أدم وحواء

كان يا ماكان لم يعد أحد كما كان..

بقلم إيناس رمضان

يوحي عنوان المقال أنني سألوم الدهر والبشر، ولكن الحقيقة أنني أؤمن أن الشهد سيظل ذا رائحة ذكية حلو المذاق بينما سيظل الصبار مرا علقما في الحلق.

هكذا نحن البشر لا أحد يتغير كل ما في الأمر أننا مع النضج نضع الأمور في نصابها الصحيح وتتضح لنا حقيقة البشر ومن هنا وسعيا للحفاظ على صحتنا النفسية نبدأ في تقليص العلاقات والابتعاد عن العقول الراكدة، والحرص على قضاء بقية العمر مع من يستحقون من الأهل والأصدقاء الحقيقين والذين يستحقون ذلك المسمى الثمين بعيدا عن ضجيج العلاقات الزائفة التي تستهلك صحتنا النفسية قبل الجسدية حيث لم يعد هناك متسع من الوقت لإنجاز جميع المهام والحياة فلقد أصبح إيقاع الحياة سريعا حتى بدت الساعات تمر أسرع.

 

وهنا نجد من يتمكن من مواكبة ذلك التغير ويسعى جاهدا لتوظيف إمكانياته وتحقيق أهدافه، وآخرون يعجزون عن التأقلم مع متغيرات الحياة وهؤلاء عرضة للعديد من الأمراض لأنهم دائمو الشكوى والشعور بعدم الرضا بل قد يلجأ البعض منهم إلى العزلة حيث يتفاقم الشعور بالوحدة وتتولد بداخلهم عقيدة تؤثر على قدراتهم في التواصل مع الآخر مرددين “كان يا ما كان لم يعد أحد كما كان” فهم يرون أن الجميع قد تغير إلى الأسوء ويحاولون بث ذلك الشعور الذي يولد الإحباط لكل من يتعامل معهم، بل ومنهم من يميل إلى أن يشعر الآخرون بالتقصير اتجاههم دون بذل ولو قليل من المجهود لمحاولة التغيير.

نحن ليسو معصومين من الخطأ ،لذا إذا قصرت في حق أحد أعتذر ،ولكن لا تسمح لأحد يؤثر عليك بالسلب أو يعرقل مسيرة حياتك وليكن الإنسحاب في هدوء هو سبيلك لإنقاذ نفسك وإنجاز ما يسعدك ويشعرك بالرضا…

ولا تشغل فكرك بمن كان وكيف أصبح انشغل بحالك ماذا كنت وكيف أصبحت وماذا تتمنى أن تكون…….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock