صحتك بالدنيا

كورونا ما بين تعاليم الإسلام و الابتعاد عنها!

كتب بشار الحريري

الإسلام هو دين و حياة!

دين: هو علاقة بين المخلوق وربه، في تأدية الفرائض و تجنب المحرمات و الابتعاد عن كل مكروه و الوقوع في المحظورات .

حياة: هو مجموعة من السلوكيات التي أوجبها الله علينا، أن نتبعها في حياتنا اليومية و في تعاملنا مع الآخرين في إطار الحفاظ على حياتنا و سلامتها و تدخل في إطار ما أحله الله لنا و ما حرمه عليه.

و سأتحدث في هذه المقالة على الشق المتعلق بالحياة كون الشق الأول معلوما و مفهوما لدى الغالبية من عامة المجتمع .

وحديثي في الشق الثاني”الحياة”سيتعلق بالنظافة .

• النظافة من الإيمان
……………………….
تعد قيمة النظافة في الإسلام من أهم القيم الإسلامية، و هي جزء لا يتجزأ من الإيمان.و قد بيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن النظافة و الطهارة شطر الإيمان.

من هنا نجد حرص ديننا الحنيف على النظافة بأعمق معانيها، حيث حرص على نظافة العقيدة من الخرافات و البدع و الأباطيل، و على نظافة الأخلاق من الفواحش و كل أسباب الرذيلة، و أكد على نظافة اللسان من النطق و التحدث بالفحش و السب و القدح و الشتم، و حرص بنفس الوقت على النظافة الجسدية و نظافة المكان من كل الأوساخ و الأقذار و هذا الحرص من الإسلام على النظافة إنما جاء لحماية الإنسان من الأمراض لأن انعدام الطهارة سبب في العديد من الأمراض .

ضمن هذا الحرص يتضح لنا حكمة تشريع:

• الوضوء للصلوات الخمس و تطهير الأعضاء الأكثر عرضة للتلوث .
•وجوب الغسل بعد الجماع.
•وجوب الغسل بعد الحيض و النفاس.
• استحباب الغسل و التطيب في مناسبات معينة، كصلاة العيد و صلاة الجمعة …
• وجوب الغسل قبل و بعد الطعام.

نجد من كل هذا الحرص أن مسألة النظافة لم تكن مجرد سلوك مرغوب يحظى صاحبه بالقبول الاجتماعي في محيطه؛ و إنما جعلها الإسلام قضية إيمانية يثاب فاعلها و يأثم تاركها .

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” الإيمان بضع و سبعون أو بضع و ستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله و أدناها إماطة الأذى عن الطريق، و الحياء شعبة من الإيمان.” رواه البخاري و مسلم.

و قال الله تعالى في محكم تنزيله :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }. (6) (المائدة) .

فالنظافة و الطهارة في الإسلام لم تكن من باب التثقيل و الحرج و العناء على المؤمنين و إنما جاءت من باب التشريف و التكريم و الحفاظ على حياتهم من الأمراض التي قد تؤدي بحياتهم، نتيجة انعدام الطهارة .

و ما وباء كورونا الذي يهدد العالم اليوم إلا كنتيجة طبيعية لابتعادنا عن تعاليم ديننا الحنيف و ما حثنا عليه من طهارة و نظافة للحفاظ على حياتنا.

و ما أكده الأطباء في مختلف دول العالم إنما يؤكد على النظافة و الطهارة للتصدي لهذا الوباء .. و هو ما سبقهم به الإسلام منذ آلاف السنين! و ما السبيل لدرء هذا الوباء و غيره من الأوبئة و الأمراض التي قد تحصد حياة الملايين من البشر إلا بالعودة إلى ما شرعه رب العزة سبحانه وتعالى و التقيد بتعاليم الإسلام.

ما شعور أول امرأة تلقت اللقاح التجريبي ضد «كورونا»؟

فيروس الكورونا يحاول السيطرة على صحتنا النفسية !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock