شعر وحكاياتعام

قصة قصييدة 3 الحسين بن منصور الحلاج وشعر العشق الالهي

قصة قصييدة 3 الحسين بن منصور الحلاج وشعر العشق الالهي


الكاتب العراقي فاضل العباس 

(والله ما طلعت شمسٌ ولا غربت … إلا وذكرك مـقـرون بأنفاسـي
ولا خــلوتُ إلـى قــوم أحــدّثهــم … إلا وأنت حديثي بين جلاســي
ولا ذكـرتك محـزوناً ولا فــَرِحـا … إلا وأنت بقلبي بين وسواســي
ولا هممت بشرب الماء من عطش … إلا رَأَيْتُ خيالاً منك في الكـأس
ولو قدرتُ على الإتيان جئتـُكم … سعياً على الوجه أو مشياً على الرأس 
ويا فتى الحيّ إن غّنيت لي طربا … فغّنـني وأسفا من قلبك القاســـي 
ما لي وللناس كم يلحونني سفها … ديني لنفسي ودين الناس للنـاس
هجرت في حُبِّكم يا سادتي ناسي … ولامني في هـواكـم كل جلاسي
من بعـد ما أبصروني عـند بابكم … عـبدا حبست على سقياكم كاسي 
ومــا دروا أنـه لـولا تـفـضـلـكم … لـما أذنتم بـقـرب الباب إجـلاسي
وان غــيرى كـثـير زار حــيـكـم … فحـيـل عـنكم بحجـاب وحــراس
كم حال دون مسيري نحوكم حجج … من الهوى وأكاذيب من الناس
فلم يزل صدقكم يهوي بها كسفا ،،،حـتى 
بصرت بعين العجز إفلاسي)


الحلاج هو الحسين بن منصور الحلاج ، ويكنى أبا مغيث . وقيل : أبا عبد الله
ونشأ الحلاج في العراق، ثم تنقل بين عدة مدن، وولايات، منها الهند، وقضى فترات في مكَّة، معتزلاً في الحرم المكي.
عاد الحلَّاج إلى العراق أخيراً، بعد أن ذاع صيته، كواحد من كبار المتصوفة، حيث انتشرت أفكاره، الداعية للبحث في خفايا النصوص الدينية، حاله حال الصوفية.
لم تكن دولة الخلافة العباسية، راضيةً عن آراء الحلَّاج،
إلى أن وصل المطاف إلى محاكمته
تعرض الحلَّاج للمحاكمة، بتهمة الزندقة، والكفر، حيث جادله الفقهاء، والقضاة في آرائه، حتى وصل أمره، إلى يد الخليفة المقتدر بالله، 
فوافق الخليفة على إهدار دمه
اقتيد الحلاج إلى ساحة الإعدام، في بغداد، باب خراسان، فلكمه السياف أبو الحارث، بقبضةٍ قوية، أوقعته أرضاً، وهشمت وجهه، ثم جلدوه ألف جلدة، كما جاء في الحكم.
فلما لم يمت، قطعوا رجله، فيده، ثم يده الثانية، ورجله، ثم دقوا عنقه، وأحرقوا جسده، كما رموا رماده في دجلة، وعلقوا رأسه على سور السجن، وكان ذلك سنة 309هـ.
كما قيل أنه لم يتألم، ولم يصرخ، بل توضأ بدمه، لما قطعوا أطرافه، فسألوه عما يفعل، وأجابهم:
“ركعتان في العشق، لا يجوز وضوؤهما إلا بالدم”.
للحلاج قصائد كثيرة، أغلبها في العشق الإلهي، ، من حيث التعبير الرقيق، وتمجيد الآلام في سبيل العشق الكبير.
كما عبر في شعره، عن فلسفته الوجودية، أنَّ الله في كل مكان:

من جهة ثانية، تعتبر قصائد الحلَّاج، من القصائد التي تُطرب سامعها، حاله حال أغلب شعراء الصوفية، ما حدى بالكثيرين من أهل الإنشاد الصوفي، إلى استخدام كلماته.
كما لجأ لها كبار الملحنين، أمثال مارسيل خليفة، في قصيدة (يا نسيم الريح)، والموسيقار المصري عمر خيرت، في قصيدة (والله ما طلعت شمس ولا غربت).
كما ألهم الحلَّاج الكثيرين، من شعره، وحياته، منهم الكاتب صلاح عبد الصبور، في مسرحيته مأساة الحلَّاج، والمستشرق الفرنسي لويس ماسنيون (Louis Massignon)، مؤلف كتاب آلام الحلَّاج، فضلاً عن استخدام قصته المؤلمة، في الاستعارة الشعرية، والأدبية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock