مقالات

الرجل المتواضع صاحب الأخلاق الرفيعة


المشير “أحمد إسماعيل علي” وزير حربية النصر

كتب/خطاب معوض خطاب

المشير “أحمد إسماعيل علي” رجل عسكري بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهو رمز للدقة والانضباط والتفاني والإخلاص في العمل، وقد ولد المشير “أحمد إسماعيل علي” في يوم 14 أكتوبر سنة 1917 بشارع الكحالة بحي شبرا بالقاهرة، وكان والده ضابطا للبوليس، ووصل لرتبة مأمور لضواحي العاصمة في سنة 1914، وقد ورث المشير “أحمد إسماعيل علي” عن أبيه الانضباط والتفاني في الإخلاص والدقة في كل ما يقوم به من أعمال.
وبعد حصوله على الثانوية التحق بالكلية الحربية، وذلك بعدما رفض طلبه قبل ذلك عدة مرات، وقد تخرج في الكلية الحربية في سنة 1938 برتبة ملازم ثان، وبعدها التحق كضابط استطلاع وقائد في الكتيبة الرابعة مشاة في منقباد، وهناك زامل الرئيس الراحل محمد أنور السادات.


وقد ترقى لرتبة ملازم أول في يوم 1 مايو سنة 1940، وبعدها أسندت إليه مهمة قيادة سرية بلواء الأساس، ثم أصبح مدرسا بمدرسة الأسلحة والذخيرة. وفي 5 سبتمبر سنة 1942 منح رتبة يوزباشي، وفى سنة 1947 أصبح مدرسا بمدرسة المشاة، ثم ترقى إلى رتبة صاغ في شهر يوليو سنة 1948.
وقد شارك المشير “أحمد إسماعيل علي” في حرب فلسطين سنة 1948، وبعد الحرب التحق بكلية أركان الحرب حيث تخرج فيها سنة 1950، وكان ترتيبه الأول بين طلبة الماجستير في العلوم العسكرية، وفي شهر فبراير سنة 1951 حصل على رتبة بكباشي وتم اختياره للعمل مدرسا بكلية أركان الحرب، وفي يوم 6 أغسطس سنة 1952 أختير لقيادة أركان حرب فرقة مشاة، وفي الأول من شهر سبتمبر من نفس العام عاد للتدريس في كلية أركان الحرب.
وفي سنة 1953 أصبح قائدا للكتيبة السابعة مشاة، وشارك ضمن أعضاء لجنة المفاوضات العسكرية مع بريطانيا في سنة 1954. كما شارك في إتمام صفقة الأسلحة التشيكية لمصر في سنة 1955، وفي يوم 1 يناير سنة 1955 حصل على رتبة عقيد.
وأنشأ نواة للصاعقة المصرية في سنة 1955، وفي سنة 1956 كان أول قائد مصري يرفع علم مصر في مدينة بورسعيد، بعد اشتراكه في المقاومة الشعبية وتصديه للعدوان الثلاثي ومعه فرقة الصاعقة التي أسسها.
وفي أواخر نفس العام التحق بأكاديمية فرونز العسكرية في روسيا، وفي شهر مارس سنة 1959 تولى التدريس في مدارس “الأسلحة، والذخيرة، والمشاة” وفي كلية أركان الحرب، وتولى منصب نائب رئيس أركان حرب المنطقة العسكرية الشرقية.
وتم منحه رتبة اللواء في سنة 1962، وفي نفس العام عين قائدا للفرقة الثانية مشاة، وبعد هزيمة يونيو 67 تسلم قيادة القوات شرق قناة السويس، ونجح في تنظيم هذه القوات وتدريبها وتسليحها، وأقام أول خط دفاعي.
وبعد استشهاد الفريق عبد المنعم رياض تولى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة في شهر مارس سنة 1969، ولكن تم إعفاؤه من منصبه بعد إنزال القوات الإسرائيلية في منطقة الزعفرانة.


وفي يوم 15 مايو سنة 1971 عينه الرئيس السادات رئيسا للمخابرات العامة، وفي يوم 26 أكتوبر سنة 1972 تم تعيينه وزيرا للحربية وقائدا عاما للقوات المسلحة المصرية، وفي يوم 28 أكتوبر 1973 تم تعيينه من قبل هيئة مجلس الدفاع العربى قائدا عاما للجبهات العربية الثلاث المصرية، والسورية والأردنية.
وبعد حرب أكتوبر منحه الرئيس السادات رتبة المشير، وكذلك تم منحه نجمة سيناء من الطبقة الأولى، وفي يوم 26 أبريل سنة 1974 أصبح نائبا لرئيس مجلس الوزراء، وفي يوم 25 ديسمبر سنة 1974 رحل المشير “أحمد إسماعيل علي” عن الدنيا عن عمر يناهز 57 عاما.
رحم الله الرجل العسكري الذي اتسم طوال حياته العسكرية بالانضباط والقوة والحسم، ومع ذلك كان رجلا شديد التواضع، دمث الخلق، مهتما بكل من حوله، منكرا لذاته، ناسبا الفضل في انتصار أكتوبر بعد الله لجنوده الأبطال.
رحم الله المشير “أحمد إسماعيل علي” الرجل الذي اختارته مجلة الجيش الأمريكي كواحد من أكثر 50 شخصية عسكرية في العالم أضافت للحرب تكتيكا جديدا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock