عاممقالات

أطلق عليها الصهاينة لقب ( الشبح و اللهو الخفي ) …



 أطلق عليها الصهاينة لقب ( الشبح و اللهو الخفي ) …

كتب / خطاب معوض خطاب 
فرحانة حسين سلامة الفدائية التي كرمها الرئيس السادات …

هذه السيدة السيناوية أثبتت أن المرأة المصرية وقت الشدة تفوق ألف رجل ، فقد أثبتت بأعمالها و بطولاتها و فدائيتها أن البطولة ليست حكرا فقط على الرجال بل يوجد من النساء من تفوقت على الرجال في الكفاح و الفداء و الجهاد من أجل مصر في مواجهة الأعداء .


فرحانة حسين سلامة الشهيرة باسم ( أم داود ) ولدت 4 سبتمبر 1925م و تنتمي لقبيلة الرياشات المقيمة بقرية ( أبو طويلة ) بالشيخ زويد شمال سيناء و تركت سيناء بعد يونيو 1967م بسبب الإحتلال الإسرائيلي لسيناء و استقرت فرحانة بمنطقة إمبابة و هناك تعرفت على منظمة ( سيناء العربية ) التي أسسها جهاز المخابرات العسكرية في ذلك الوقت لمناهضة الإحتلال و تم تدريبها على نقل الرسائل و الخرائط و الأوامر من القيادة إلى رجال المنظمة و الفدائيين المتواجدين بسيناء المحتلة وقتها كما تم تدريبها على كيفية حمل القنابل و المتفجرات و تهريبها للفدائيين بل تم تدريبها على كيفية تفجير القنابل و إشعال فتيل الديناميت و تفجيره .

كانت تذهب لمسقط رأسها بسيناء و تتظاهر بأنها تتاجر في القماش و تتجول و هي تحمل جوالا مليئا بالأقمشة و تخبئ فيه الرسائل و الخرائط و القنابل و المتفجرات لتنقلها للفدائيين داخل سيناء و كانت ترعى الأغنام في المناطق التي سار فيها الفدائيون حتى تخفي آثارهم لكي لا يعثر عليهم الصهاينة و قامت بالعديد من العمليات الفدائية التي لا يقو الرجال على القيام بها فلقد فجرت عددا من سيارات الجيب الخاصة بالعدو الصهيوني لكن تظل أكبر العمليات التي قامت بها هي تفجيرها لخط السكك الحديدية بالشيخ زويد و الذي يصل بين العريش و بئر سبع و نسفت يومها قطارا للبضائع كان محملا بالأسلحة و به عدد من الجنود الصهاينة .

كان لعملياتها السرية التي لم يكن يعلم بها إلا قادتها فقط مردود كبير في رفع الروح المعنوية للفدائين المصريين و أطلق الإسرائيليون لقب ( الشبح و اللهو الخفي ) على من يقوم بهذه العمليات و لم يتخيل عيزرا وايزمان الحاكم العسكري الإسرائيلي لسيناء وقتها أن البدوية راعية الغنم التي كانت تتجول أمام أعينهم طوال النهار ترعى الغنم و تحمل جوالا مليئا بالأقمشة ليست إلا ( اللهو الخفي و الشبح ) الذي أطار النوم من أعينهم طويلا .

كرمها الرئيس السادات بعد نصر أكتوبر تقديرا لما بذلته من جهد و تضحية و فداء من أجل مصر و منحها نوط الشجاعة من الدرجة الأولى و نوط الجمهورية . لكنها عاشت في الظل بعد تكريمها و لم يهتم بها أحد و تم تجاهلها حتى وفاتها في 11 أغسطس 2014م و قبل وفاتها كانت قد أجرت العديد من الصحف و المواقع الألكترونية معها حوارات كثيرة و كانت دائما تردد في جميع مقابلاتها ( ما قدمته لمصر واجب وطني لا أنتظر عليه أي مقابل ) .

المصادر :
جريدة المصري اليوم 24 أبريل 2016م .
مجلة ديوان الأهرام 30 أبريل 2017م .
جريدة روز اليوسف 26 أبريل 2013م .
جريدة الأهرام 23 أبريل 2015م .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock