شعر وحكاياتعام

الضهر والعكاز.الجزء السابع


 الضهر والعكاز.الجزء السابع

بسم الله الرحمن الرحيم

وهنالك الفتيان اللذان ارتبكا شديدا جراء هذا الأمر خاشيين من عواقبه… وكيف يكون السبيل إلى حل مثل هذه المشكلة  أيذهبان إلى زينب ويخبراها بالأمر وضرورة توخي الحذر فذاك الرجل لاشك فى عزمة على قتلها جزاء لما فعلت بشركاؤه ولكن مع إصرار وعزم زينب على الانتقام البازغ كضوء الشمس فى وضح النهار بالتأكيد سيدفعها الى تغيير خطتها وتنفيذ رغبتها بقتل ذاك الرجل أم يخبران الشرطة ولكن هذه الفكرة هى الأخرى وجدت منهم ندما شديدا لعدم اللجوء إليها من البداية ولم تكتفى بهذا فحسب بل أنها أمتدت لأكثر من هذا فعاتب بعضهما البعض لأنهما لم يلجأن إلى الشرطة منذ اللحظة الأولى وكذلك الوقت قد تأخر فلم يتبقى غير ساعة أو ساعتين على تجلي الشمس لليل وعندها سيحكم الليل بقمره السماء وبالتالى بين كل هذه الافتراضات رجحا فكرة اعتراض زينب لينا أو غصبا أن حكم الأمر ويقولان لها عما بدر منهما غير أبهين برد فعلها حتى وإن فعلت شرا بهم لما بدر منهما ..لعلها ترجع عن إصرارها وعنادها هذا وإن لم يكن فسيتحكمان إلى حيلهما فى منعها كما سبق …وبالفعل ذهبا إلى بيتها فلم يجداها بل وجدا سارة نعم سارة بالتأكيد أضطربا لما وجداها فمنذ اللحظة الأولى وتمنى كلا منهما غير مرة أن يراها ثانية وهذا الأمر زاد على عزت بالقدر الذى قل بالنظير على مؤمن لسببا أخر سيتطرق له الحديث ثانية بعد قليل.. ولما تبينا عدم وجود زينب من سارة التى بدا عليها التساؤلات والرغبة الملحة فى الحصول على أكبر كم من المعلومات من الفتيان عن ماذا يريدان من أمها والى أى مدى يعرفان حياة أمها وهكذا…ولكنها أخر الأمر أخبرتهما بأنها تعرف مقصدها الدائم عند حافة النهر فى الجهة الأخرى من البحر فى الشاطئ المواجه لشاطئ المقابر ذاك أو فى الساحل المقابل له فهي تهوى الجلوس هناك كثيرا وحدها فأرادت أن تسألهما المزيد من الأسئلة ولكنهما أستأذنان للذهاب مسرعين وقال عزت فى ذلك لها ( وربنا ما عايز أمشى بس…هنتقابل تانى☺ ) استغربت سارة مما قال وبدر منه ولكنها سكتت..وبالفعل ذهبا الفتيان الى البوص (شاطئ البحر ) حيث توجد زينب ولكنهما لم يعثرا عليها فذهبا الى المقابر فهى ملجأهم الوحيد فلا يعرفان لزينب والرجل مكان أخر سيذهبان أليه غيره ..ويراوضهم الرعب من فكرة أن يقتل أحدهما الأخر قبل أن يأتيان للمقابر ولكن مع هذه المخاوف الكثيرة التي ملكت عقلهما فى تلك اللحظات لفترة ليست بالقصيرة مع صمتهما التام إلى أن ملّ عقلهما هذا طبقا لطبيعة هذه المرحلة السنية فلم يدم ذلك طويلا فقد تغير هذا كله إلى شيئا مسموع آخر من خلال حديثهما به وكان كالأتى عزت ( أنا حاسس كده أن فى حاجة انت مخبيها عنى وبتفكر فيها )
مؤمن (مفيش حاجه) عزت (أوعى يكون اللى فى بالى.. أنت عارف أنا معجب بسارة قدين)
مؤمن (وأيه الجديد عادتك ولا هتشتريها دا العادى بتاعك)
عزت (لأ بجد دى غير هالة خالص )
مؤمن (هاله! …. عارف فعلا اى هى الحاجة الى أنت قولت عليها أنى مخبيها …هالة )
عزت (هالة ! هالة أزاى يعنى )
مؤمن ( أنا لمحتها فى المرتين اللى روحنا بيت زينب فيهم بس كل مرة بتختفى على طول المرة الأولى قولت يمكن بيتهيألى لكن المرة دى أنا متأكد أنى شوفتها فى المرتين)
عزت (هالة مين بس وأيه اللى هيجيبها هنا !..بس برضه ده يثبت شكى.. أنت بتحبها بس بتكابر )
مؤمن ( يا بنى أيه الهبل ده أنت فكرنى زيك بقع وخلاص مفيش الكلام ده )
عزت (والله.. شوف والله أنا كلامى صح ) فرفع مؤمن حاجبة متهكما لما يصر عليه عزت فأكمل عزت حديثة قائلا ( أنتى بتتكسفى يا بيضة …هأ هأ هأ )
مؤمن ( بطل بقى الضحكه المستفزه دى وبطل كلام فاضى وخلينا فى المصيبة اللى أحنا فيها )
عزت (مؤمؤ مؤمؤ مؤمؤ ) مؤمن ( أممممم أرغى )
عزت ( لأ أنا بس كنت عاوزك تفتكر إللى هي عملتوا معانا وتخليه فى دماغك ) فوجد هذا الكلام تأثيرا فى نفس مؤمن و صمتا مقتنعا بما قال عزت ومدركا أياه جيدا …وفى أثناء هذا ظهرت السيارة أخيرا من بعيد أدركاها من الضوء ) وبالفعل السيارة تحمل الرجل ذاك وبجواره زينب ووقفت السيارة فى أول المقابر عند المكان الذى يجلس به الغفير وتحركت إلى الدخل حيث المقبرة التي من المفترض أنها تحتوى على شريكيه السابقين وفتحت السيارة ووقعت زينب اللتى يبدو أنها أبرحت ضربا كثيرا ولكن لم يعرف الفتيان من بعيد أهى لازالت على قيد الحياة أم لقت مصرعها فوجد هذا في قلوب الفتيان الرعب والصدمة والحزن فقد ملأت الدموع حدقات أعينهم وأحمرت جباههم وأمتلأت عرقا يتصبب بغزارة ولكنهما فاقا من حزنهما سريعا فهما يريدان أن يعرفا أين ذهبت الجثتان التي عند حفرهما مسبقا لم يجداها وبالفعل الرجال الذين أصطحبهم معه صاحب السيارة لما حفروا لم يجدوا الجثث فدار بين الرجل والغفير الحوار التالى
الرجل ( أنا توقعت أن حد زبالة زيك لازم يعمل كده مع الأيد اللى أتمدتله وياترى قطعتهم ولا بعتهم كاملين)
الغفير ( أنا مليش دعوة بيهم أنا معرفش مين اللى خدهم ومليش دعوة بالست دى اللى قالتهولك كله كدب )
الرجل (ياراااجل برئ أنت الحبتين دول تعملهم على حد تانى اللى قالى عيلين ملزقين زيك كده يا أهبل بس حظك الحلو مش عارفين عن وساختك ولا شغلنا حاجه ميعرفوش غير البت دى وجوزها) متهجا فى ذلك ببصرة نحو زينب التى أصدرت أنينا ففرح الفتيان بعض الشئ لما سمعا هذا فهى لازالت على قيد الحياة ..فعلم الأخير ما حاول أن يقوله الرجل بنظرته تلك وهى تهديده بما سيفعله به فى تلك اللحظة.
الغفير ( العيال دى تانى ! .. بص يا باشا من الأخر أنا اللى خدتهم وقطعتهم وبعتهم لكامل السكران ألد أعدائك )
الرجل (أيه ده أنته أتجرأت أوى )
الغفير ( سيبنى بس أكمل متقاطعنيش.. ومش هتعرف تعمل معايا حاجه علشان أنا بعت اللى إنت عارفه للشيخ زعرور ..أيوه الشيخ زعرور ومش أول عملية لأ دا كل الشغل اللى خدته منى كنت بعديه عليه عشان كده مكنتوش بتلاقوا الزوابل فى كل حته جاتلكوا )فبدأ على الرجل علامات الغضب التى تحولت الى خوف يزداد شيئا فشيئا عندما جاءت سيرة الشيخ زعرور ..وأكمل الغفير حديثه بعدما أخرج من جيبه شيئا وكأنه الأسوره المصنوعه من الشعر الردئ القديم
قائلا ( ودى حماية الشيخ زعرور ليا لأنى بقيت تحت كفه وبالنسبة لزينب خدها وعالجها وأمشي عشان لو الزعرور عرف هينسفك وأنت عارف مش هتعرف تحمى نفسك منه ولو ماتت هيزعل منك أوى )
الرجل ( هى تحت كفه ! )
الغفير ( لأ بس هي بتساعدنا وهي مش عارفة هي بتنتقم لجوزها إللى غدرتوا بيه الدكتور المحترم …أيه.. كنتوا عاوزينى أستنى لما تغدروا بيا أنا كمان )
ثم صاح ( أطلع بره) وبالفعل ارتبك الرجل وبدأ وكأن ملك الموت متجة صوبه وأمر رجاله بضرورة حمل زينب بأقصى سرعة وحملها إلى العربة وخرج بكل سرعة بعربته إلى خارج المقابر …

إقرأ الأجزاءالسابقة

إلى اللقاء مع باقى رواية الضهر والعكاز….
تأليف: مهدي عمر القويضى
01064208190
01007860733

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock