شعر وحكايات

قصة قصيرة “زوجوني معاقاً”

بقلم / دعاء محمد الشعراوي

نشأت سعاد في قرية تسودها العادات والتقاليد لا الحلال والحرام

فهولاء البشر يعبدون تلك العادات ويطيعونها لما يريدون ويأخذون من الدين ما يوافق أهوائهم فقط

جلست سعاد كعادتها وحيدة تقرأ كتاباً علمياً سواء في مجال دراستها حيث تدرس الدراسات العليا في تخصصها

او كتاباً ثقافياً لتزيد من ثقافتها وتُشبع ولعها بالأدب كي تزيد ثروتها اللغوية لتمارس هوايتها في الكتابة الأدبية

ولكنها الآن تجلس على مكتبها تتصفح موقع الفتوة للحصول على جواب لتسأل سؤالا أشقاها كثيراُ التفكير فيه الا وهو

هل يجوز زواج من لديه إعاقة ذهنيه؟

فكانت الإجابة الصادمة لها أنه يجوز!

يجوز تزويج المعاق ذهنيا مهما كانت إعاقته ولو وصلت إلى حالة الجنون أو فقدان العقل ، وذلك لدفع ضرر الشهوة عنه أو عنها ، وصيانته عن الفجور ، وتحصيل الرعاية والخدمة ، وغير ذلك من الأغراض المباحة ، لكن إذا كان المعاق مجنونا ، فليس له أن يعقد النكاح بنفسه ، بل يزوجه وليه ، وأما المرأة فلا تزوج نفسها ولو كانت عاقلة ، بل يزوجها وليها .

وأما المعاق الذي يعقل ، أو يفيق أحيانا ، فإنه لا يجبره أحد على الزواج ، بل يزوج نفسه .

ويشترط لهذا النكاح – إضافة لشروط النكاح المعروفة – أمران :

الأول : إخبار الطرف الآخر بالإعاقة ، لأنها عيب فلا يجوز كتمانه .

الثاني : أن يكون المعاق مأمونا لا يعرف بالعدوانية والإفساد ؛ لدفع الضرر عن الطرف الآخر .

وقد جاء في “الموسوعة الفقهية” (11/252) : ” أما الصغير والمجنون فلا ولاية لهما على أنفسهما ، وإنما يزوجهما الولي أبا أو جدا ، أو الوصي عليهما . ولا يجوز للصغير والمجنون مباشرة عقد النكاح ؛ لعدم أهليتهما …

والولاية على الصغير والمجنون ولاية إجبار ، فيجوز للولي تزويجهما ، بدون إذنهما ، إذا كان في ذلك مصلحة . وهذا بلا خلاف ” انتهى .

وقال الشيخ هاني بن عبد الله الجبير – القاضي بالمحكمة الكبرى بجدة-: ” أما المتخلف عقلياً وصاحب الإعاقة التي تزيل العقل ، فالمصاب بها حكمه حكم المجنون ، والمجنون يجوز له الزواج، لكن يشترط في زواجه مع شروط الزواج المعلومة شروط أخرى هي:

أ- إطلاع الطرف الآخر على حاله ومعرفته بوضعه تماماً ، فإن عدم إطلاعه غش له وخيانة محرمة.

ب- ألا يكون الطرف الآخر مجنوناً ولا زائل العقل، بل يتزوج المتخلف عقلياً امرأة سليمة العقل، وتتزوج المتخلفة عقلياً برجل سليم العقل، وسبب ذلك أن اجتماع زائلي العقل لا يحقق أي مصلحة، وهو مع ذلك سبب لضرر بينهما كما هو ظاهر.

ج- أن يكون سقيم العقل منهما مأموناً، أما الذي يتصف بالعدوانية بالضرب أو الإفساد فلا يجوز له الزواج؛ لأن زواجه سبب لحصول الضرر، والضرر مرفوع في الشريعة الإسلامية.

د- وآخر الشروط أن يرضى أولياء المرأة بهذا الزواج؛ لأن فيه ضرراً قد يلحقهم.

هذه شروط زواج المعاق المتخلف حسبما استقرأه الفقهاء من نصوص الشرع وقواعده، وهي -كما هو ظاهر- محققة للمصلحة، مانعة للمفسدة، يتضح بها تحقق الشرعية لمصالح العباد واحتياجاتهم. والله الموفق ” .

وقال : ” في زواج المعاق أياً كانت نوعية إعاقته تحقيق لمصلحة مهمة، وهي أن يوجد للسقيم منهما من يعتني به، ويقوم بشؤونه، ويهتم به، فإن عقد النكاح في الإسلام يهدف إلى ما هو أكبر من مجرد الاستمتاع، الذي هو من مقاصد النكاح المهمة، بل يراد معه أيضاً تحقيق الرعاية والتكافل والتراحم بين الزوجين : (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) الروم/21 .

والذي يزوج سقيم العقل وليه؛ لأنه هو الراعي لمصلحته، وهذا من محاسن الشرع أن أسندت الولاية إلى بعض أقارب الصغير والمجنون، ومن في معناهم؛ لعدم قدرتهم على إدارة شؤونهم، ولا تصريف أحوالهم، ورعاية المعاق فرض كفاية على المجتمع لمساعدته ليعود عضواً فعالاً في المجتمع، وليتخلص من الآثار النفسية التي قد تنشأ عنده ” .

انتهى من “موقع الإسلام اليوم”.

فهذا ما وجدته من إجابة لسؤلها المحير

ولك الطامة الكبري أن صديقتها هنا وقعت في ذلك الفخ! فزوجها أبوها لمن لا يعقل ! ولا يعمل !

فهي الآن متزوجة من ذكر لا تحبه ولديه إعاقة ذهنيه ولا يقدر على تأمين أي مال لأنه لا يستطيع العمل!

فما جزاء البنت من إجبار أبيها كي يزوجها له!

وهي من تتحمل كل النتائج الآن كي تربي أبنتها وكي تعول نفسها

و جميع أهل القرية يقولون لها يجب أن تتحملي وتعيشي كما يعيش الناس!

ففي بيت متواضع من بيوت تلك القرية ولدت هنا صديقة سعاد

هنا ذات التسعة عشر ربيعاً زوجها أبوها لذكر لديه مشاكل في العقل !

وحملت بعد الزواج بفترة ووضعت طفلة تدعى سندس

مالم تعلموه جميعاً ان الزوج هنا هذا شخص لا يعقل!

وحينما علمت سعاد الأمر ثأرت عليهم جميعاً وأخبرت هنا بذلك

سعاد:”هنا انتي فتاة طيبة ولم تتعلمي لتدركي شرور البشر بفطرتك .لذلك وجب عليا نصحك كصديقة مخلصة

محمد هذا لا يجوز له الزواج لأنه غير عاقل لذا زواجكم هذا غير سوي

وكذلك لأنه لا يعمل ! فكيف ستعيشين معه بدون أي مصدر دخل له

ولكن بسبب إجبار ابيها لها هي الآن متزوجة ولديها طفلة .وأضحت تعول نفسها وابنتها

فهي تعمل وتجني القليل من المال من هذا العمل فقط حتى تجد ما تأكله هي وطفلتها .

وإذا اشتكت أحدهم ضيق حالها قالوا لها عيشي كما يعيش الناس حتى لا تتطلقي!

نعم أيها السادة فإذا هربت من سجن العنوسة بزواجها من مجنون وهي لم تبلغ العشرين ربيعاً!

يجب أن تهرب من سجن الطلاق وهي ابنة العشرين عام!

فأي ظلم هذا…

لذا فكروا كثيراَ أيها الآباء وأتقوا الله في بناتكم فهم ليسوا ملكا لكم تفعلوم بهم ما تشاءون ولكنهم أشخاص لهم إرادة مستقله ويجب أن لا تستهينو بها.

إقرأ المزيد يوميات علي وناي ” المقتطف الأخير “

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock