أخبار وفنعام

أونوريه دومييه ” أحد أبرز رسامي الكاريكاتير السياسي “



 أونوريه دومييه
Honore Daumier
(1808 ـ 1879) 

كتب . صلاح الطير

رسام ونحات فرنسي، وأحد أبرز رسامي الكاريكاتير السياسي والاجتماعي، وتميز بدفاعه عن الحرية والفقراء والمهمشين تصريحا وسلوكا، وتزوج من حائكة ملابس بسيطة، ومات ابنه الوحيد ولم يكمل عامين، ومات مصابا بالعمي، ومثقل بالديون، ودفن في مقابر الفقراء، علي حساب البلدية، وقال عنه الناقد الفرنسي بيير برونال: “لقد عاش على هامش طبقة الصعاليك”. 

 تميزت أعماله بالابتكار والتنوع والثراء والعمق، وبموضوعاته الحية، وجمع القيم الفنية والفكرية، وتصديه للمشكلات الاجتماعية، ومواجهته للفساد ورموزه، في مرحلة الاضطرابات والفوضي والتحولات الكبرى زمن الثورة الفرنسية الأولي والثانية والثالثة. 


 لم ينتمي لمدرسة أو جماعة محددة، وبعض النقاد وصفوه بأنه فنان طبيعي، وآخرون بانه فنان واقعي، ولم يحظَ بالشهرة، إلا في العام الأخير من حياته، فبعد أن رفضت قاعة “الصالون” الشهيرة عرض أعماله في أربعة مواسم، نظم فيكتور هوجو عرضاً خاصاً في قاعة فخمة، مصحوب باهتمام واسع من المثقفين والنقاد والجمهور، وأطلق عليه النقاد لقب (مايكل أنجلو الكاريكاتير)،


 واعترفت الدولة بفنه ومنحته وسام جوقة الشرف، فاعتذر عن قبوله قائلًا: “أصبحت فى سن لم يعد للتكريم أى قيمة لي”.

ولد بمارسيليا، وانتقل مع اسرته لباريس مبكرا، وتدرب مع احد فناني الطباعة الحجرية، ودرس الطباعة الحجرية في أكاديمية الفنون السويسرية، وعمل بالاعلانات، وبعد ثورة 1830 عبر عن موقفه السياسي بوضوح في أغلب أعماله مع الحرية والكادحين وضد الطبقية، واستخدم مهاراته في الطباعة الحجرية، والكاريكاتير

 ونشرها في جريدة كاريكاتير، وانتقد الملك لويس فيليب بشكل ساخر وتحوله الي ثمرة الكمثري ، وشبهه بجارجانتوا على شكل مخلوق خرافي جشع يشن الحروب، ويتنازل عن الوطن للأعداء، ويجثم على الحكم، وبطنه منتفخة، بينما يمد لسانه الطويل ليسحب صرر الذهب المسلوبة من الناس ،


 وسخر من قيم البرجوازية الدنيئ واستعلائها الأجوف، وفساد القانون والنظام القضائي والمحامين، فأوقفت السلطات رسوماته، وأغلقت الجريدة، وساقته للسجن 6 شهور، ليخرج بعدها ويواصل طبع اعماله ونشرها في جريدة “الغوغاء”، وتوزيعها كمنشورات في باريس وضواحيها. 

 حياة جارجانتوا وبانتاجرول (La vie de Gargantua et de Pantagruel):
– خماسية لروايات كتبها فرانسوا رابليه في القرن 16،

 وتحكي عن مغامرات اثنين من العمالقة، “جارجانتوا وابنه بانتاجرول”، وفيها الكثير من المبالغة والسخرية، والدعابات الفجة، من الشتائم البذيئة والهابطة، ووصفت بالفاحشة من فريق الرقابة في السوربون، وكانت تُعامل بريبة وسط المناخ الاجتماعي السائد وقتها، وتجنب الكتاب المعاصرون ذكرها، 

وقد درس رابليه اليونانية القديمة وطبقها في اختراع مئات الكلمات الجديدة في النص، والطريف أن بعضها أصبح جزءا من اللغة الفرنسية، وتكثر التورية والفكاهة الفاضحة في كتاباته.


من أشهر لوحاته: سلسلة لوحات عن: ركاب الدرجة الثالثة، وركاب الدرجة الاولي ، وشخصيات مسرح موليير الكوميدية، وبلزاك في “الكوميديا الإنسانية”، وشخصية سانشوبانزا في “دون كيشوت” لسيرفانتس،
 شارل بودلير، الشاعر الفرنسي: “دومييه أحد أهم الرجال، ليس في مجال الكاريكاتير فحسب، بل في الفن الحديث كله،..”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock