عاممقالات

الفـرفـور ..

كتب / خطاب معوض خطاب
الفنان القدير عبدالسلام محمد …


إمكانياته الفنية كبيرة جدا لكن ملامحه و ضعف بنيته أثرا سلبا على
مسيرته الفنية إذ تسببا في حصره في أدوار لم يستطع للأسف الخروج منها إنه
الفنان عبد السلام محمد الذي ولد في سنة 1934م و نشأ في حي شبرا حيث شاهد
فيه الكثير من الأنماط و النماذج البشرية و أسلوب كلامهم و تعاملاتهم و
إنفعالاتهم و كان يقلدهم عندما يخلو بنفسه و كان والده يطلب منه أن يقلد
الضيوف بعد إنصرافهم فأصبح ممثلا بارعة دون أن يشعر .


دخل الكتاب و منه إلى مدرسة الأمير فاروق الإبتدائية و أثناء دراسته
الثانوية التقى و الفنان محمد رضا الذي شجعه و نصحه بدخول المعهد العالي
للفنون المسرحية و فعلا بعد كفاح طويل و بعد سنوات دراسية فقدها بسبب حبه
للتمثيل حصل على الشهادة الثانوية و التحق بالمعهد و كان من زملائه كرم
مطاوع و رجاء حسين و عبد الرحمن أبو زهرة و عايدة عبد العزيز و عزت
العلايلى و أحمد توفيق .

عمل بالتمثيل لكنه ظل مغمورا طوال 5 سنوات
حتى أشركه الفنان كرم مطاوع في مسرحية الفرافير إيمانا منه بإمكانياته و
طاقاته الفنية حيث قام ببطولة المسرحية التي لاقت نجاحا كبيرا بعدها أطلق
عليه لقب فرفور و أصبح مشهورا به .

عانى الفنان عبد السلام محمد في
حياته كثيرا ففي طفولته كان والده موظفا صغيرا بالسكة الحديد و يعاني من
قلة دخله المادي الذي لا يكاد يكفي تكاليف الغذاء فما بالنا بالتعليم و
الكساء !! في هذا الجو نشأ الفرفور و في شبابه و بعدما نقش اسمه بحروف
بارزة في تاريخ المسرح المصري المعاصر عادت به عقارب الساعة للخلف بعدما
اضطر يوما أن يقدم أدوارا لا تليق به بعد نجاحه في مسرحية الفرافير بل إنه
اختفى لبعض الوقت حتى قدم دوره الرائع في مسرحية نعمان عاشور(برج المدابغ)
من إخراج سعد أردش و لكن بعدها تزداد المعاناة عندما يسكن و زوجته و ابنتاه
في غرفة بأحد شوارع عابدين و قدم عشرات الطلبات للحصول على شقة دون جدوى و
لذلك كان يقبل أي أدوار تعرض عليه لهذه الأسباب المادية .

عرف عنه
دقة المواعيد و الإلتزام بعمله و شارك على مدى 33 عاما في أكثر من 50
مسرحية منها : الفرافير و القضية و كوبرى الناموس و سكة السلامة و مسرحية
بداية و نهاية و مسرحية عيلة الدوغرى و برج المدابغ و غيرها من المسرحيات
هذا بالإضافة إلى : الراعي و أميرة البحر و مسرحية الأميرة و البنورة
المسحورة التي قدمها كأعمال مسرحية للأطفال كما قدم عددا من الأفلام مثل :
دائرة الإنتقام و حنفى الأبهة و غيرها و في أواخر حياته أصيب بورم في
الحنجرة و توفي في 27 يونيو 1992م بمستشفى العجوزة عن 58 عاما.

المصدر :
مقال خيرى كامل مجلة الكواكب العدد 3318 .
موقع السينما . كوم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock