عاممقالات

الخاقان الأعظم چنگـيزخان


كتب . طارق المصرى 


 أنا نِقمة الله على الأرض، أنا قاهِرُ العالَم، ولابد أنكم تَستحقون عِقابي، لأن الله قد سَاقني إليكم | الخاقان الأعظم چنگـيزخان .

إنقسمت إمبراطورية چنگـيزخان المُترامية الأطراف بَين أربعة مِن أبنائه التِسعة، وهُم حَسب ترتيب الأعمار مِن الأكبر للأصغر : جوجي، جغتاي، أوگـتاي، وتُولُوي – وطبقًا للقانون المَغولي، فإن الأب كان يُعطي قبل مَماته، 


جُزءًا مَن أملاكه لأبنائه على حَسب ترتيب أعمارهِم، على أن يَتناسب ما يخُص كُل واحد مِنهم مِن ناحية القُرب أو البُعد المَكاني تناسبًا عكسيًا مَع عُمره، أي أن الأكبر سنًا يأخذ القِسم أو الجُزء الأبعد مَسافةً، أما الأصغر فكان يُعطى المَنطقة القريبة مِن مَركز الإمبراطورية وقيادتها، وعَليه كان نصيب تُولُوي وهو أصغر أبناء چنگـيزخان، المَنطقة التي تشمل وديان أنهار كرولين، أونن، أرخن، ومنطقة قراقوم، 

في حين كان نصيب أوگـتاي يَنحصر في مناطق جبال تار باجاي وأطراف بُحيرة ألاجول وحَوض نهر ايميل الذي يَصُب في تِلك البُحيرة ويَقع غَربي مَنغوليا، أما جغتاي فقد اختص ببلاد الأويغور وأقاليم ما وراء النَهر وكاشغر وبَلخ وغزنة، وكان نَصيب جوجي أبعد المَناطق في إمبراطورية چنگـيزخان، وذلك بصفته أكبر الأبناء، وهي القِفْجاق بأسرها، وداغستان والإمارات الروسية، أي البلاد الواقعة بين نهر إرتش، والسَواحل الجَنوبية لبَحر قَزْوِين، وما بَين بَحر قَزْوِين والبَحر الأسود، وهي ما يُطلق عَليها على وَجه العموم : بلاد القِفْجاق .

تُوفي جوجي قبل وفاة أبيه چنگـيزخان بسِتة أشهر سَنة 624 هـ / 1227 م ، وأنقسمت مَملكته بين أبنائه، وكان أكبرهم يُدعى أوردا، هو الذي خَلف أباه على سائر مَغول القِفْجاق في بداية الأمر، أما ثاني أبناءه وأعظمهم شأنًا وأوسعهم سُلطانًا 


ويُدعى باتو، فقد فَضلته قبائل القِسم الغربي مِن المَملكة، وأعلنته ملكًا عليها، ونال أعتراف چنگـيزخان نَفسه قبل مَماته، وكان مَركز مَملكتة الجَديدة الجِهات الواقعة على الشاطيء الأيسر لنهر الفولغا في روسيا، وعاصِمتهُا سَراي باتو، وصَار باتو وذُريته مِن بَعده يُلقبون بخانات القبيلة الذهبية، نِسبة إلى خيام مُعسكراتهم ذات اللّون الذهبي، وهو لقب شَامل لجَميع بِلاد القِفْجاق، 

وأصبح باتو يُعادل في سُلطته وعَظمته، ابن عَمه الخان الأعظم، منگـو بن تُولُوي بن چنگـيزخان، وبذلك إنكمش سُلطان أوردا إلى القِسم الشَرقي الذي عُرف بإسم القبيلة البيضاء، ثم الزرقاء فيما بعد .

وعلى أية حال، فقد غزا باتو هذا أوربا، فتوغل في روسيا وبولندا والمَجر ودَلْماسِيَة، فيما بَين عامي 635 : 640 هـ / 1237 : 1242 م ،



 ومِن ثمَّ طارت شُهرته، وأنتشر أمره، حتى أعتبرته سائر قبائل المَغول بجَميع بلاد القِفْجاق، شَرقها وغَربها، أحق أبناء جوجي بالمُلك، على الرغم مِن وجُود أخيه أوردا في بلاد القِفْجاق الشَرقية على قيد الحَياة .

غَيب الموت باتو سنة 653 هـ / 1255 م ، فخَلفه وَلده سِرتاق لعام واحد، ثُم أولاقجي الطِفل، إلى أن أعتلى بِركاي خان ثالث أبناء جوجي زعامة القبيلة الذهبية سَنة 655 هـ / 1257 م ، بِركاي إذًا حفيد چنگـيزخان، وسَليل جبابِرة الأرض، الذين دَمروا الحضارة الإسلامية ! هذا البَطل إعتنق الشَريعة المُحمدية، وصَار مِن بُناة الحضارة الإسلامية وحُماتِها، وحَالف مَماليك مِصر، ليَرد عدوان أبناء جَلدته عن المُسلمين، ويَكف يَدهم عن تَدمير حَضارتهم، وأضحى يُكنى بـ أبا المعالي ناصِر الدّين بَركة خانْ !


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock