شعر وحكاياتعام
دقت الساعة
قصة قصيرة
بقلم/ شرين سعد أحمد
شاعرة جنوب الوادى
لامست أناملها الرقيقة سطح المكتب برفق ، وشرعت تدق عليه دقات منتظمة تناغمت في تناسق عجيب مع خفقات قلبها و دقات الساعة المعلقة على الحائط أمامها.
وجالت بخاطرها شاردة تحادث نفسها في لوعة :،
-( لقد تأخر كثيراً اليوم ، لم كل هذا الوقت )
ثم نهضت فجأة من مقعدها واتجهت صوب النافذة وأرسلت نظرة طويلة لامست السماء وداعبت نجومها في رفق.
ثم ابتسمت إبتسامة باهتة انطوت على حزن بليغ، فلقد كانت تنتظر عودته بترقب متلهف لتخبره بما حدث في يومها ولم تكن تدرك أنها بذلك قد جعلت منه طوقاً يحيط بعقلها ويلفه دون استئذان .
كانت تستعذب عودته كل مساء وتسعد أيما سعادة عندما يسألها عن أحوالها باهتمام.
وجل ما تحلم به هو صوت وقع خطواته على الدرج حين يقترب من الباب، وتكاد تصرخ فرحاً حينما يفتح الباب وتفتح معه أبواب الجنة التي ارتسمت بدقة في خطوط وجهه الحاني.
– (يا إلهي كم هو رائع ، كم هو……)
وفي غمرة استرسالها وتفكيرها المطلق في عودته ، يرن الهاتف فتسرع لتختطفه وتضعه على اذنها بلهفة ثم تهوي سريعاً على مقعدها منهارة حين سمعت صوته يهمس بدفء : – (أعتذر غاليتي ، لن آتي اليوم .فأنا مشغول اعذريني صغيرتي . )
ثم ينهي المحادتة، دون أن يضيف كلمة واحدة أو حتى ينتظر ردها.
أما هى فقد سقط الهاتف من يدها واعتصر الألم قلبها الخافق باسمه، ثم لاحت دمعة عنيدة في عينها تصر على النزول وقالت في حسرة بالغة : – (ما أقساك ….)
ثم دقت الساعة معلنة أن الوقت قد فات ولم ولن يأتي…….
( تمت بحمد الله. )