عاممقالات

المؤرخ و الشاعر و المترجم و الروائي الذي لا يعرفه أحد



المؤرخ و الشاعر و المترجم و الروائي الذي لا يعرفه أحد …

كتب / خطاب معوض خطاب

محمود الخفيف …

صاحب كتاب أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه .
جميع الأمم تبحث في تاريخها و تنقب عن الشخصيات العظيمة التي لها دور و تبرزها و تضعها في دائرة الضوء حتى تتأسى بها الأجيال الجديدة و تقتدي بها في حياتها لكننا مع الأسف مع وفرة العظماء و المبدعين في تاريخنا إلا أننا لا نبرز دورهم في التاريخ و لا نكاد نذكرهم أو نذكر بهم فكادت القدوة تنعدم بالنسبة للأجيال الشابة في بلادنا .
الأستاذ محمود الخفيف صاحب الشخصية الأدبية و الفكرية العظيمة النابغة و المجهولة أو شبه المجهولة مع الأسف في نفس الوقت فهو صاحب أول دراسة كاملة و شاملة في المكتبة العربية عن الزعيم أحمد عرابي و التي صدرت في كتاب يحمل اسم ( أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه ) .
ولد محمود الخفيف في سنة 1908م و ذكرت بعض المصادر أنه ولد في سنة 1909م بمركز الشهداء بحافظة المنوفية و حفظ القرآن الكريم في طفولته ،ثم تخرج في مدرسة المعلمين العليا قسم التاريخ سنة 1931م حيث كان أول دفعته و تم تعيينه مدرسا للتاريخ بالقسم الثانوي للمعاهد الدينية ثم عمل بالمدرسة التوفيقية ثم مدرسة مصر الجديدة الثانوية كما عين مديرا لإدارة التعاون الثقافي الشرقي بوزارة المعارف و تم إنتدابه سكرتيرا لتحرير مجلة الأزهر سنة 1952م و سافر في بعثة لإعداد المعلمين بلندن و عين بعدها ناظرا للمدرسة الثانوية الإبراهيمية كما عمل مفتشا أول للمواد الإجتماعية بوزارة المعارف و كلفته وزارة المعارف بإعداد كتابين لإصلاح تاريخ مصر القومى .
كتب محمود الخفيف في مجلة الرسالة و الراية و الرائد و له عشرات المقالات النقدية كما ترجم العديد من القصص و الروايات العالمية منها (البلبل و الزهرة) و قلب الرجل و اليأس من الحب و كتب بعض القصص القصيرة منها : دموع بريئة و عفراء الغجرية و أخيرا اختارت و له رواية اسمها ( الثائرة ) كما كتب كتابين أحدهما عن تولوستوي و الآخر عن إبراهام لينكولن و له كتاب في النقد الإجتماعي اسمه من وراء المنظار – صور إنتقادية فكهة من حياتنا الإجتماعية كما يعد من أكبر شعراء عصره و أغزرهم إنتاجا و تم جمع أشعاره في ديوان صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 2007م .
كتب الخفيف دراسة مسلسلة بعنوان ( أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه ) على صفحات مجلة الرسالة عن الزعيم أحمد عرابى قدم فيها دفاعا عنه قائما على أدلة و براهين و كشف في دراسته تلك كذب القول بأن أحمد عرابي هو سبب دخول الإنجليز مصر و احتلالها و أكد بالأسانيد القوية أن الإنجليز كانوا يضعون أعينهم على مصر و كانوا ينوون احتلالها سواء ظهر عرابي أو لم يظهر 
عاش محمود الخفيف حياته وحيدا لم يتزوج متفرغا لعمله بالتعليم و دراساته في الأدب و التاريخ و لقد تعرض للعديد من الأزمات في حياته بسبب دراسته عن أحمد عرابي و تم تهديد صاحب مجلة الرسالة بغلقها إذا لم يتم وقف النشر و فعلا توقف نشر مقالاته تلك إلا أنه بعد فترة نشر الدراسة كاملة في كتابه المذكور .
عانى محمود الخفيف طويلا من الاحتلال الإنجليزى و الحكومات الموالية له بسبب كتاباته و تم اضطهاده لكن الغريب أن يتم اضطهاده إلى اليوم بعد زوال الإحتلال فإن كان الإحتلال قد اضطهده في حياته بالتضييق عليه في عمله و كتاباته إلا أنه و بعد وفاته بأكثر من ستة و خمسين سنة حيث توفى فى 29 يناير 1961م مازال يعاني من الإضطهاد بعدم تكريمه إهماله و نسيانه ، فمن منا اليوم يعرف اسمه أو يسمع عنه شيئا هو و غيره من الكثير من المبدعين .
المصادر :

موقع مؤسسة هنداوي للتعليم و الثقافة .

كتاب رجال من بلادي ( رجاء النقاش ) .

جريدة الجمهورية 24نوفمبر 1993م .

جريدة الأهرام 29 ديسمبر 2002م .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock