شعر وحكاياتعام

اشفَاق …

اشفَاق ...



شعر : مصطفى الحاج حسين .

في لُغَتِي جُوعٌ لِلفَضَاءِ


وَلِلغِنَاءِ

على رُؤُوسِ الغَائِبِينَ

صَوتِيَ أَموَاجُ العِشقِ

إلى نَايٍ يَفتَحُ الدَّربَ

لِلقَمَرِ

التَّائِهِ في دَهشَتِهِ

بَعدَ أَنْ ضَاعَ

في بَيَاضِ الغَيمِ

وَغَابَ عَنهُ وَجهُ الأرضِ

وَظَلَّ طَوِيْلاً يَبحَثُ

عَنْ هَمسِ اليَاسَمِيْنِ

أنا مَنْ دَلَلتُ عَلَيهِ صَوتَ النَّدَى

وَأَخبَرتُ الصَّدَى عَنْ شَهقَتِهِ

وَنَبَّهتُ أَشرِعَةَ الليلِ

عَنْ دَمعِهِ الأخرَسِ

وَحُرقَةِ أَنفَاسِهِ

كَانت الرِّيحُ تَمحُو أَثَرَهُ

أَوشَكَت السَّمَاءُ أَنْ تَخطُفَهُ

والمَوتُ تَوَقَّدَتْ شَهوَتُهِ

قُلتُ لِلأَشجَارِ عَنْ مُحنَتِهِ

وَطَلَبتُ مِنَ العَصَافِيرِ مُنَادَاتِهِ

حتَّى أَنَّ التُرَابَ

أرسَلِ إلَيهِ إشَارَاتِهِ

أَشَفَقْتُ على غُربَتِهِ

فَأنَا مِثْلُهُ

في هذا الكَونِ المُزدَحِمِ

بِالحُرُوبِ

وَبِأَيَادِي اللُصُوصِ *

مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock