أو حتى بمروره ولو خيال ..


٤- محطة الذروة أي العشق :
انها أجمل المحطات التي يصل اليها القلب لمبتغاه .. وقد أحكم الحب قبضته فما عاد هناك مفراً .. فقد بِتُ عاشقاً من رأسك حتى قدميك .. نعم انها المحطة التي لا نبتغي منها رحيل ونتمنى أن نظل قابعين فيها ويطول إنتظارنا حتى أخر العمر .. لانها مرحلة العشق والذوبان .. تستشعر فيها أن روحه تملا كيانك بل وتحتل روحك .. فلا تسمع إلا كلماته مهما كان حولك من بشر .. ولا تنظر إلا ما يحبه .. بل وتبحث عنه لأنك عاشق لروح تسكنك .. وكلما خليت بنفسك تجدك تبتسم لمجرد أنك تذكرت كلماته أو إستمعت لأغنية جمعتكم .. أو استحضرت صورته في خيالك في لحظة ضمتكم .. أو .. أو .. أو .. باختصار أنت تذوب عشقاً ..


٥- محطة الملل أو التعود :
 ( الرتابة) وبعد أن بٓلغٓت بحبك ذروته .. وأمِنت جانبه .. فإحذر!! فقد يصيبه السوس فيمخرُ في أركانه .. ربما لتقصيرٍ منك .. أو لأنك أطمأننت أنك بلغت الذروة فاستسلمت وتركت الحب يمضي كما يحلو له .. فبات مُملاً وأصابته الرتابة .. فيبدأ القلب بفقدان الشهية .. شهية الحب .. مهما قُدِّمت له من إغراءات بمشاعر فياضة محبة .. نعم فقد بدأ الملل يسكنه فما عاد يُثارُ من نبضاته .. أو ينتفض لمشاعر عشق سكنته سابقاً..


٦- محطة التجاهل وعدم الاهتمام :
وحينما يدخل الحب منعطفاً جديداً لم يعهده من قبل .. فينتظر بائساً حزيناً ..ويطول انتظاره .. عله يرتوي بكلمة أو همسة من العاشقين .. ولكنه يصدم بان نهر العطاء قد جف .. جريان المشاعر قد نضب .. عليه ان يدرك أن انتظاره سيطول وربما تمر عليه دهور قابعاً منتظراً .. غير مدركاً أن عدم الاهتمام هي القشه التي تكسر أي علاقة .. بل هي الجرح الغائر الذي لا يندمل مهما طال الزمان .. يظل غائراً موجعاً .. ينأي وينأى بكسرة نفس من تجاهل أغلى الاحبة.. بل من يعادلوا الدنيا .. فحين نحب نختصر العالم في شخص واحد ..


٧- محطة الكُره والعياذ بالله :
 أؤمن ان القلوب المحبة مستحيل أن تكون كارهه.. فمن عرف الحب وذاق حلاوته .. صعب أن يتسلل الكره لقلبه .. ولكن وان افترضنا أن الجرح أفضى الى الكره .. فلا تستسلم وتنتظر كثيرا في هذه المحطة .. بل أنجو بنفسك .. وبذكريات حبك .. واحتفظ بها داخلك .. فحتماً حينما ستخلو بنفسك محاولاً ان تنقي قلبك من سواده وجرحه .. ستستطعم حلاوة ذكرياتك .. بل وستفتقد لحظات حبك وعشقك .. لا تطيل الانتظار في محطة تزعجك او تعكر صفو حبك .. فالحب لا يستحق أنات وجع .. فارحل بحبك فاراً به الي محطة تسعده.. ولنبقيه دائما بداخلنا .. ويبقى الحب..


٨- محطة الفراق ( الرحيل ) :
 آآآه .. لقد شاخ الحُب .. وهٓرِمت المشاعر .. ومات الإحساس .. فما عاد القلب يضُخُ حُباً .. وما عاد للعِشقِ وهج .. بل خبى كُلٓ شئ .. و سكنت النبضات .. فلم يَعُد يدُقُ القلب .. بل تجٓمدٓ.. وتجردت العُيون مِن لمعتِها .. فلم يَعُد يسكُنها إلا الدمع .. وإحترقت مآقيها.. فاهتزت صورة من ملأها يوماً.. فلم تَعُد تراه.. وبٓرٓدت الأحضان.. وزال دِفأها.. بل سكنها صقيعٌ قارِص .. تحول لجليد .. فُض معه تشابُك أصابع.. تعانقت يوماً.. وأمِن الحُب بين راحتيها ..


٩- محطة النسيان :
نُوهِمُ أنفسنا أنه القرار السهل اتخاذه .. ولكن عصيان القلوب بطرد ساكنيها يظل حائط صدٍ صعب اختراقه .. فتمُرُ الأيام وربما السنين ولا ننسى .. لنجد أنفسنا نحيا بأرواح محبينا .. تسكُننا .. ونعيش بها .. حتى وإن عاقبنا القدر وصادفنا قلوبٍ جديدة .. فيبقى الحب بداخلنا .. وتظل الذكرى تُأرِقُنا .. تستوقفنا أحياناً.. نتناساها أحياناً أخرى .. ولكنها باقية .. راسخة .. قابعة في ذلك التجويف الذي تعود أن يحمل ويحمل ولا ينوءُ بحملِه .. فالقلب الذي نبض يوماً لك .. لا يمكن أن ينسى نبضاتِه .. والآن .. وبعد كل محطاتك يا حُب .. فمهما فعلت بِنَا .. وبقلوبنا .. فتظل أرواحُنا تهفو لنيل شرف الوقوع بك .. ولا تحيا ولا تبقى إلا بك ولَك .. نرمين قنديل

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock