شعر وحكاياتعام

مدينة الأحلام الجزء الثاني

مدينة الأحلام الجزء الثاني




قصة
   عزة عز الدين
~~~~~~~~~~

كان لإطلالتها سحر تجلى لصانع الواحة، رآه بريقا نافذا لقلبه فتعجل النداء، أنت أيقونة الروح التي طالما بحثت عنها، وحتما ستصبح بك واحتي جنة، 
اقتربت قليلا نحو مدخلها ورمقتها بنظرة شاملة أنعشت روحها، ثم دخلت وأمعنت النظر في كل جهة من جديد، خلف هذه القصائد وجدت ألحانا رقيقة تشدو بها طيور الواحة الغناء، وفي الجهة الأخرى وجدت ذات الزهور اليانعة، تكسوها قطرات الندى، تتساقط بعض أوراق الياسمين  الناعمة التي احتكرت من الألوان الأبيض فتفوح عطرا تحمله النسائم و يخيل لها من فرط جمالها أنها عبير الجنة.
تتجه للجهة الأخرى فترى أشجارا مثمرة تدلت منها عناقيد العنب  الناضجة،  التقطت عنقودا وأطبقت عليه كفها برفق، والتفتت للجهة الأخيرة حيث ينابيع الأمل فابتسمت.
في المنتصف وجدت طاولة مستديرة أعدها صانع الواحة وكساها شموعا بيضاء موقدة، 
اقتربت منه وأهدته عنقود العنب، 
نظرت اليه و شردت و تساءلت في داخلها عن هذا الكائن المنسوب للبشر وهو بقلب طفل وروح ملاك وإحساس شاعر تفوق بكلماته على كل المعاني،  أطالت النظر حائرة فتنبه و أجابها متألما لقد فتشت عنك كثيرا منذ زمن بعيد ولم أهتد اليك، كنت أراك في صفحات الكتب والقصص ملاكا من النور،  ثم وجدتك بعد طول انتظار  إطلالة مشرقة حانية على باب واحتي، اما وقد تأخرتي يا أيقونة الروح فكم أخشى أن تكون   حواجز الزمن قد خلقت بيننا صخرة تمنع شعاع الحب أن يضيئ نفق الحياة المظلم،  ارتبكت قليلا ولكنها لم تيأس. أشارت له الى الجهة الأخيرة وقالت متأملة كيف وأنت من صنعت ينابيع الأمل،  أنت من عجلت بدخولي،  فلا تبتئس.
 لن تفرقنا حواجز ولن نتعثر بصخرة،
 ولنعلن معا من واحتنا تلك ميلاد فجر وردي جديد قادرا على طي المسافات و التحدي والانتصار.





مدير قسم الأدب و الشعر
علا السنجري

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock