عاممقالات

دعونا نتفق علي الإختلاف

بقلم. : لميا مصطفي
دعونا في بداية القول نقرأ هذه العباره الشهيره للإمام الشافعي ( رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ) .
نستوحي من هذه المقوله أهمية التعبير عن الآراء ووجهات النظر و الإتجاهات الشخصية لكل فردفي المجتمع الواحد مع الآخرين مؤمنين أن الإختلاف هو من نواميس الكون مثل اختلاف الليل والنهار ، الإختلاف في الفصول الأربعة للسنه الواحدة وهكذا .
لكن كل هذا الإختلاف يؤدي إليّ التكامل وليس التضارب فيما بينهم . فالإتصال بين البشر كما قالو لا يفسد القضيه التي نتحاور فيها ولكن يجعل لها العديد من وجهات النظر ، العديد من الحلول وهكذا لكن في النهايه لا يجعل منا ناس سيئي السمعه أو أناس مشكوك في فكرهم علي العكس إن الإختلاف وسيله للتواصل، للتحاور، للتكامل وليس للخلاف فيما بيننا وإلا سوف يعيش الإنسان منعزلا عن المجتمع . فالحوار بين البشر شيئ طبيعي جدا لأنه هو بوابة التوافق بين الناس فهو لغة الإنسان العاقل ، فالعقلاء والحكماء هممن لهم القدره علي استيعاب وإحتواء الإختلافات بل والتخفيف من حدتها وتحويلها إليّ حوار يحترم إختلاف الأخرين . إتباعا للقاعدة الذهبيه التي تقول( نجتمع فيما إتفقنا فيه … ويرحم بَعضُنَا بعضا فيما أختلفنا فيه ) .
مثالا علي ذلك الإختلاف الفقهى في أحكام العبادات  الذي خلق مرونه في المذاهب مثل المذهب الحنفي ومذهب ابن حَنْبَل ، مذهب الشافعي ، المذهب المالكي وهكذا. هذا بالتأكيد بعيدا كل البعد عن الأديان .فمن الصعوبة جمع كل البشر علي قناعه واحده ومبدأ واحد ، إن أسوء العقول من لا تعرف قيادة الحوار وبمنتهي البساطه لكي تتنصل هذه العقول من الذنب فتحوله إليّ خلاف ثم شجار كى يعتقد الأخرين أنهم ضاقوا ذرعا بإقناع العالم بما يجب أن يسود . من ناحيه أخري فإن عرض الرأي الأخر له أصوله وآدابه فيجب أن يتضمن عدم سوء الظن،إحترام الرأي الأخر ، عدم تصيد الأخطاء ، عدم غيبة الآخرين بكلام يسيئ لهم،عدم إصدار أحكام أنانيه. 
وفِي الجانب العلمي نجد أيضا الإختلاف ولكنه يظهر بصوره أخري مثل ظهور مدارس فلسفيه متعدده ومدارس علميه لها مبادئ جديده 
ولها أهدافها التي لم يصل لها العالم من قبل وظهور اختراعات مختلفه تصب في مصلحة البشر في المقام الأول.
ألا يجعلنا هنا أن نقول أن الإختلاف ثقافة .
إن الإختلاف يفقد قيمته حين يتحول إليّ خلاف أو عداء. فإختلاف الفرد في الرأي مع الأخرين ميزه قد تتكشف عن طريقها لأحدهما قصورا في جزء ما مما يجعل إحدي الطرفين يعيد التفكير من جديد وصولا إليّ أفضل الحلول والأفكار.
ولنمعن أكثر في هذه العباره الكلام اللين …. يغلب الحق البين،أخيرا إن الهدف الأسمي الذي نستنتجه من هذا الحوار ليس حرفية جذب طرف للطرف الأخر ولكن في قبول ثقافة الإختلاف فيالآراء وكيفية التعايش في سلام في ظل الإختلافات الموجودة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock