مقالات

وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ، واَلقَّمَرِ إِذَاَ اِتَّسَقْ

على شاطئ البحر كنتُ جالسا، وحيداً، بعد العصر، وبدأت تأخذُ نفسي غفوةٌ ولوُعة المُحُبين، العاشقين، كالذي ذاق الحب، فَعرفِ، لذتهُ، فِاغتّرف، ورقْ، وراق، وترقرقت، وارتقت روحهُ؛ وأمامي يتلاطمُ المُوجُ، كأنهُ يتراقص، وتُلاطفُ، وتداعب نسمات عليل البحر، وجنتي وكأني أُصبتُ حينها بصبابةُ الهوي، وفاض بي فيض الغرامُ، فصرتُ مُتيماٌ بهوى مَن أُحبها، ومتأملاٌ في عيش روحي، وسكني، وديني، ودُنياي، وحالنا، ومآلنا، وسارحٌ في ذاكرتي بما قد أتي، في الوجدان، وبما قد مضي، وانقضي بنا من قطار العمر، والذي مر بنا مسرعاً؛؛ وفجأة شعرت بأن الوقت سرقني، ومرت بي الساعات، والدقائق، وأنا هائمٌ كالسكران يهذي من وجّدِ النُوي، وصبابةِ الهوي، متأوهٌ، تائهٌ، غارقٌ في بحرها، وجمالِ ثّغَرِها، وسحرها، وحُبها، لحبيبتي وتمضي بي الساعات، ومشاعري جياشة، فياضة؛ بِغزارةٍ، ومِّدرارَة؛؛ وإذ بالشمس التي كانت تتلألأ أمام عيوني براقةً مُتسلطةً في وسط زرقة ماء البحر أحتفي فرحاً سارحاً بها، تختفي ويحلُ علي الَغُروب، ويظهر ضوء حُمرةً في كبد السماء، فعلمتُ أن الشفق قدّ حَلْ، وكلمح البرق طّلُ علي القمر، وقد اتسق نورهُ، فعلمتُ أن الليل قد سجي، وأسدل أستارهُ، وكنت لا زلتُ متيماٌ متسربلاً بذكريات حبيبتي، التي سكنت شغاف قلبي المخمومٌ الذي بهِ تباريحُ عِّشقُها؛ ولازالت عبق ذكراها، وقداستها، وطُهرها، مباركةً كلُها، ومباركٌا وجميلاٌ كل ما فيها، ومسكُ ثراَها، وثغرها، وسِحر عينيها، وجمالهاُ يسكنُ بي، ويعيشُ، معشعشاً في أعماق عشقي، وشوقي، وتداعب ذكراها ذاكرة قلبي، وروحي؛ إنها سلوى الأرواح، وريحانة المُحبين، وقبلة المشتاقين، مدينة السلام، والتي لم تّسَلم، من الأشرار، ولم ترى حبيبتي من المحتلين السلام، فسلامُ لكي، وسلام عليكِ يا حبيبة الأرواح، سلامٌ لكِ يا قدًس، ألفُ سلامٍ، وسلامٌ لحبيبتي .
الأديب الكاتب، والباحث الصحفي، والمفكر العربي والإسلامي
الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسطين
رئيس الهيئة الفلسطينية للاجئين سابقاً
عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين، وعضو اتحاد المدونين العرب
عضو الاتحاد العام وملتقي الأدباء والكتاب، والأكاديميين والمثقفين والمدربين العرب
عضو الاتحاد الدولي للإعلاميين العرب، وعضو الاتحاد الدولي للصحافة الالكترونية
dr.jamalnahel@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock