شعر وحكاياتعام

المرأة في خيال الأدباء

المرأة في خيال الأدباء
بقلم الدكتور أحمد عبد الحكم 

كانت المرأة ولا تزال ركنا ركينا فى حياتنا فهى الأم والحبيبة والأخت والابنة لذا أنزلها العرب منزلة تليق بها ثم جاء الإسلام فأنصفها وجعلها على قدم المساواة مع الرجل كتفا بكتف فى شتى مناحي الحياة قال الله تعالى: ” للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن” 

ولا شك أن العرب ذوو نفوس حساسة وأذواق لطيفة إذا رأى أحدهم الجمال ملك عليه مجامع قلبه وأخذ بمشاعره وأرقته تباريح الهوى والشوق حتى سئل أحدهم من أين أنت؟ قال : من البلدة التى إذا أحب أهلها ماتوا قالوا عذري ورب الكعبة 

فالمرأة هى ملهمة الشعراء وزينة القصائد وحلية الأدب و الدرة المصون في خيال الشعراء فمتى حل العشق بأحدهم بكى وتغزل وترنم ووقف بأطلال الأحبة سائلا للوصل

 يقول عنترة العبسى : 

يا دار عبلة بالجواء تكلمي 
وعمى صباحا دار عبلة واسلمي 
بل يتجاوز عنترة مرحلة المناجاة ليرسم صورة رائعة لعشقه كأروع ما يكون 
ولقد ذكرتك والرماح نواهل منى 
وبيض الهند تقطر من دمي 
فوددت تقبيل السيوف 
لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم 

ولم يقتصر هذا التقدير والعشق على هذا المشهد بل يتجاوزه على يد كعب بن زهير الذى جاء تائبا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيبدأ قصيدته الاعتذارية بذكر محبوبته 

بانت سعاد فقلبى اليوم متبول 
متيم إثرها لم يفد مكبول 

ثم يتطور الأمر عند شعراء الحجاز فلم تعد المرأة مجرد استهلال لقصائدهم بل أفردوا لها قصائد كاملة تميزت بالوحدة العضوية وهذا ما أطلق عليه المؤرخون الشعر العذرى كما نبه الإسلام إلى مكانة المرأة سياسيا واجتماعيا وأخلاقيا 

فتحكى المرأة حالها حين تقول :


 أطرقت حتى ملني الإطراق 
وبكيت حتى احمرت الأحداق 
صاغ الأنين حروفها ولها 
من الألم الدفين سياق 

بل إن المراة العربية ليضرب بها المثل في عزة النفس فيقال أعز من أم قرفة وهى فاطمة بنت ربيعة بن بدر الفزارى التى تزوجت من مالك بن حذيفة الفزاري فأنجبت ثلاثة عشر ولدا سادوا قبيلتهم وكانت القبائل إذا تشاجرت أرسلت خمارها على سنان رمح فاصطلحوا
 ثم يتعاظم دور المرأة متمثلا في بلقيس ملكة سبأ وزنوبيا ملكة تدمر و كليوباترا ملكة مصر التي شغلت خيال الشعراء وملأت الدنيا فهام بها تسعة وتسعون أديبا وشاعرا على رأسهم شكسبير وأحمد شوقي وأدرك دورها أمير شعراء العصر الجاهلي 

امرؤ القيس حين قال : 

أغرك مني أن حبك قاتلي 
وأنك مهما تأمري القلب يفعل 

وإذا كانت المرأة قد اتهمت بالضعف فهي عند جرير تملك قوة جبارة وتفتك بقلوب المحبين
 إن العيون التي في طرفها حور
 قتلننا ثم لم يحيين قتلانا 
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به 
وهن أضعف خلق الله انسانا 

وللحديث بقية إن شاء الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock