عاممقالات

مع الصحابة ” عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف الزهري القرشي “



يحدثنا . الشيخ : عبد الرحمن أمين 


(١٥)
سلام عليكم،،

نتحدث اليوم عن أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو سيدنا عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف الزهري القرشي، أمه الشفاء بنت عبد عوف الزهرية القرشية، ولد بعد عام الفيل بعشر سنوات، وكان اسمه عبد عمرو أو عبد الحارث أو عبد الكعبة فلما أسلم سماه رسول الله عبد الرحمن، وكان إسلامه قبل الدخول إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم، وكان إسلامه بعد إسلام أبي بكر بيومين، 



وهو أحد الثمانية السابقين، وأحد الستة الذي استخلفهم عمر للشورى، هاجر الهجرتين إلى الحبشة والمدينة وصلى إلى القبلتين القدس ومكة، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله وكان من الذين ثبتوا يوم أُحد، وقد كان سيدا من سادات العرب قبل الإسلام وبعده، وكان تاجرا شديد الثراء وقد ساهم في تجهيز جيش العسرة ب ٢٠٠ أوقية من الذهب، ومن مناقبه أنه صلى بالنبي في غزوة تبوك وهي منقبة لم يحزها أحد إلا الصديق..

لما هاجر إلى المدينة ترك ماله ومتاعه وضياعه وخلفها وراءه في مكة راغبا فيما عند الله فافتقر.. وقد آخى النبي بينه وبين سعد بن الربيع الخزرجي الأنصاري على أن يكونا عونا لبعضهما، فعرض عليه سعد أن يشاطره في ماله وبيته وأهله بما عرف عن الأنصار من الإيثار، لكن المهاجرين كانوا عفيفي الأنفس فقال له عبد الرحمن: “بارك الله لك في أهلك ومالك، 


ولكن دلني على السوق.” وهنا تبرز قيمة العمل والكد والسعي في سبيل لقمة العيش، فذهب وباع واشترى حتى عاد غنيا كما كان في مكة، بل صار أغنى أهل المدينة فقد كان صاحب عقلية تجارية فذة وقد عرف عنه الكرم والجود بالمال والصدقة..

مات رضي الله عنه سنة ٣٣هجرية وصلى عليه عثمان بن عفان، وحمله إلى قبره سعد بن أبي وقاص، فلم يحضر الفتن والصراعات، ولذلك قال عنه علي: “اذهب فقد أدركت صفوها وسبقت زيفها.” رضي الله عنه وأرضاه.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock