كتبت/هبه سلطان
تميز أسلوب الأديب نجيب محفوظ بتوجيه النقد اللاذع لأحوال المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية منذ اندلاع ثورة ١٩ حتي ما بعد ٥٢.
وقد إستطاع نجيب محفوظ أن يرسم من خلال روايته عشرات الوجوه لشخصيات نسائية مختلفة تأثر فيها بالبيئة وأحوال الفترة التي يكتب فيها الرواية أحيانا وخبرته الذاتية وتصوره عن المرأه أحيانا أخري
فضلا عن تقاليد المجتمع وسيطرة الفكر الذكوري
فنجد شخصية امينه في ثلاثيته الشهيرة (بين القصرين-قصر الشوق – السكريه) كانت غير قادرة على التأثير في الأحداث فهي اميه وكانت قاصرة على الإقامة في البيت ومستكينة لطاعة الزوج.
أما في السكريه فقد خرجت المرأه لمجال التعليم وأصبح لها دور مؤثر وإن كان ضعيف.
وما بعد الخمسينيات وهزيمة ٦٧ وما طرأ على المجتمع من تغييرات سياسية واقتصادية صور نجيب محفوظ المرأه في روايته إما عاهرة بالطبيعة أو ساقطة بالفقر ويظهر هذا في شخصية نفسيه في رواية بداية ونهاية
شخصية حميدة في زقاق المدق
شخصية نور في اللص والكلاب
إحسان في القاهرة ٣٠
ريري في السمان والخريف.
ما بعد ٦٧ وحتي أواخر السبعينيات
كانت للمرأه في روايات محفوظ أصبح لها دور إيجابي وفعال
شخصية زهره في روايه ميرامار هي الأمل المنشود لوطن أفضل
شخصية الصحفية سماره في رواية ثرثرة فوق النيل فهي الشخصية النسائية المتيقظه في مجتمع غاب عنه الوعي.
أما روايتي الطريق الكرنك فكانتا توضح ما كان قديما وما هو حديث ففي رواية الطريق رسم محفوظ شخصية كريمه الخائنه
العاهره علي النقيض جاءت شخصية إلهام
فهي منقذة البطل وكانت طوق النجاة بالنسبة له.
أما في رواية الكرنك فنجد شخصية قرنفله صاحبة مقهي الكرنك فتاة ليل تاركة عمل السوء وكأنها تجسد صورة الماضي وعلي النقيض أيضا نجد شخصية زينب دياب التي تتصدي بكل شجاعه للظلم والقهر الذي تتعرض له البلاد
وكأنه يمثل الماضي في قرنفله والجديد والأمل في الغد في زينب دياب
أما في ملحمة الحرافيش فقد جعل نجيب محفوظ من نساء الحرافيش محرك أساسي في الأحداث مثل شخصية رضوانه وزهيره فكان لهن الدور الأقوى في تحريك الرجال في مجال المعارك والحروب.
وهنا نلاحظ الفرق الشاسع بين تصوير المرأه في ثلاثيته الشهيرة وملحمة الحرافيش.
أما الشخصيات النسائية في الروايات التاريخية مثل عبث الأقدار وكفاح طيبه
واخيرا العائش في الحقيقه فقد جعل لهن أدوار البطولة فقد كان لهن الفضل في تغيير مجري أحداث التاريخ.
علي الرغم من تنوع الشخصيات النسائية التي قدمها نجيب محفوظ من خلال روايته إلا أنه لم يحدث تطور فيما قدمه من شخصيات نسائيه وثباتهن النفسي.
جعل نجيب محفوظ من النساء شخصيات من لحم ودم ولم يغفل الجانب الإنساني فيهن
نتعاطف معهن أحيانا ونكرهن أحيانا أخري
فسواء أكانت شخصيات نسائيه سلبية أو إيجابية فقد تركت أثرا قويا في وجدان وعقل القارئ.