عاممقالات

الزاوية الأخرى



كتبت: رانيا الرباط

النهارده وأنا نازلة الصبح شفت مشهد هزنى مش لأن المشهد جديد لا بالعكس ده مشهد متكرر ويمكن بقي اعتيادي بالنسبة لنا، مشهد أقل ما يقال عنه أنه مفعم بالرحمة،بالقهر وأيضا بالقسوة،مشهد طفل رث الثياب بيتقاسم لقمته الناشفة اللي بحث عنها في القمامة عشان يفطر بها مع كلب بلدي من اللي بقوا منتشرين في الشوارع لحد ما بقوا ظاهرة!! طفل من اللي احنا بنسميهم اطفال الشوارع !!تسمية مجحفة ممكن يمتعض منها البعض لكن للأسف امتعاضهم مابيتعداش ملامح الوش لانهم شايفين ان مساعدتهم مش دورهم ده دور الحكومة ؛ طبعا الحكومة لها دور لكن لو كان الدور كله ملقي علي عاتقها طيب رسولنا الكريم كان يقصد مين لما قال أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ؟؟ كتير هيقولوا دول مش ايتام فعلا وهى دى بالظبط الزاوية التانية مش الشوارع هى اللي أنجبت الأطفال دول لا دى فئة منا نحن البشر تحت ظروف قهر اقتصادية،اجتماعية أو حتى نفسية مش مهم المهم أنهم أضطروا يرموا بفلذات أكبادهم في الشوارع ؛والشوارع دى هى اللي علي العكس قابلت القسوة برحمة فكانت لهم ملجأ وملاذ ومعلم !!!وهى دى الزاوية الجديدة اللي شفتها في المشهد ده النهارده؛أحنا بنسييء لسمعة الشوارع اللي في أغلب الأحيان بندخلها في جملة يكون الهدف منها السباب أو التحقير فمثلاً نقول علي الفتاة المنحرفة أخلاقياً بأنها تربية شوارع!!أو شوارعيه!!! في اهدار كامل للجانب الايجابي للشوارع اللي هى الحياة بجد اللي هى ملجأ كل اللي عايز يتعلم الحكمة بجد اللي عشان الوصول للحقيقة هجر كثيرون أبراجهم العاجية ونزلوا الشوارع عشان يخالطوا العامة ويتجردوا من أحساس الزهو بالدنيا ويفنوا ويتفانوا ليحققوا الكمال ومنهم كان بوذا اللي ترك كل الثروة والجاه وجاب الشوارع بحثاً عن الحقيقة فأصبح فيلسوف،حكيم،ووصل الامر لبعض الناس أنهم جعلوه أله!!!! ومنهم شمس الدين التبريزى وغيره من المتصوفة اللي عرفوا قيمة الشوارع اللي احتضنتهم وحصل مزج بينهم فجسدوها كأنها أنسان بيكلمهم،بيحتويهم،وبيعلمهم،بقي في ألفة بينهم وبين الحجارة والشجر والطبيعة،الشوارع كان لها فضل في تخليد أحداث؛ الشوارع بما يطلق عليها من أسماء تخلد شخصاً أو سيرة مكان؛ مش قلت لكم الموضوع له زاوية تانية، الشوارع نابضة حية زيها زى الانسان،عليها واجب ولها في رقبتنا حق كمان،والا مكنش الرسول عليه الصلاة والسلام وصانا عليها؛ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :أعطى الطريق حقه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock