أخبار وفنعاممقالات

القصة الحقيقية لمسلسل أرطغرل


القصة الحقيقية لمسلسل ارطغرل

بقلم_فاطمة عبدالحميد


أحدث مسلسل “قيامة أرطغرل” ضجة كبيرة وانتشارا واسعاً، بين جماهير الدراما التركية، فيعد حدثاً خاصاً ومميزا، حصد نسب مشاهدات هائلة فتجد الصغار والكبار، النساء والرجال كل منهم تعلق بهذا العمل الضخم وﻻ تفوتهم حلقة منه أو حدث.

ولكن لمسلسل “ارطغرل” قصة حقيقية استوحى صناع الدراما منها قصة المسلسل التركي الشهير، وجسدوها ببراعة وإتقان عملت على تحقيق المسلسل نجاح مبهر وعظيم بين المشاهدين والجمهور، وسوف نتعرف معكم على القصة الحقيقية لمسلسل “قيامة ارطغرل” فيما يلي:

تدور أحداث المسلسل حول بداية تأسيس الدولة العثمانية صاحبة السيادة والخلافة الإسلامية لمدة 6 قرون، وهجرة القبائل التركمانية لبلاد الشام والأناضول.

■أهداف مسلسل قيامة ارطغرل


اعتمد المسلسل على إسلوب الدراما والحكي والإثارة لجذب أضخم وأكبر نسب مشاهدة بين الجمهور، حيث حدد المسلسل من وضع إعادة أمجاد الشعب التركي ودوره في بناء الدولة العثمانية دون الوقوف على الأحداث التاريخية بدقة الهدف الأكبر له والغاية التي يسعى لتحقيقها، كما أتقن إدارة المعارك والحروب باحترافية عالية وإبداع وأداء محنكين.

القصة الحقيقية لمسلسل ارطغرل
ولكي يصل المسلسل إلى تلك المكانة ويحقق أهدافه المنشودة تم استدعاء أفضل الخبراء والممثلين لإخراج عمل فني مبهر، وتم تجسيد شخصية ارطغرل بن سليمان فيه بناءً على معلومات تاريخية لكنها محدودة وغير دقيقة أيضاً. 

للمزيد


وكانت من أهم أهداف المسلسل وغاياته الهامة التبشير بقائد شجاع ومقدام، جاء لينقذ الأمة ويوحد كلمتها، ويبني أمجادها، فمنذ مشاهدة الحلقات الأولى تجد شخصية سليمان شاه التي تجذبك، القائد وزوجته وابنه الصغير ارطغرل، المعروف باندفاعه وغيرته وطيبته في نفس الوقت، الخاضع لمبادئ القبيلة المدافع عنها، ودعائه لربه ومناجاته وحبه للجهاد في سبيل الدعوة، وإعلاء اسم الله، حيث أظهر المسلسل عقيدة المسلم الصحيحة، في محاولة جدية ودقيقة من المسلسل لإيقاظ الهمم والعزائم، مستعيناً في ذلك بالابن العربي الذي حضر بقوة في اللحظات الحرجة لمساعدة ونصرة المظلوم وإنقاذ البطل ومساندته للرجوع الى الطريق الصحيح.

■القيم التي تضمنها المسلسل


عُرِفَ الأتراك بدأبهم في القتال، وشدة بأسهم والقيم التي يتسمون بها وتضمنها المسلسل من قوة وعزة ودفاع عن القبيلة ومحاربة الفساد والخيانة، كما عرفوا بعفتهم واحترامهم المتبادل بين الرجل والمرأة، والقيم المترسخة بداخلهم تجاه الوالدين والبر بهم ومحاربة المخالفين والخونة والدفاع عن وطنهم، َكما عمل المسلسل على إبراز القيم الإسلامية من أفعال وكلام وإقتداء بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم. 

القصة الحقيقية لمسلسل ارطغرل
لكن هناك بعض القيم السلبية التي بالغ فيها كاتب السيناريو، كالخيانة والغدر والتعاون مع العدو، حيث أظهر الكاتب قوة المغول التي جاءت نتيجة عيونهم وجواسيسهم وتعاون التركمان معهم كما حدث مع حراس المعبد، فيما وصف العزيز في حلب بالحاكم الضعيف وجعل قاضيه خائن، وعلى النقيض يوصف القاضي بالعدل ويشهد له بالاستقامة، لتصبح السلبيات من غدر وخيانة هي المتحكمة في مسار المسلسل.

■إبراز دور المرأة في المسلسل


أوضح المسلسل الدور المشرف الذي تقوم به المرأة وتجسده من عفة وعمل في الرعي والنسيج والطهي، بعيداً عن جو الإثارة وسينما الجنس الهابطة أبرز دور نساء الترك اللاتي تقاتلن كالرجال، فكم كانوا محاربات يتميزن بالشجاعة والإقدام، ويمتلكن معسكرات تدريبية.

القصة الحقيقية لمسلسل ارطغرل

وتختار ألفاظها بعناية ودقة شديدة، ولا تضع نفسها موضع شبهات فتبتعد لتحفظ كرامتها وكرامة زوجها، وعلى النقيض أظهر غيرتها وحقدها وتدبيرها المكائد حتى تصل إلى رغبتها من طلب الإمارة لذاتها أو لزوجها وتآمرها مع الغريب إن لزم الأمر لذلك.

ولكن رغم ذلك تظل العفة والشرف والدفاع عن العرض هي السمة الأساسية للمرأة التركية، فلا تسمح بهتك عرضها أو لمس شرفها.

■تقنية المسلسل وجودته العالية


لعب الإتقان والتقنية دوراً هاماً في مسلسل ارطغرل، ليس فقط على مستوى التصوير ولكن اختيار الأماكن جاء غاية في الروعة والجمال، أبرزت قدرة الخالق عزوجل في إبداعه في تصوير الريف التركي بصورة غاية في الجمال على يد خالقها، كما جاء استخدام المخرج الموسيقى التصويرية صائب جداً، فكانت باحترافية عالية وتأثير قوي، إضافةً الى تصوير المخيم من أعلى والكنيسة والقصر بخدع سينمائية تتوهم معها.

وأكثر ما ميز المسلسل الترجمة للنسخة العربية ولغة الحوار وقوة وضخامة السيناريو، ونهل السنة المحمدية وتوظيفها في شتى المواقف مع اختلاف الصياغة والطريقة.

■السلبيات المأخوذة على المسلسل


كما هو معروف أن أي عمل فني تحت الانتقاد دائماً، فكما يمتلك إيجابيات ويحقق نجاحاً كبيراً من جانب، يحتوي على بعض السلبيات أيضاً القابلة للنقد، فمسلسل ارطغرل لم يهدف للحديث أو التأريخ لحقبة زمنية معينة، بقدر ما إتخذ موقفاً معتدلا بين تيارين مختلفين داخل تركيا، للتوفيق وقيادة عمل يساهم في التصالح بين العلمانيين والإسلاميين، رغم أن المسلسل في ظاهره ينطلق بالثقافة الإسلامية، وإرجاع الترك إلى أصولهم وجذورهم، وفضح الدسائس التي دبرت وحيكت للدولة.

القصة الحقيقية لمسلسل ارطغرل

كما أن المسلسل لم يذكر العرب بأي شكل في تلك المرحلة، إضافةً الى الأخطاء والمغالطات التاريخية المتعددة التي دائماً ما تفرضها الدراما من تغيير في الحقائق والوقائع الثابتة، مثل أن نويان المغولي لم يواجه ارطغرل كما جاء، وفرض الدراما جلب ابن العربي الذي لم يلتق بالبطل ولا وجود للإثبات لهذا اللقاء وهو موطن خلاف بين المؤرخين.

كما أن هناك عدة ملاحظات عن الدولة السلجوقية وحاكم حلب وقاضيه وشهاب الدين وعن جر المسلسل إلى التأثير الصوفي والتوظيف السلبي للسيرة النبوية والمبالغة في حضور الكرامات وغيرها مما لا يستوعبه العقل.

■القصة الحقيقة لحقبة أرطغرل وقبيلته


مصادر قليلة جداً التي تحدثت عن تلك الفترة، ولم توجد مصادر كافية لتوثيقها، حيث اعتمد المسلسل على القصص المستوحاه من خيال المؤلف الى جانب بعض المصادر التركية فقط.

فذكرت بعض المصادر عن نشأة أرطغرل أنه جاء مع السلاجقة الذين هاجروا وتركوا أوطانهم من فتنة جنكيز خان ملك التتار، وكان يتصف بشجاعته وكان بصحبته نحو 340 رجلاً من جنسه، ثم أعجب به وبشجاعته السلطان علاء الدين كيقباد بن قلج أرسلان الذي عمل ارطغرل في خدمته، وزادت عطاءاته له وقربه منه بعد فتحه لبلاد كثيرة.ً “المصدر: كتاب سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي”.

القصة الحقيقية لمسلسل ارطغرل
ومن جانب أخر قيل أن أرطغرل كان عائداً إلى بلاد العجم -أي فارس وما حولها- بعد أن غرق أبيه وهو يفر من التتار، فرأي جيشين مشتبكين، فوقف على مرتفع من الأرض ليشاهد تلك المعركة السرشة، وعندما كاد أحد الجيشين أن ينتصر على الأخر دبت النخوة الحربية داخل ارطغرل، وهجم هو وفرسانه لينجدوا الجيش المهزوم، وأخذ يضرب بالسيف والرمح بكل شجاعة وقوة حتى حقق النصر للجيش المهزوم، وهزم الأخر شر هزيمة.

ذلك الجيش الذي كان قائده الأمير علاء الدين كيقباد، والذي كافأه بعدد من الأقليم والمدن وإعتماده في كل حروبه التي كان بعد كل انتصار يقطعه قطعة أرض جديدة، ويمنحه الأموال الطائلة، ولقب قبيلته بمقدمة السلطان لوجودها دائماً في مقدمة الجيوش عند كل معركة.
لقراءة المزيد عبر موقعنا إضغط هنا

وسمي أرطغرل في المصادر التاريخية بـ”غازي الثغور”، حيث عاش باقي عمره في الجهاد والرباط؛ وبعد وفاته أرسل السلطان علاء الدين ملابسه وسيفه لابنه عثمان لتثبيته بالإمارة من بعده. “المصدر: كتاب سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي”.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock