عاممقالات

كذبة أبي الحلقة الثالثة عشر


بقلم: جهاد مجدي

اتنفض ادهم من مجلسه و قال و هو يمشي ” ايه …… براحة يا امي بالله عليكي …….. مستشفى ايه ……. بتولد دلوقتي طب انا جاي حالا “
نظرت حبيبة الى اخيها و كادت ان تسأله و لكن قطع بداية حديثها مجيئ حسام و بادر هو بسؤال ادهم ” ايه يا ادهم في ايه ؟ “
ادهم و هو يلتقط مفاتيحه ” ندى بتولد و لازم امشي “
حبيبة ” هي مش لسه في السابع هتولد دلوقتي ؟”
ادهم ” مش عارف اي حاجة والله يا حبيبة ادعيلي ربنا يستر “
حبيبة ” طب استنى هاجي معاك “
ادهم ” طب بسرعة بس بالله عليكي بعد اذنك يا حسام “
حسام ” و لا يهمك يا ادهم لولا الظروف انا كنت جيت معاك والله “
ادهم ” انا عارف ربنا يطمنكم عليها “
حسام ” يا رب و يطمنك على مراتك … هبقى اجيلك “
ادهم ” ماشي يلا يا حبيبة “
و رحل ادهم و حبيبة و توجهوا الى المشفى ………..
و في المكان الذى تقطن به فريدة كانت تجلس و هي ضامة ركبتيها الى صدرها و تبكي في صمت و امامها صنيه بها بعض الطعام الذي لم يمسسه احد ….
و فجأة ……. 
و في المكان الذى تقطن به فريدة كانت تجلس و هي ضامة ركبتيها الى صدرها و تبكي في صمت و امامها صنيه بها بعض الطعام الذي لم يمسسه احد ….
و فجأة انفتح الباب و دخل عليها رجل و قال بغلظة ” انتي هتفضلي سايبة الاكل كدة …. انتي حرة هتموتي نفسك “
نظرت له فريدة نظرة احتقار و لم ترد عليه اغاظت هذه النظرة الرجل و كاد ان يقترب منها و يؤذيها و لكن استوقفه صوت ارعبه انه صوت جمال …..
دخل جمال الغرفة عند فريدة و قال لها بابتسامة سخرية “واضح انك غالية اوي على حسام بيه مكنتش اعرف انه ممكن يبيع نفسه و يخون قسمه عشان حد “
ثم تركها و خرج ….. اما هي فانتابتها حالة ذهول شديدة ايعقل ما يقوله هذا الرجل ؟ هل سيضحي حسام بعمله و مستقبله من اجلها ؟ هل سيتخلى عن احلامه من اجلها ؟ ….. شعرت فريدة انها تسببت في القضاء على احلام اخيها و مستقبله و ظلت تدعو الله قائلة ” يا رب نجيني باي طريقة ميكونش فيها اذي لحسام و انا اول ما اخرج من هنا هبعد عن حياته و مش هيشوفني تاني “
و ظلت تبكي حتى استسلمت لتعبها و اطاعت اوامر جسدها طلبا للراحة و نامت لامل مرة منذ ان اختطفت …. لكنه نوم لم تجد فيه راحتها حيث كانت الكوابيس تهاجمها بلا رحمة او شفقة الى ان قامت من غفوتها مفزوعة و ظلت تبكي و هي تقول ” يا رب خلصني بقى من اللي انا فيه ده انا تعبت والله العظيم تعبت ………”
في ذلك الوقت كان القلق قد تمكن من ادهم و حبيبة و هم في انتظار خروج ندى من غرفة العمليات ….
