بقلم دكتورة صوفيا زاده
يستغل الشيطان حال المسلم في يقظته لتحزينه وإبعاده عن الراحة والأستقرار بهدف إضعاف همته عن أداء العبادات المفروضة عليه بإشغال تفكيره وروحه وصحته بما لاينفعه في دينه ودنياه من إرتكاب المحرمات والكبائر والبعد عن الطاعات تنفيذا لوعده الذي قطعه علي نفسه أمام الله عند قوله تعالي علي لسان إبليس اللعين ( ولأضلنهم ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ، ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ، ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا)
فإن لم يستطع ذلك في يقظة المسلم يعمد إلي تنفيذه عند نومه ، وخاصة إذا نام ولم يراع ادآب النوم من وضوء وصلاه وقراءة قرآن وأذكار وأدعية ، حيث يجد الفرصة المؤاتية ليقذف في قلب النائم من الأحلام المفزعة والمحزنة التي تصيبه بالهم والغم والحزن والكآبة ، ومن تلك الأحلام الشيطانية مايريه من إرتكاب المعاصي والفواحش ، أو يريه ويحبب إليه عمل من الأعمال البدعية التي ما أنزل الله بها من سلطان بهدف تشكيك المسلم في دينه وعقيدته وغرس النفاق في قلبه حتي ينجرف وراء ما حرم الله
كما يريه أن أحد أقاربه المقربين إليه والمحببين إلي قلبه من أم أو أب أو اختا أو اخا قد أفسدوا عليه حياته بسحر أو مشكلة ، ومن أساليب الشيطان أيضا أن يري الرجل زوجته تخونه ، أو أحد يريد قتله أو إيذاءه بهدف زرع الشك والفتن بين الناس للتفريق بينهم وتشتيت وحدتهم ، والرؤي التي تثير الغرائز والفتن أو لفتت نظر الرائي إلي فتنه بين الجنسين ، والرؤي التي يستيقظ الإنسان وقد عادي أحدا ، فمن رأي ذلك فليعلم أنها من الشيطان
إذا من هنا يجب أن نعلم أن المسلم عندما يري ما يكره فليعلم يقينا إن ذلك من عمل الشيطان للتفريق بين الناس وإضعاف همتهم عن طاعة الله
وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلي التعامل الشرعي مع مثل تلك الرؤي فقال :
إذا رأي أحدكم رؤيا يكرهها فليتفل عن يساره ، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا وليتحول عن جنبه الذي كان عليه
وقال أبي سلمة إن كنت لأري الرؤيا تمرضني ، فلقيت أبا قتادة فقال :
إن كنت لأري الرؤيا تمرضني حتي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
الرؤيا الحسنة من الله ، فإذا رأي أحدكم ما يحب فلايحدث به إلا من يحب ، وإذا رأي ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان وليتفل ثلاثا ولايحدث بها أحدا فإنها