عاممقالات

«الإعتماد على الذات»


بقلم الكاتب الكبير/محمد ماهر شمس
كل الشواهد تؤكد ضرورة أن تعتمد الدولة المصرية على سواعد أبنائها لتخطي العقبات التي تواجه إقامة مشروع الدولة الوطنية العصرية التي تعتمد الحوار المتمدن وسيلة اتصال بين الجميع في إطار الحقوق المتساوية والواجبات الملزمة للكافة وتحت مظلة القانون والعدل دون استثناء ..التاريخ يوضح أن الإعتماد على الغير يورث التبعية ويقيد الإرادة الوطنية ويجعلها في مأزق أمام مطامع الآخرين وطموحات الحاقدين وشماتة الشامتين..من المعلوم أن القروض والديون الخارجية هم بالليل وذل بالنهار.. وإذا كان بعضها لازما في مرحلة معينة إلا أن إستمرار اللجوء إليها له آثار سلبية ضارة على الاقتصاد الوطني تشبه أثر المسكنات في جسد المريض لا تعالج المرض وإن كانت تخفف الألم مؤقتا واستمرارها يفتك بالمريض..وكذلك المعونات والمنح الخارجية فمعروف أن الدول المانحة لا تقدمها لوجه الله ولكن لتحقيق أغراضها ومصالحها واستخدامها وسيلة للضغط والمناورة على الدول.
على ضوء ذلك كله يجب ان نواجه أنفسنا بكل صراحة ونعمل جاهدين للإجابة على السؤال الهام كيف نعتمد على أنفسنا ؟.. ونبدأ أول خطوة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من احتياجاتنا الغذائية والصناعية والزراعية والدوائية..قلة الموارد المالية يجب ألا تكون شماعة نعلق عليها تقصيرنا فيمكن توفير جزء مهم من الموارد إذا جففنا منابع الإسراف في الإنفاق الحكومي وترشيد المصروفات..والتصدي بكل حزم لمظاهر التسيب والإهمال وإهدار المال العام في المصالح والمؤسسات.. وينبغي أن يقوم بذلك أصحاب العزيمة والإرادة ففي هذه المرحلة الحيوية يجب أن تسند مسؤلية الأجهزة التنفيذية إلى ذوي الهمة العالية ويستبعد الخانعون الكسالى الذين لا يحملون هم الوطن في قلوبهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock