كتب/خطاب معوض خطاب
الفنان عبد المنعم إسماعيل واحد من الفنانين الذين اشتهروا بأنهم “كومبارس” السينما المصرية في الزمن الجميل، وهم الفنانون الذين عشقوا الفن للفن وليس من أجل المادة أو الشهرة، وبالنسبة للمادة فقد عاش معظمهم وماتوا وهم فقراء بل إن بعضهم لم يجد ثمن العلاج، وانتهت حياة بعضهم بشكل مأساوي، وبالنسبة للشهرة ورغم شهرة الشخصيات التي أدوها إلا أن الكثيرين من هؤلاء الفنانين للأسف الشديد لا يعرف أغلب المشاهدين أسماءهم.
والفنان عبد المنعم إسماعيل ولد في يوم 3 نوفمبر 1907، وكانت بدايته مع الفن من خلال فيلم “انتصار الشباب”، وكان عادة ما يظهر في الأفلام السينمائية في مشهد واحد أو مشهدين أو ثلاثة فقط على الأكثر، ورغم ذلك كان يترك بصمة وعلامة لا تنسى في الأعمال التي يشارك فيها، وكان يشتهر بأداء دور البواب والقهوجي والشاويش و الفراش وابن البلد ورجل العصابات.
إقرا المزيد عواطف رمضان الممثلة والطربة وزوجة الرجل المهم
والفنان عبد المنعم إسماعيل هو الشقيق الأكبر للفنان حسين إسماعيل الذي لمع واشتهر من خلال دور “زنفل” في فيلم “آه من حواء” مع الفنان رشدي أباظة والفنانة لبنى عبد العزيز، وقد شارك عبد المنعم إسماعيل مع عدد كبير من عمالقة السينما المصرية في أفلامهم وحقق نجاحا كبيرا، فقد كان يعتبر بمثابة ماركة مسجلة في أفلام السينما المصرية خلال الفترة من سنة 1945 وحتى سنة 1962، حيث شارك خلال هذه الفترة فيما يقرب من 250 فيلما، بل إنه على سبيل المثال في سنة 1951 شارك في 22 فيلما، وفي سنة 1953 شارك في 21 فيلما، وفي سنة 1960 شارك في 20 فيلما.
وللأسف الشديد ولأنه لم يكن له عمل غير الفن فقد عانى الفنان عبد المنعم إسماعيل كثيرا في حياته، فبجانب أنه لم يكن يتحصل إلا على جنيهات معدودة من عمله بالفن فقد زادت معاناته أواخر حياته أكثر وأكثر بسبب عزوف المنتجين والمخرجين عن الاستعانة به في أعمالهم، وهو الذي كان يقضي الوقت في التنقل بين الاستوديوهات أكثر مما يقضي في بيته، ففي سنة 1964 لم يعمل إلا في 3 أفلام فقط، وفي سنة 1965 لم يعمل إلا في فيلمين ومسلسل، وفي سنة 1966 لم يعمل إلا في 3 أفلام، وبعدها لم يعمل إلا في فيلم “قنديل أم هاشم” سنة 1968.
إقرأ ايضا محمود الجندي فنان الفقير
وهكذا عاش الفنان عبد المنعم إسماعيل أواخر سنوات عمره بين الفقر والديون الكثيرة والهموم التي حاصرته من كل جانب، وما زاد الأمر سوء والمرارة في حلقه علقما ما حدث لأولاده، الذين تم فصلهم من المدرسة لعدم سداد المصروفات المدرسية، فما كان منه وقد بلغ عمره 63 سنة إلا أن انهار وانهارت معه مقاومته لما يحيط به ويحدث له فعزم على التخلص من حياته، وبالفعل حمل معه همومه وأحزانه وألقى بنفسه في قاع النيل في يوم 13 أكتوبر 1970، وكان فعله هذا سببا في اكتئاب شقيقه الفنان حسين إسماعيل ورحيله بعد وفاة أخيه بما يقرب من 4 سنوات عن عمر 52 سنة.
