حياة الفنانين

صحوة الشعر والمرأة في كتابات الشاعر السوري محمد عبد الرحيم كنعان

إعداد وحوار / ريمان قصص

إخراج صحفي/ ريمه السعد

تدقيق لغوي/ ميرفت مهران

محمد عبد الرحيم كنعان من مواليد مدينة حمص  ، نشأ وسط عائلة ذات توجهات أدبية كان للشعر النصيب الأكبر منها، مما دعا إلى تركيزه على هذا الجانب

بداية كتابته للشعر كانت عام ٢٠٠٥ ،لكنه لم يقم بنشرها أو طباعتها، إنما احتفظ بالنصوص وفق مخطوطات حملها معه حتى عام ٢٠١٧

عندها قام بإصدار أربع مجموعات منها تحت العناوين :

عزف منفرد على جسد القصيدة

أهمس للورق.. فيكتبني

تزوّجتُ حُبك

أنتِ أكثر من امرأة

وفي عام ٢٠١٨ صدر له ديوان شعري يحوي قصيدة واحدة بعنوان :

هذا ما يصنعه حبّك،ثم مجموعة وطن بلا نساء عام ٢٠٢٠ ،الشاعر والكاتب محمد عبد الرحيم كنعان ضيف سحر الحياة

 من خلال قراءتي لمجموعتك الشعرية لاحظت اهتمامك بالمرأة فهل هذا يعني أنك متأثر بالشاعر الكبير نزار قباني؟/فشعرك على مبدأ نزاريات/

كلمة نزاريات أراها تُضعفُ النصوص التي أكتبها؛ بصيغة أخرى، تسحب منها خصوصيتها وملامح هويتها؛ وهذا لا يعني انتقاصاً من الكلمة، فقد يجدها البعض شهادة ذات قيمة .

لكن لربما كتابات الشاعر نزار قباني التي كانت المرأة حاضرة في أغلبها، جعل الأعمال اللاحقة التي تُذكرُ فيها المرأة موسومة بالنزاريات، بغضّ النظر عن المبدأ أو الغاية .

ومن هنا أقول أني جعلت اهتمامي بالمرأة لسبب كونها الأكثر أحقيّة بالشِّعر؛ فهي تأخذ أي شكل يمكن أن يتحدث عنه الشاعر؛ شخصياً كان أم اجتماعياً أم وطنيّاً، حتى الطبيعة

 ألا يوجد محاولة لإصدار شعر مشطر؟

الشعر هو شعر في كل أنماطه، مادام يحمل في جنباته الشاعريّة التي تتقرّب من المتلقي حتى يجد نفسه فيها، وهي برأيي الحد الفاصل بين الشّعر والكلمات المرصوفة ذات وزن وقافية، بمعنى أدق، ليس كل كلام موزون ومقفّى هو شِعر، ومن هنا أجد الشِّعر المشطر يملك قبضة التحكم بعض الأحيان في غرض الشاعر، ومنهم من ينجرف في تيار الأوزان والقافية ويترك غرضه الأساسي ليتدارك الكسر فيما يكتب، فيخرج بنصّ يجعل المتلقي يقرأ الموصوف بعين الوزن والقافية لا بعين الشاعر .

لذا أراني أتجنّب هذا الانجراف لأحافظ ما استطعت على سلاسة النص .

إلا أنه لديّ العديد من النصوص المشطرة، لكنني أؤجل إصدارها لوقت لاحق .

كيفك أمكنك أن تكتب ديوان كامل بقصيدة واحدة؟

بداية الأمر في قصيدة ( هذا ما يصنعه حُبّك ) أني بدأتُ بكتابة أول ثلاثة مقاطع منها، وكانت بعنوان ( أنتِ والطبيعة ) لكن سرعان ما وجدتُ الأمر سيأخذُ أكثر من قصيدة بمقاطع محدودة، لذا، أعدتُ النظر في مواضيع ما كتبت، وأردت أن تكون القصيدة تشمل أكثر الحالات التي يمر بها المُحبّ في كنف محبوبه، مما جعل الكتابة أقرب ما تكون إلى التحدي بيني والورق؛ حتى وصلت إلى عدد المقاطع التي هي عليه، فكان القرار أن تصدر بمفردها، وألا تُشاركها قصيدة أُخرى .

 

 

 

 الأدب كتلة أحاسيس ومشاعر منها مايفرغ على الورق شعريآ أو قصصيآأو بحثيآ، أنت أين ستتجه مستقبلآ؟

بالطبع نعم هو الأدب كذلك، وسبق لي أن توجّهت إلى الرواية، لكن أرى في ذاتي الانحياز أكثر للشِّعر، لذا، فالتوجّه مُستقبلاً أتركه لما تُلقيه عليّ تلك الأحاسيس والمشاعر، التي سمّيتُها الإمكانات، فهي ستكون حاضرة حينذاك سواء داخلية كانت أم خارجية، وبها أكون أكثر ثقة في التوجه إلى نوع من الأعمال الأدبية، أو الابتعاد عن آخر .

ومن هنا أتطرّق إلى الحديث عن رواية قمتُ بكتابتها عام ٢٠١٧ ، ولا زلتُ مُحتفظاً بها، إلى حين التفرغ لإعادة النظر بها قبل إصدارها .

هل يعني هذا أن لديك أعمالاً أدبية تبقى لفترة قبل إصدارها ؟

هذا صحيح، هنالك أعمال لا تزال محفوظة في الدرج من سنوات، وهذا ما ذكرته عن الإمكانات، التي تتغير مع مرور الزمن، وتكون جنباً إلى جنب مع التجربة الأدبية التي تُصقلُ مع كل لحظة تمُر .

وهذا ما يجعل الرؤيا أكثر عُمقاً والرأي أكثر ثباتاً والإعجاب بالذات أكثر واقعيةً وأبعد عن المغالاة، لذا لا أمانع من وجود نصوص أو مجموعات شعرية محفوظة في الدرج لسنوات قبل أن ترى النور بين أيدي القُرّاء .

 يبدو أنك متأثر بعدة عوامل بيئية، أي بيئة يتأثر الشاعر محمد كنعان ؟

دعيني أفصل بين البيئة والعامل البيئي .

فكل ما كان وما سيكون في فلكي أجده عاملاً آخذ ما يُريني منه أفق تصوّري له، وقد أعود إلى ذات العامل بعد انقطاع، ولربما أغير هذا العامل حين أكتب عنه بطريقة توضح جوانباً خفيّة فيه .

أما البيئة فهي أوسع وتحوي عوامل كثيرة .

ومما تأثرت، كانت البيئة ذات المفاهيم الوسطية في كل شيء، بعيدة عن التكلّف والتطرّف .

ومنها الفلسفي الأقرب ما يكون إلى النظرة الصوفية.

وفي هذه الصبغة البيئية عملت على مجموعة شعرية لها موعد لإصدارها بإذن الله تعالى.

 هل يمكن اعتبار الشاعر محمد كنعان يحمل في طيات قصائده رسالة للمجتمع ؟

الرسالة أمرٌ كبير، لا يمكن حصره في بعض القصائد .

نعم أحمل رسالات إلى المجتمع الأدبيّ والإنسانيّ، لكنها لن تأخذ هويّتها الواضحة الآن؛ لأني أفضّل غزلها بتأنٍّ؛برغم معرفتي أن هذا الأمر يسمح للمطلعين اطلاعاً سطحياً أن يخمّنوا أوجهاً كثيرة بعيدة كل البعد عن القصد، لكن ما إن تكتمل الصورة حتى تبدأ بالحديث بنفسها .

مختارات من المجموعات 

من مجموعة ( عزف منفرد على جسد القصيدة )

من قصيدة ( عزف منفرد على جسد القصيدة )

إني أغنية الفردوس

لحنها يسكن كل حقول الأرز بوطني

يسكن في صمت الوجدان

إني دولة رجلٍ أوحد

يصنع عمراً

فيه تبتدئ الأحلام

وفيه تنتحر الأحلام

وتزور الأقمارُ سريري المُتعب

تردد آيات التوحيد

وترقص لي نساءٌ من جان

من مجموعة ( أهمس للورق .. فيكتبني )

من قصيدة ( على هامش اللقاءات )

يا سيدتي..

لستُ بحاجة لكل النجوم

فبعد أن امتلكتُ عينيكِ

نثرتُ أضواء السماء

خلف أظهر الغيوم

واكتفيتُ منكِ بهاتين النجمتين

إني لا أرى امرأة غيركِ

تُسافر في معطفي العتيق

كنسائم السَّحَر

وعبق اللاوند

والبنفسج الحزين

أنتِ يا سيدتي

أولى العلاقات في تاريخ البشرية

بين الشِّعر والياسمين

من مجموعة ( تزوّجتُ حُبّك )

من قصيدة ( امرأة ممنوعة من الصرف )

تأخذني الرغبة سيدتي

لزيارة ما ترك الإغريق

في طروادة عينيك من أيقونات

تدفعني النشوة كي أتصوّف

في دين جمالكِ كي أُعرف

بين رجال الحب جميعاً

أني ملك العصر الذهبي للكلمات

إقرأ المزيد “عبد الرحيم فاخوري “من طفل صحفي إلى إعلامي كبير له اسمه في فضاء الإعلام العربي

مجدولين الجرماني “مورفين أحمر مزج بين الأسطورة والواقع ..الحلم والحقيقة من خلال بطلة الرواية شام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock