عاممقالات

مع الصحابة ” سيدنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي “



بقلم : الشيخ عبد الرحمن أمين  

(١٤)
سلام عليكم،،
نتحدث اليوم عن ابن عم رسول الله، وزوج ابنته فاطمة الزهراء، ورابع
الخلفاء الراشدين، والإمام الكرار، سيدنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي
القرشي، أمه فاطمة بنت أسد الهاشمية القرشية، وهو أول هاشمي خالص النسب من أب
هاشمي وأم هاشمية، سمته أمه “حيدرة” على اسم أبيها وسماه أبوه عليا وبه
اشتهر، وكنيته أبو الحسن فهو أبو الريحانتين (الحسن والحسين)

 وكناه رسول الله ب
“أبي تراب” لما رآه ينام على التراب وقد أثر فيه وكانت أحظى الكنى إلى
نفسه، ومن صفاته الحسية أنه كان حسن الوجه بشوشا عريض المنكبين يميل إلى السمنة
قليلا وكان قويا فتيًا، لم يصارع أحدا إلا صرعه، ولم يبارز أحدا إلا قتله، وواقعته
مع عمرو بن ود مشهورة! قال عنه رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ : “لا سيف إلا
ذو الفقار ولا فتى إلا علي.” ومن قوته حمل باب الحصن في غزوة خيبر وحده!
فانفتح الحصن وكبّر المسلمون بالنصر وهو “رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله
ورسوله.” بشهادة سيدنا رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ذلك اليوم أيضا
..
عندما بلغ علي _رضي الله عنه_ السادسة من عمره أحذه النبي في رعايته
تخفيفا عن أبي طالب وردًّا لجميله عليه، فرُبي علي في بيت النبوة ونشأ على مائدة
القرآن الكريم، لذلك قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ : “علي مع القرآن
والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا الحوض.” أورده السيوطي في تاريخ الخلفاء.
وهو أول من آمن من الصبيان وكان عمره وقتها ١٠ سنوات، وهو المعروف بعلي الفدائي
حيث استخلفه رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ في مكة وقت الهجرة ليرد الأمانات إلى
أهلها، وقد نام في فراشه يفديه بروحه ودمه، وقال عنه رسول الله: “أنت مني
بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي
.”
وقد كان متفرغا للعلم في عصر الخلفاء الراشدين ولم يشتغل بأمور الحكم
والسياسة، فصار إماما في العلم والدين مصداقا لقوله _صلى الله عليه وسلم_ :
“أنا مدينة العلم وعلي بابها.” صححه الحاكم وحسنه السيوطي. قبل أن يكون
إماما للمسلمين في ولاية الأمر، وقد اهتم في عهده بتقنين قواعد اللغة العربية على
يد أبي الأسود الدؤلي فتم وضع علم النحو على هذا النسق الفريد
..
ومن أعماله في الخلافة أيضا أنه نقل عاصمة الدولة من المدينة المنورة
إلى الكوفة؛ ليكون قريبا من أنصاره بالعراق، ولينزه الحرمين الشريفين من صراعات
الحكم ودماء المسلمين خاصة بعد ما حدث لعثمان، وقد كان لعلي رأي بتأجيل القصاص من
قتلة عثمان حتى يوحد الصف والجبهة الداخلية وكان يقول للمخالفين والمتاجرين بدم
عثمان: “دم عثمان حق ووحدة الأمة أحق .” على ما ذكرناه في الحديث عن
الفتنة
..
وفي سنة ٤٠هجرية وبعد مرور خمس سنين إلا أشهر من ولايته كان علي على
موعد مع القدر المحتوم فقتله أحد الخوارج تقربا لله (تعالى!) واسمه عبد الرحمن بن
ملجم وكان عمر علي حينها ٦٣ سنة تماما كعمر النبي وصاحبيه عند انتقالهم إلى جوار
ربهم
..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock