صحتك بالدنياعام

أمينة وسي السيد

أمينة وسي السيد


بقلم الإعلامية / هبه عبدالجواد

فى مجتمعاتنا العربية نرى نظرة القدسية دائماً للزوج وهو أمر لا نختلف عليه دينياً وفى مجتمعنا المصرى نرى نظرة سي السيد أحمد عبدالجواد الشخصية الشهيرة التى جسدها نجيب محفوظ فى ثلاثيته المعروفة ( السكرية-قصر الشوق – بين القصرين ) تلك النظرة التى تنظر للمرأة أنها خلقت فقط لإحتياجات الرجل دون احتجاج دون انتقاد دون إبداء رأى فكل امرأة مصرية يحبذ أن تكون أمينة.


تتوارد إلى ذهنى جملة تتردد كثيراً وهى أن الرجل حينما يعجب بإمرأة يعجب بتلك المرأة المستقلة ذات الشخصية القوية والمؤثرة لكن حينما يرتبط أو يفكر فى الزواج يفضل تلك المرأة التى تتمثل فى شخص أمينة وهنا لن أخصص هذا المطلب على فئة فالمعتاد لدى أى رجل أن يرغب فى زوجته الطاعة عدم النقاش وإنهاكه فى جدال أو نقاش بأى شكل تشيد دائماً بآرائه ويطالبها بأنها تنساق إلى أمره ورأيه فى أمورها حتى الشخصية وإذا كانت حجتهم الرجال قوامون على النساء فليذهبوا لكتب التفسير ليعلموا معنى الجملة جيداً لا أنتقص أبداً من رجاحة عقل الرجل لكن أنتقد سياسة سي السيد التى آراها منتشرة فى العالم العربي عامة وتتمركز وتتجسد فى المجتمع المصرى .

أمينة وسي السيد

وإذا تسائلتم لما أركز فى حديثى أن النظرة أساسها المجتمع المصرى سأجيبكم بأنه من خلال نظرتى العامة على المرأة فى البلاد العربية الأخرى أرى أنها مدللة كثيراً عن المرأة المصرية ربما بحكم الإمكانيات الإقتصادية لكن معاملة الزوج لزوجته ما خصها بشئوننا الإقتصادية إنها شئون معنوية يا سادة تربية وموروثات تربينا عليها .

إذا تغير مفهوم الرجل المصرى للزوجة أو المرأة فى حياته ستتغير الحياة بأكملها ستقل حالات الطلاق التى باتت تتزايد وتتفاقم بشكل كبير .وسأنتقل بكم لنقطة غاية فى الأهمية وهى مقارنة الزوجة المصرية أو المرأة المصرية عامة بنظيرتها الأوروبية ووصمة المرأة المصرية بالنكدية.

أقرا أيضآ:

 مارى منيب راقصة

شكسبير لصآ ومزورآ للتاريخ!! 

 

المرأة المصرية والمرأة الأوروبية هما وجهان لعملة واحدة إذا أردت ببساطة المقارنة فكن منصفاً عادلاً المرأة المصرية التى تعمل وتربي أطفالاً وتساندك وتتحمل مشقة الأعمال المنزلية وحدها ونركز هنا على وحدها والتى تتحول حياتها بمجرد الزواج والأولاد لحياة روتينية قاتلة كأن وظيفتها كامرأة هى فقط الخدمة ووهب حياتها للرجل أو لسي السيد هى من تتهم بالنكد وأين أنت أيها المصرى المقدام هل تفكرون كيف تتعاملون مع زوجاتكم هل عاملتها كما يعامل الرجل الأوروبي زوجته ؟! حتى أنت كعربي إذا تزوجت من أوروبية تتعامل معها بمنتهى الحذر وبما يناسب ثقافتها هى وأسلوبها لكن لا تتعامل معها كما تتعامل مع حبيبتك المصرية أو زوجتك تحترمها وتخاف على مشاعرها فى أقل تصرفاتك والنماذج كثيرة لا حصر لها أنا لا أكتب لمجرد السرد هل أنت كرجل شرقى تستطيع أن تملى شروطك على الأوروبية ؟!

أبشرك سيدى إذا تزوجت أوروبية ستكون ملزم بمشاركتها فى جميع الأعمال المنزلية ولن تكون أبداً سي السيد لأنك لن تجد فيهن أمينة . لا تتوهم بأنها لا تغار كالمصرية أو العربية بل هم أكثر غيرة الفرق فعلا بيننا وبينهم أن هناك رجلاً يحسّن التعامل معهم لكن معدلات الخيانة لدينا أكبر شاهد على ظلم المرأة العربية ظلماً مبرحاً وإذا كنت تعطى نفسك الحق أن تغار عليها لما لا تعطيها نفس هذا الحق وتستوعبه لما تكون بالشدة تعاملها وتلطف وترقق حديثك مع الأخريات .



أقرا أيضآ:

الفنانة السورية منى واصف وتاريخها الفنى


إذا أردتها عائشة أو خديجة فكن أنت محمد !!

إذا أردتها أوروبية فكن أنت راق السلوك كالزوج الأوروبي الذى لا يكذب فى مشاعره تجاه زوجته فعندنا نحن الشرقيين الحب نهايته فعلا الزواج لكن عندهم هو بداية لتكملة الحب هى حياة تناصفوها سوياً لا يرموا كل التهم على عاتق المرأة وحسب .فالمرأة الأوروبية هى نفسها المصرية هى نفسها اللبنانية الخليجية لكن اختلاف البيئة وثقافة تعامل الآخر هى التى تخلق منها كائنا مبهجا ينشر السعادة من حوله أو كائنا يحمل أثقالاً وأحمالاً ولا يجد من يحنو عليه حتى ويشيد بمجهوداته.

إذا أردتم تخفيف جرعات النكد فى حياتكم خففوا أنتم أعباءكم وتحكماتكم فى نسائكم عاملها كما تحب أنت أن تعامل . فمن النماذج الأصعب لسي السيد المصرى كاره النجاح والتقدم لزوجته ولا أجهض حق الرجال المساندين لنجاحات زوجاتهم لكنهم للأسف قليلون ونادرون .

أمينة وسي السيد

حينما أتأمل فى الأزواج المصريين تحديدا تجد الغالبية أن الرجل دائماً لغة جسده تجاه زوجته تعبر دائماً عن الندية والتعالى تعبر عن السيطرة والتملك لكن غير مسموح لها بالإعتراض حتى فى القانون المصرى يبرأ الرجل إذا قتل زوجته فى وضع الخيانة لكن الزوجة لا تبرأ وتحاكم بأبشع الأحكام هل هذا القانون وضع على أساس أن المرأة عبارة عن حجر عديم المشاعر هل حتى فى القانون هى أمينة ؟!

إلى متى ستظل نظرة الدونية للمرأة فهاهى أثبتت للعالم كله أنها وزيرة وطبيبة وسفيرة وكاتبة ومهندسة وطبيبة ومعلمة ومع كل هذه الوظائف أم ومربية وتتضاعف مسئولياتها أضعاف الرجال .

المرأة المصرية حكمت مصر منذ أقدم العصور ونجحت فى إدارة البلاد كالملكة كليوباترا وشجرة الدر فمنذ القدم والمرأة مثال للنجاح والشموخ بل وفى العصر الحديث استطاعت أن تؤثر بشكل كبير فى الحياة السياسية وتحدياتها .

فلم تعد هى أمينة ياسي السيد فارحم أمينة ورفقاً بها أيها المجتمع الشرقى الذى يحكمه سي السيد !!!!

 

رئيسة قسم صحتك بالدنيا / نهى على

للمزيد تابعونا على موقعنا:

مجلة سحر الحياة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock