أدم وحواءعام

علم تفسير الأحلام بين الحقيقة والوهم

علم تفسير الأحلام بين الحقيقة والوهم


كتبت جيهان عوض


علم تفسير الأحلام من المواضيع الغامضة التي تثير تفكير البعض بطريقة مبالغ فيها، بل ويسعون لمن يفسرون لهم أحلامهم ومن ثم ايقاعهم في براثن المشعوذين والمنجمين الذين لا علم لديهم بل اتخذوا منه سبيل لرزقهم.
 فمن الناس من يرى أنه علم يجب الأخذ به استنادا بآيات قرآنية، قال الله تعالى:”وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إبراهيم وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” سورة يوسف، ومنهم من ينكره استشهادا بقوله تعالى: “قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ”. فيقر بأنها مجرد اضغاث أحلام لا تفسير لها.

-تفسير الأحلام في القرآن: 

ذُكرت الأحلام والرؤى بمواضع كثيرة في القرآن الكريم ففي سورة يوسف قال تعالى:”نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ”. فتحققت رؤيا سيدنا يوسف عليه السلام في قوله تعالى: “وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم”. هنا كانت الرؤيا حق رآها نبي الله يوسف وحققها له.

قد يفيدك أيضا: 
التردد في إتخاذ القرارات

علم تفسير الأحلام بين الحقيقة والوهم

-تفسير الأحلام في السنة: 
س
فقد حرص النبي صل الله عليه وسلم بتأويل الرؤيا وأهتم بها فكان إذا صلى الصبح أقبل على أصحابه بوجهه فقال:”هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا؟” رواه البخاري.
وقال صل الله عليه وسلم : ” الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب ” أما إن كان ما رآه من كوابيس مزعجة، فقد أرشد النبي صل الله عليه وسلم صاحبها بأحد أربعة أمور : أن يتعوّذ بالله من شرّ الشيطان وشرّ ما رآه، وأن يبصق عن يساره ثلاثاً، وأن يتحوّل من شقّه الذي ينام عليه إلى الشق الآخر، وألا يخبر بها أحداً من الناس.
لأن الحلم يكون تحت جناح طير فعندما تخبر به أحد يسقطه الطير ويتحقق الحلم!

-رأي رجال الدين في علم تفسير الأحلام: 




 رأى بعض العلماء أمثال الشيخ الشعراوى رحمة الله عليه أن تفسير الأحلام ليس بعلم ولكنه موهبة من الله يوهبها لمن يشاء من عباده، كمحمد بن سيرين، وابن شاهين، والنابلسي وغيرهم ممن حباهم الله بهذه الهبة.

-شروط مفسر الأحلام: 

اقرأ ايضا: 






يجب أن يكون المعبر أو المفسر للأحلام فَطن، ذكي، أمين فيما يقول، يستشهد بتأويله من القرآن والسنة وبعض الكتب لتفسير الأحلام، وإن رأى شر كتمه وإن رأى خير صرح به، يبشر ولا ينفر، فقد روي عن ابن سيرين أنه جاءه رجل يخبره بسقوط جميع أسنانه فقال له: ستكون آخر من يموت من أهلك! فكان بامكانهبامكانهح اخباره بفقدانه جميع أهله، ولكنه فضل أن يبشره لا ينفره.

اقرأ المزيد




علم تفسير الأحلام بين الحقيقة والوهم

من المؤكد أن الرؤى والأحلام لها دور كبير في حياتنا، فقد تأتي الأحلام كرسالة ربانية لأمر ما، أو تحذير لشيء بعينه، أو قد تكون بشرى لصاحبها، مهما كانت صورة الاحلام فيجب أن لا تأخذ حيز كبير من تفكير الفرد منّا، وتغيير الحالة المزاجية لدينا، فبذلك لا نفتح مجال لمن يتخذون تفسير الأحلام والرؤى باب من أبواب الرزق وجمع الأموال الطائلة بصدد ادعائهم امتلاكهم لهذا العلم.





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock