حياة الفنانين

الفنان حسن البارودي مبروك العطار شيخ منافقي العمدة في فيلم “الزوجة الثانية”

كتب/خطاب معوض خطاب

شخصية مبروك العطار في فيلم الزوجة الثانية الذي أخرجه صلاح أبو سيف في سنة 1967 صنعت شهرة عريضة للفنان الكبير حسن البارودي وأخذت بيده إلى صفوف المشاهير رغم أنها تعد شخصية ثانوية داخل أحداث الفيلم، ولكن طريقة تجسيده وتقمصه للشخصية واندماجه معها وإجادته للدور إجادة جعلت الجميع يشهد له بصدق أنه شيخ المنافقين.

ويتجلى إبداع شخصية مبروك العطار شيخ منافقي العمدة داخل الفيلم في ذلك المشهد الشهير بينه وبين أبو العلا الفلاح الفقير قليل الحيلة الذي جسد شخصيته الفنان شكري سرحان الذي يرغب عمدة قريته في الزواج من زوجته، حيث يقول مبروك العطار له: أصل العمدة عايز يناسبك!

أبو العلا: يناسبني أنا؟! في مين؟! في عيشة بنتي؟!

مبروك العطار: فاطمة.

أبو العلا: فاطمة مرتي؟!

مبروك العطار: طلقها! آه.. اتجوز غيرها، البلد مليانة بنات حلوة، اعقل يا أبو العلا!

أبو العلا: أعقل؟! هو أنتم خليتم فيا عقل؟!

مبروك العطار: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم!

ظهر مبروك العطار كرجل مدلس يستخدم الدين وسيلة لتلبية وتنفيذ رغبات عمدة القرية التي يعيش فيها حتى لو كانت هذه الرغبات مخالفة لشرع الله، فيستخدم الشيخ مبروك العطار الدين على الفور حيث يقول: “أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم”، وحينما يقف الشرع والقانون حائلا أمام تلبية وتنفيذ رغبات العمدة المخالفة للشرع والدين يأتي الحل على يد شيخ المنافقين والمدلسين مبروك العطار شيخ البلد الذي يؤمن على كلام عمدته حين قال: “الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا”، والعجيب أن مبروك العطار يبرر موقفه بعد ذلك لأبو العلا بأنهم غلابة ويجب عليهم أن ينطاعوا لرغبة الأكابر، ويقول له: “ما تعصلجش يا أبو العلا، انطاع يا بني، والله لما ننده على مدنة ما حد هيسمعنا، داحنا غلابة، الأكابر بس هما اللي بيتسمع كلامهم، هما اللي يؤمروا واحنا بنسمع وننفذ”.

والفنان حسن البارودى صاحب شخصية مبروك العطار اسمه كاملا حسن محمود حسانين البارودي وولد في يوم 19 نوفمبر سنة 1898، وتعلم في مدرسة الأمريكان، وقبل عمله بالفن مارس أكثر من عمل، حيث كان يعمل بمحل لبيع الطرابيش ومترجما بشركة توماس كوك، ثم التحق للعمل كملقن بفرقة حافظ نجيب وفرقة عزيز عيد وفرقة يوسف وهبي، واشترك في مسابقة التمثيل التي أقامتها وزارة الأشغال وتم تعيينه بالمسرح القومي سنة 1951، ومن أشهر أدواره السينمائية دور الحداد اليهودي صانع السيوف في فيلم “هجرة الرسول” الذي اشتهر فيه بكلمة أوقف السن يا حزقيل، كما برع في تجسيد شخصية عم مدبولي في فيلم “باب الحديد” ومازال مشهده مع قناوي المجنون عالقا بالأذهان، وله دور مميز في فيلم “الطريق” مع شادية ورشدي أباظة .

ومع أنه كان واحدا من نجوم المسرح القومي، ومن أشهر مسرحياته “السبنسة و”سكة السلامة”، إلا أنه قد تعرض لموقف غريب حين ضعف بصره وحاول الحصول على قرار بالسفر للعلاج بالخارج، إلا أن وزارة الثقافة اعتذرت وقتها بحجة عدم وجود ميزانية، فما كان منه إلا أن لجأ إلى المطربة والفنانة أم كلثوم التي تدخلت في الأمر وتوسطت له، وبالفعل تغير كل شيء، ففي خلال 24 ساعة بعد تدخلها أصبح كل شيء معدا ومجهزا لسفره للخارج، ولماذا لا يسافر بعد توسيطه لأم كلثوم؟ أليس الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا كما قال العمدة؟

والغريب أن الرجل الذي اشتهر في مشهد الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا تنتهي علاقته بالمسرح القومى بورقة أيضا، حيث صدر قرار بإحالته إلى المعاش بعد وصوله إلى سن المعاش وحرمانه من صعود خشبة المسرح ووقتها لم يستطع الشكوى ببساطة لأن الورق كان ورقهم والدفاتر دفاترهم، وظل في بيته حتى وافته المنية في يوم 17 سبتمبر سنة 1974.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock