عاممقالات

كُلَما تقدم بِنَا العمر


بقلم نيرمين قنديل
كُلَما تقدم بِنَا العمر نجنح للسلام النفسي .. بل ربما نميل للعزلة ونسعى لمصادقة الصمت .. فيسمعنا بلا ردود أفعال .. بلا ابداء للراي سواء بالنصح والإرشاد او حتى الاعتراض والمهاجمة .. نعم ..،يصبح الصمت جليسنا وأنيسنا .. فلا نمل منه .. بل نفضله عن ألسنة متكلمة .. قد تكون مصدر ازعاجنا ..و تعلو بداخلنا رغبة قوية للإختلاء بالنفس.. واعطائها فرصة للشعور بالكيان .. بعد أن مرت دهور وأعوام سلبناها أبسط حقوقها في التعبير عن ذاتها والإصغاء لها .. وقد نكون سبباً في إحباطها وتشوهها مرات ومرات .. دون أن نعي أو ندرك ما نلحقه بها من انكسارات وتصدعات ..

وعلى مدار سنين العمر ..وهي تعاني صراعاتها المستمرة بين القلب و العقل.. بل ربما يرتقي الصراع ليبلغ حرباً تستلزم رفع درجة الاستعداد حتى تكون المواجهة حاسمة لصالح النفس .. لتخرج بعد كل صراع او حرب خائرة القوى متصدعة .. لنحاول في كل مرة ان نلملم أشلائها لنكمل بها من جديد .. وقد نسعى لمحو ذكريات طبعت بصمات أليمة مرت بها وكأنها لم تمر ولَم تكن .. وكأننا بتضميدها نظنها عادت كما كانت غير عابئين بشروخها وجراحها التى لا تندمل .. فيا نفسي .. بعد ان عانيتي معي الكثير والكثير .. وربما فاض بك وفاق احتمالك .. اسمحي لي ان أرد لك جزء من حقوقك .. واعتذر عما ألحقته بك من آلام وإنتكاسات .. فلم أكن أظنني بهذا الظلم لأسبب كل هذه الجراح .. ولكن رغم اعتذاري لا أضمن وعوداًً بحياة بلا جراح أو الام .. لا أضمن الحيرة فهي شريك حياة .. ولا المتاهة التي ربما نجد نفسنا فيها انا وانتي بين حين وحين ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock