عاممقالات

عَلَىَ حَـــافَــــةِ الـحُلْــم

بقلم راشا رمضان إسماعيل
تدفعنا أحلامنا نحو مستقبل مشرق إلى الشعور بالتحليق لرسمها فوق الغيم فنقتطف النجمات ونعقد منها عقدًا براقًا يتوهج بأمانينا
ولكن الحياة كثيرًا ما قد تأتي بما لاتشتهي السفن ، تتعرقل وتتثاقل في تحقيق أمنياتنا كعجوز مسنة تُحاول أن تستعيد مامضى من زهرة عمرها وربيع شبابها فيخذلها وهن العمر
وتتوالى الأعوام و نكبر وتموت فينا أحلامًا كثيرة ينطفىء توهجها داخلنا ولكن شيئًا من بريقها يُغرينا لمواصلة التشبث بها ونفض الغبار عنها نتلمس في دواخلنا صوتًا للقوة التي تنجرف بفعل خشونة الحياة 
نتلمس الإيمان في أرواحنا فنتفس الصعداء ونزفر الوجع بقوة قائلين (ياالله)بعمق الشعور 
ندعو وكلّنا يقين بالإجابة 
ونحو تحقيق أحلامنا نتعرف على مجموعات مختلفة من البشر منهم من يُبدي لك حبًّا دون مقابل وكأنك جزءًا منه يحتويك ، يؤازر ضعفك يدفعك نحو تحقيق حلمك ، يحلق بك في عنان السماء ويكون جدارًا صلبًا تستند عليه في ضعفك ووهنك قبل أن يُسقطك أحد أحلامك في قاع الهزيمة 
تجده اليد الحانية التي تلقف بك تنتشلك من ضعفك وتضعك على بداية حلم أخضر جديـد يُسقيك اهتمامًا يُغدق على روحك عطفًا ورقة حتى تنمو براعم الحلم في روحك وتُزهر أحلامك في حدائق الأمنيات 
ومنهم من يكرهك دون سبب وكأن يدك منغلقة على عنقه تحبس عنه أنفاس الكون يكره نجاحك يكره تقدمك نحو الأمام بارعٌ في احباط عزيمتك وقص أجنحة أحلامك يتمتع برؤيتك عاجزًا عن التحليق 
لا يرى في الحياة سوى نفسه يُعافر لأن تتسابق خطواته قدمك يسعد لتعثرك يأخذ من هزيمتك دافعًا وقوة 
فيُطفىء في داخلك ما أناره الله ويقتلع جذور الحلم منك دون رحمة 
وعلى حافة الحلم نجد الصديق ونجد العدو ونجد المنافق 
والمنافق أشد أذية للنفس وأشد خطرًا على الانسان لأنه يُخفي بداخله مالا يحمله وجهه الذي يبدو نقي الملامح ، يُظهر لك حبًّا وصدقًا وقُربًا وهو لا يستطيع أن يُحب أحد حتى نفسه يبتسم في وجهك ويأخذك بالأحضان عند اللقاء وفي دواخله ياحبذا لو ألقى بك في لُجّ بئر عميق 
ولكننا نُجاهد ..نتحدى ..نُقاوم ونتمسك بأحلامنا
..نصبر ..نسقي أمنياتنا بالدعاء وننتظر حتى تُزهرَ الأحلام فنُهدي زهورها لمن يستحق منّا شغاف القلب ونبض المشاعر لمن سيبقى فينا صديق حتى الرمق الأخير ،
أما من قطع طرق الوصال المؤدية لقلبه وخطَّ على عظام الروح الأذى حتى سُمِع صوت الكسر فيها لا يستحق منّا أي مشاعر ولا أي فرصة، ننفض يدنا منه ونفوض أمرنا لله ونحتسب صدق نوايانا عنده وندعوه بقلوب بيضاء اللهم على قدر بياض قلوبنا لاتُقربنا ممن اختلطت قلوبهم بألوان الحقد والسواد و أبعدنا عنهم كما أبعدت أرضك عن السماء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock