عاممقالات

إبداع إحسان عبد القدوس وثورة يوليو

إبداع إحسان عبد القدوس وثورة يوليو

بقلم/ جيهان عوض

 أستطاع أمير الرومانسية “إحسان عبد القدوس”، أن يصل إلى الراحة الحقيقية عندما انشغل بالإبداع عن نفسه،فهو من قال”الراحة الحقيقية هي أن ترتاح من نفسك، أن تجد ما يشغلك عنها”وابهر العالم العربي بمجموعة كبيرة من الأعمال الأدبية التي تعد أكثر من600 عمل والتي أحدثت جدلا كبيرا فور صدورها، وكانت سببا للعديد من محاولات اغتياله. 


-نشأته:

 نشأ إحسان عبد القدوس في بيئة دينية سمحة تؤمن بالحرية وبيئة أدبية فنية تمارس حرية العمل والكتابة، فوالده محمد عبد القدوس كاتب ومؤلف فني للمسرح ومن خلاله تعرف على السيدة اللبنانية فاطمة اليوسف التى عرفت باسم “روزااليوسف”، وأسست مجلة سميت باسمها وكانت المدرسة الأولى التي تعلم فيها إحسان العمل الصحفي أما عن بدايته فى كتابة القصة كانت في الحادية عشرة من عمره، وقال عنها كانت مجرد محاولات صبيانيه. 

إبداع إحسان عبد القدوس وثورة يوليو

أقرا أيضآ:

تأخر سن الزواج ومدى تقبل المجتمع له

حلم إحسان عبد القدوس: 

حلم إحسان عبد القدوس، بأن يصبح محاميًا، وسعى جاهدً، بأن يتعلم ويتفوق، إلى أن التحق بكلية الحقوق، وتخرج إحسان من كلية الحقوق عام 1942م وفشل أن يكون محامياً ويتحدث عن فشله هذا فيقول: “كنت محامياً فاشلاً لا أجيد المناقشة والحوار وكنت أداري فشلي في المحكمة إما بالصراخ والمشاجرة مع القضاة، وإما بالمزاح والنكت وهو أمر أفقدني تعاطف القضاة، بحيث ودعت أحلامي في أن أكون محاميًا. 


-توليه رئاسة التحرير: 

تولى إحسان رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف، وكان عمره وقتها 26 عام، وقد استلم رئاسة تحريرها بعد ما نضج في حياته، ولكن لم يدم طويلاً في مجلة روز اليوسف ليقدم استقالته بعد ذلك، ويترك رئاسة المجلة لأحمد بهاء الدين، ويتولي بعدها رئاسة تحرير جريدة أخبار اليوم من عام 1966 إلى عام 1968، ومن ثم يعين في منصب رئيس مجلس الإدارة إلى جانب رئيس التحرير في الفترة بين 1971 إلى 1974 وكانت لإحسان مقالات سياسية تعرض للسجن والمعتقلات بسببها، ومن أهم القضايا التي طرحها قضية الأسلحة الفاسدة التي نبهت الرأي العام إلى خطورة الوضع، وقد تعرض إحسان لمحاولات إغتيال عدة مرات، كما سجن بعد الثورة مرتين في السجن الحربي وأصدرت مراكز القوى قراراً بإعدامه.

أقرا أيضآ:

عبد الفتاح القصرى الفنان الارستقراطى


 قضية حرية الرأي: 

المبدع الأربعيني إحسان عبد القدوس طالما نادى بالحرية وتحرر من أي قيود تمنعه من ابداء رأيه حتى وإن كان خلف القضبان حيث قال : “إن السجن في بلد حر أفضل من الحرية في بلد سجين”. فالسجن قد يقيد الأجساد، لكنه حتماً لن يقيد الأرواح، ولن يكبح جماح بركان الابداع، بل قد يضاعف ثورتها وفورانها، ويزيد اشتعالها. 


وقال أكثر من مرة: 

“إن اليوم الذي يمر عليه من دون أن يكتب قصة يوم لا قيمة له”


-فقضية حرية الرأي أهم قضايا عمره حيث أنه لم يفرض على تلاميذه في يوم من الأيام رأيا. فمدرسته هي مدرسة الكتابة في الهواء الطلق. -أهم أعماله: من أهم أعمال المبدع إحسان عبد القدوس”النظارة السوداء”و “أنا حرة” و” لا أنام”و”في بيتنا رجل”و”رد قلبي” و”الأيدي الناعمة”… وغيرهم من الأعمال الرائعة التي تحولت فيما بعد إلى أعمال درامية. 

إبداع إحسان عبد القدوس وثورة يوليو

-إحسان عبد القدوس وثورة يوليو: 

يعتبر إحسان عبد القدوس أول من أطلق شرارة ثورة 23 يوليو بأعماله الصحفية حيث قال” لقد انتهت بقيام الثورة حملاتي الصحفية العنيفة ضد الماضي. وكانت الثورة هدفاً وصلت إليه واستطعت بعدها أن أجد فى تفكيري وجهدي وعواطفي متسعاً أكبر لكتابة القصة”.

أقرا أيضآ:

تفسير رؤية الإنسان


 وكان يقول أيضًا:

“من طبيعتي الاستسلام للقدر، فأنا مؤمن بالله وبأن الله يحب مصر، وبذلك يجعل القدر يتطور بها من مرحلة إلى أخرى ويختار لكل مرحلة ما يناسبها من الرجال وأن يتحمل مسئوليتها”. 


– بعد الثورة: 

بعد الثورة تم إعادة بناء الثقافة المصرية من خلال إنشاء معهد للسينما ومعهد النقد الفني ومعهد الباليه، كما أنشأ القطاع العام الذي أنتج حوالي 50 أو 60 فيلمًا خلال تلك الفترة، ومنهم أفلام تناولت الثورة بشكل جيد مثل فيلم “غروب وشروق”، وفيلم “الحقيقة العارية” الذي تدور أحداثه حول أهمية السد العالي كمشروع قومي. 


لم ينجب الأدب مثل إحسان عبد القدوس في اسلوبه الذي تميز وتفرد به حيث أن قصصه ورواياته، طغى عليها الاسلوب المقالي فتجد ذلك جليًا في” أنا حرة” و “النظارة السوداء” ما كان يسلم إحسان عبد القدوس من براثن النقاد بيد أنه كان يلقبهم بزملائي، أما عن ايمانه بالحب فنجده في كتاباته و كان يختتم أحاديثة للاذاعة في الخمسينات القرن الماضي بكلمة “تصبحون على حب”.



رئيس قسم المقالات / غادة عبدالله


نائب رئيس قسم المقالات/هبة سلطان



للمزيد تابعونا على موقعنا:

مجلة سحر الحياة


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock