كتب/خطاب معوض خطاب
أمين يوسف غراب واحد من أكبر وأشهر الصحفيين والروائبين وكتاب القصة المصريين، فهو صاحب أسلوب أدبي مبهر وجذاب، ولغة عربية تجمع بين السلاسة والسهولة والإبداع، كما تميز بكتاباته التي ناقشت العلاقة بين الرجل والمرأة بجرأة شديدة، وقد وصفه الدكتور طه حسين بأنه يمتلك أدوات كاتب القصة المحترف، والمعروف أن أمين يوسف غراب قد فاز بجائزة الدولة التقديرية في القصة القصيرة سنة 1964.
وأمين يوسف غراب المولود في قرية محلة مالك بمركز دسوق محافظة كفر الشيخ في يوم 31 مارس سنة 1912، والمتوفي في يوم 27 ديسمبر سنة 1970، كان والده رجلا ثريا يعمل بالتجارة، وبسبب تجارته انتقل بأسرته للإقامة بمدينة دمنهور بالبحيرة، وربما نشأ أمين فتى مدللا مرفها بسبب ثراء والده، فلم يجبره على الالتحاق بأي مدرسة أو عمل، فنشأ أميا لا يتقن القراءة ولا الكتابة.
وحينما بلغ أمين يوسف غراب سن 17 عاما تعرض والده لبعض الأزمات التجارية والمالية مما عرضه لخسارة جميع أمواله، ونتج عن ذلك إصابته بمرض أودى بحياته، وعندها فقط بدأ الشاب أمين يوسف غراب يفكر في تعلم القراءة والكتابة ليسعى للبحث عن عمل يوفر له مصدر دخل ثابت.
وبدأ حياته العملية بالعمل في وظيفة حكومية متواضعة كموظف في أرشيف بلدية دمنهور، ولكن القدر كان يخبئ له أمرا، فبسبب خلاف وقع بينه وبين رئيسه في العمل عاقبه رئيسه بنقله إلى وظيفة مساعد أمين مكتبة دمنهور عقابا له، وهو لا يدري أنه بذلك مهد له طريق العبقرية والنبوغ.
فحينما وقع بصر أمين يوسف غراب على أرفف المكتبة وشاهد ما عليها من كتب بدأ يقضي وقته كله في القراءة، فعشق قراءة القصص والروايات، ومع الوقت بدأ أولى محاولاته في الكتابة كمحاكاة لما يقوم بقراءته، وخطوة خطوة بدأ ينشر كتاباته في مدينة دمنهور على نطاق ضيق، ثم انتهز فرصة إعلان إحدى الصحف القاهرية عن مسابقة في القصة القصيرة، فتقدم إليها وأحرز المركز الأول فيها، ومن وقتها بدأ طريقه ورحلته مع احتراف الكتابة والإبداع، وانتقل للإقامة بالقاهرة فعمل كاتبا بمصلحة السكك الحديدية، ثم موظفا بمكتب وزير الاقتصاد، ثم مديرا للعلاقات العامة بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم، كما عمل صحفيا بجريدة الجمهورية.
وقد كتب أمين يوسف غراب الرواية والقصة القصيرة والمسرحية، كما كتب القصة والسيناريو الحوار لبعض الأفلام السينمائية الشهيرة، والطريف أن بعض هذه الأفلام التي اشتهرت جدا لا يعلم البعض أن أمين يوسف غراب هو الذي كتب القصة والسيناريو والحوار لها، ومنها: السفيرة عزيزة، وسنوات الحب، والليالي الطويلة، والثلاثة يحبونها، وخلخال حبيبي، بالإضافة إلى كتابته لقصة فيلم علموني الحب، وسيناريو وحوار فيلم بحر الغرام، وحوار فيلم وعاد الحب.
ولكن يعد فيلم “شباب امرأة” هو أشهر الأفلام التي كتبها أمين يوسف غراب، والطريف وفي سابقة لم تحدث من قبل وتعد الأولى من نوعها، أنه وبعد ظهور الفيلم قد قام بإعادة صياغة قصة الفيلم في عمل روائي ونشره بعد ذلك، وقد وصفت هذه الرواية بأنها واحدة من العلامات المميزة في تاريخ الرواية العربية.