زفر ادهم قائلا ” يا ربي كل ده بتولد 3 ساعات ليه بس “
ردت حبيبة لتطمئنه ” اهدي يا ادهم ان شاء الله خير و يا سيدي كله يهون عشان خاطر حمزة “
رد ادهم بابتسامة ” عقبال ما اتعب لك يوم ما اشوف ولادك “
ابتسمت حبيبة لاخيها و لا تعلم لماذا في هذه اللحظة لاحت امامها صورة حسام و سالت نفسها هل تسأل اخيها الان عن الحديث الذي قاله حسام ؟ لكنها وجدت ان هذا الوقت ليس مناسبا على الاطلاق ففضلت السكوت … و لكن عقلها ابى ان يصمت و ظلت تفكر في حسام و في نظرته الاخيرة لها عندما دخلت الى بيتهم كم كانت نظرته حنونة لم تراها في عين احد من قبل … و تذكرت عندما ناداها باسمها دون القاب …. و في هذه اللحظة اعلن قلبها العصيان عليها و رضخ و استسلم لحبها ….استسلم لحسام …
في تلك اللحظة سمعوا صوت بكاء طفل ياتي من غرفة العمليات فقفز قلب ادهم و اسرع الي الغرفة في نفس اللحظة التى خرجت فيها الممرضة تحمل هذا الملاك و قالت ” مبروك ولد ماشاء الله زي القمر”
اخذ ادهم ابنه منها و امتلئت عينه بالدموع و هو يتأمل وجهه االبرئ فهل يعقل ان هذا الملاك هو ابني ؟ هل هذا هو الذي سوف استند عليه في عجزي ؟ هل هذا الذي سيكون امانا لامه …؟اعلن قلب ادهم مولد حب جديد لكنه حب من نوع خاص فهو حب ابدي … حب لا يجوز ان يخالطه كره … شرد ادهم بخياله و هو يحمل ابنه و تلك الابتسامة تزين وجهه الذي امتلئ بالدموع ……
فاق من شروده على صوت حبيبة و هي تقول له بفرحة ” ايه يا ادهم مش هتأذن له “
هنا انتبه ادهم علي ما قد نسيه فأذن لابنه في اذنه اليمنى ثم اقام في اذنه اليسري و بعدها اعطاه لاخته لتحمله لكنها قالت ” بلاش يا ادهم بالله عليك انا خايفة اشيله صغير اوي “
ابتسم لها ادهم و قال ” لا هتعرفي يا حبيبة انتي عندك 24 سنة يعني مش صغيرة و لا عيلة “
حملت حبيبة ابن اخيها و ابتسمت له و قبلت جبينه ثم ظلت تتامل ملامحه البريئه و هي تقول ” حمد الله عالسلامة يا استاذ حمزة اخير نورت يا رب يكون رزقك واسع و وشك حلو علينا كلنا “
قال ادهم ” ان شاء الله يبقى وشه حلو علينا و فريدة ترجع بالسلامة على قدومه “
حبيبة بدعاء ” يا رب ….. ادخل انت اطمن على ندي و خد حمزة و انا هجيب حاجة من الكافيتريا و اجي “
حمل منها ابنه و هو يقول ” ماشي يا حبيبتي “
في تلك الاثناء رن هاتف حسام بالرقم الذي ينتظره فرد متلهفا ” الو ….. ايوة ايوة …… عارف المكان …… مش هجيب حد معايا والله و لا هبلغ البوليس بس ارجوكم محدش يأذي فريدة …. ماشي في المعاد هكون موجود “
نظر حسام الى صديقيه و قال ” هقابلهم النهاردة باليل الساعة 3 الفجر على طريق اسكندرية الصحراوي المخدرات اللي عاوزين يدخلوها هتدخل في نفس الوقت عاوزيني اكلم بتوع الجمارك في بورسعيد ان محدش يتعرض لهم “
نظر اليه عمرو و شادي بأسي … بينما هو قام بأخذ ورقة و فتح قلمه و بدأ في كتابة شيئ ما …
سأله عمرو بتعجب ” انت بتعمل ايه يا حسام “
حسام بهدوء” بكتب استقالتي و هروح اقدمها للوا علي المليجي قبل ما اعمل اي حاجة “
هنا امسك عمرو بالقلم الذي في يد حسام ليوقفة عن الكتابة وقال ” ممكن تأجل الخطوة دي شوية لحد ما تخلص اللي هتعمله “
كان حسام يشعر ان قلبه يتمزق و هو يكتب استقالته و كان على اتم استعداد ان يتراجع عن قراره اذا اقنعه احد و لكنه تذكر فريدة و تخيل ما يمكن ان يحدث لها فاصر على كتابة استقالته فعمله ليس اهم من اخته .. و لن الحاح عمرو و شادي عليه جعلاه يؤجل تلك الخطوة لحين رجوع فريدة سالمة غانمة ….
بعدها استأذن عمرو و شادي من حسام للذهاب الى عملهم على وعد منهم بالاطمئنان عليه عندما تعود فريدة و كان هذا ما ينوي عمرو و شادي فعله ظاهريا اما بالباطن قرروا التوجه الى مكان اخر …..
” انا مش فاهم ازاي حسام يفكر يعمل حاجة زي دي و ازاي ميرجعليش “
كانت تلك هي الجملة التي هتف بها اللواء علي المليجي في مكتبه بعد ما قص عليه شادي و عمرو ما حدث “
اللواء علي ” حسام اكيد اتجنن عشان يعمل كدة ده مش حسام اللي انا مربيه و كان تلميذي “
شادي ” يا فندم غصب عنه اخته الوحيدة تحت ايد راجل اقل حاجة ممكن يعملها انه يقتلها بدم بارد “
ثم اكمل عمرو ” يا فندم احنا جينا لحضرتك عشان تساعدنا حسام كان ناوي يقدم استقالته يعني هو دلوقتي مخير بين شغله اللي بيعشقه و اخته اللي ملهاش غيره و مسئولة منه و هي ملهاش ذنب في كل اللي بيحصل “
هدأ اللواء علي قليلا و قال ” انتوا تعرفوا مكان تسليم البضاعة و المعاد “
شادي بترقب ” ايوة يا فندم “
ابتسم اللواء و قال ” هايل … طب و مكان اللي هيسلموه فيه فريدة “
ابتسم كل من عمرو و شادي و قد فهموا ما ينوي اللواء فعله 
في تمام الساعة التاسعة تجهز حسام و استقل سيارته ليبدأ رحلته و في هذه الاثناءرن هاتفه فوجده ادهم …..
حسام ” ايوة يا ادهم “
ادهم ” ايه يا حسام عملت ايه انا في الطريق ادعي لي يا ادهم .. صحيح الف مبروك يا ابو حمزة “
” الله يبارك فيك يا حسام و ان شاء الله كمان شوية نبارك لك على رجوع فريدة “
حسام ” يا رب “
و بعدما اغلق حسام مع ادهم رن هاتفه مرة اخري و عندما رد ” الو ….. انا في الطريق اهو ….. لا مبلغتش البوليس و لا معايا حد ….. تمام “
زاد حسام من سرعة سيارته و في داخله نار يرتفع لهيبها حتي يكاد يصل الى عنان السماء كلما تذكر حسام كلمات والده و هو يوصيه على اخته يزيد من سرعته ….. و كلما تذكر صوت فريدة الباكي و هي تطلب نجدته زاد من سرعته ….. و كلما تذكر اهماله لها و حديث حبيبة عن ما عانت منه اخته زاد من سرعته ….. ظل يزيد من سرعته حتى وصل الى المكان المنشود لكن قبل الميعاد ……. ترجل حسام من سيارته و وقف امامها و استند عليها و شرد في تذكر اخر موقف بينه و بين اخته ……
قبل خطفها باسبوع واحد دخل حسام الى منزله متأخرا وجد فريدة بانتظاره …..
ذهب اليها قائلا و هو ينظر في ساعته ” ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي “
فريدة ” عاوزة اتكلم معاك شوية لو سمحت “
حسام ” بعدين لاني مش فاضي “
فريدة ببكاء ” بعدين امتى انا عاوزة اعرف انا قاعدة هنا ليه و مع مين يا اخي كنت سيبتني في البيت اللي كبرت و اتربيت فيه على الاقل كنت هعيش مع ذكريات بابا و ماما و مع الجيران اللي اتعودت عليهم انت مبتسألش عليا غير في موضوع فلوس الدروس … اقتصرت علاقتك بيا في شوية ورق …. يا شيخ ده انا من ساعة ما عرفت ان ليا اخ بقيت اتمنى اني اتعرف عليك بسرعة كنت بشوف كل واحدة من زمايلي و اخوها بيوصلها المدرسة بقيت عاوزة اشوفك عشان تبقى حنين عليا …. انا خلاص تعبت و رحمة بابا انا تعبت …..”
انهارت باكية على الارض رق قلب حسام و كاد ان يذهب اليها و يضمها و يعتذر لها لها لكنه تذكر ما فعله ابوهما بامه ……
فجاة صاح حسام ” دادة كريمة يا دادة “
جاءت كريمة على صوت حسام ” خير يا ابني في ااا…..”
قطع كلامها منظر فريدة الذي فطر قلبها فذهبت اليها و ضمتها ” ايه يا بنتي مالك في ايه “
ثم وجهت كلامها الى حسام ” مالها يا حسام “
حسام ” بالله عليكي يا دادة خديها على اوضتها و اعملي لها كوباية لبن دافية عشان تهدى “
كريمة و هي تسند فريدة ” طب قول لي بس مالها “
حسام و هو يتجه لغرفته ” بعدين يا دادة بعدين “
افاق حسام من شروده ثم لعن نفسه مئات المرات على معاملته لفريدة و اهماله لها الذي كان نتيجته خطفها دون ادني ذنب سوى انها اخته ….
بينما حسام غارق في افكارة فجأة ……….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock