شعر وحكايات

أحمد اليوسف”أتأثر بكل مايجري من حولي بكل ماتعانيه الإنسانية من مآسي وويلات

إعداد وحوار /ريمان قصص
تدقيق لغوي/ميرفت مهران
إخراج صحفي/ريمه السعد

الشاعر السوري أحمد اليوسف مواليد 1987 درس اللغة العربية

في الجامعة اللبنانية ،درس الحقوق في جامعة حلب وتركها لظروف قاهرة

عاش في الغربة وعانى ويلاتها صدر له ثلاث مجموعات شعرية

يكتب الشعر والقصة والمقالة

حصل على جوائز عديدة وله مشاركات داخلية وخارجية

عضو في الجمعية الدولية للشعراء العرب

ورابطة شعراء العرب ومجلة أقلام عربية

ويعمل محررا لدى عدة مجلات أدبية.

كيف كانت البدايات لقصائدك؟

البدايات دائما تكون متواضعة

والأهم فيها أن يتم اكتشاف موهبتك

بدأت مبكراً حين أدركت قدرتي على صياغة مواضيع التعبير بطريقة مختلفة عن الطلاب

وحبي المضاعف لقراءة الشعر

من هنا كانت البداية.

 ما هي أكثر الصور تداعيًا على مخيلتك عند الكتابة؟

إنني في بداياتي

كانت صورة المرأة هي الأكثر حضورا في مخيلتي

والشاعر بعد نضوج تجربته

يتحول للشعور الجمعي منفصلاً عن الشعور الذاتي

لذلك إنني الآن أتأثر بكل ما يجري حولي،بكل ما تعانيه الإنسانية من مآسٍ وويلات

وكوني عشت الغربة لسنوات طويلة

تظل صورة الوطن والعودة والحنين

بالإضافة للمرأة، تلك الصور هي الأقرب لي.

 الشاعر ليس ببعيد عن قضايا أمته، فهل استخدمت خيالك الشعري بتناول تلك القضايا؟

بالطبع إذا انفصل الشاعر عن قضايا أمته فهو منفصل عن واقعه وهذا لا يتناسب مع شعور الكاتب أو الشاعر

بالطبع تناولتها في قصائد كثيرة

ولي ثلاث مجموعات شعرية صدرت

وأغلب نصوصها تتناول قضايا الأمة والمجتمع

إلى جانب الشعر الوجداني.

 في اعتقادك ما هي أبرز المشاكل التي تواجه الكتّاب؟

– إنّ أبرز مشكلة هي أن يقع الكتّاب تحت سلطة التقييد وكم الأفواه وأن يخضعوا لها

لأن الكاتب يجب أن يكون حراً من داخله قبل كل شيء.

 مواقع التواصل الاجتماعي هل تعتقد أنها نقمة أم نعمة على الشعراء. وهل قدمت لهم الخدمة؟

بالطبع هي نعمة ونقمة بذات الوقت

قدمت الكثير وقد استطاع الكتاب من خلالها الولوج لعالم أوسع واكثر وصولاً وأصبحوا يصلون للناس بشكل أسرع

وكونها نقمة فهي فتحت مجالاً لمتسلقي الأدب ليفرضوا وجودهم مما يعكس صورة سلبية للأدب في بعض الأحيان.

ما هو رأيك بالنقد الآن، وهل واكب مسيرة الشعر؟

النقد هو الشق الثاني من الشعر أي يكمله ويواكبه

لكن حالياً هناك انحراف لهذا المفهوم لأن أغلب النقّاد وللأسف تحوّلوا من النص إلى الشخوص

وهذا خطأ كبير يبعد النقد عن دوره الأساسي.

لماذا نرى اليوم محاولات للعودة إلى القصيدة العمودية وهجوما حادا على القصيدة النثرية؟

برأيي لأن الشعر في أصله موسيقا، وهو أصل الأدب

الذي يرتقي به لمستوى أعلى

قصيدة النثر ما زال هناك اختلاف على تسميتها حتّى رغم أنها أثبتت وجودها

لكنها تفتح مجالاً للهبوط بمستوى اللغة الشعرية وتنحية الموسيقا من الشعر

وهذا خطير على الأدب بشكل عام

لكن برأيي الشخصي هناك من أجادوا التعبير نثراً وكانت كلماتهم لا تقل تأثيراً عن الشعر العمودي.

المثقف العربي اليوم، هل هو مثقف كتب أم مثقف فضائيات؟

إنني لا أميل إلى التعميم

ولكن في الحقيقة ظاهرة مثقفي الفضائيات باتت ظاهرة كبيرة وغلب على المثقف العربي هذه الظاهرة

وعليه مراجعة نفسه في ذلك

فالثقافة في أصلها ألا تكون تابعاً بل متبوعاً

وأن تمتلك حسّاً اجتماعياً وأن تمتلك رسالة.

هل شعرت بأن لديك أفكارًا تتطلب شكلًا آخرً من أشكال التعبير غير الشعر، كالقصة مثلا أو الرواية؟

نعم أنا اكتب المقالة أيضا ولي كتابات في القصة القصيرة

تجد أحياناً أنها تلبي حاجتك للتعبير عن أمور قد لا تستطيعها في الشعر.

ماذا حققت المدونات والمجلات الرقمية لجيل الشباب في ظل هلامية النشر وتعنت المؤسسات الرسمية في أداء رسالتها أمام حماس الشباب ؟

أنا لدي مشكلة مع هذه المدونات حيث خلطت بين الصالح والطالح

وأنا أراها لم تحقق سوى المزيد من التشرذم في الأدب وخصوصاً لدى الشباب

حيث لم يعد المبتدئ قادراً على التمييز بين ما هو أدب وما هو مجرد هرطقات.

-كم امرأةً قتلتَ ؟

– قتلتُ مايا

وأهرقتُ الدماءَ على الزوايا

وكيف نجوت؟

– لا أنجُو لأني

أنا المقتولُ في لغة المرايا

أحقاً أنتَ؟

– إي والله حقاً

قتلتُ بها على مضضٍ أنايا

وما فعلَتْ؟

– أطاحتْ بالأماني

فأصبحتِ الأماني كالمنايا

غزتْ قلبي كجيش بربريٍّ

و صارت أضلعي مثل السبايا

وخلّتني وقد سفكت عهودي

أســـيراً للرسائل والهدايا

أسيراً في بلادٍ ليس فيها

-وقد كبُر الأسى- إلّا الوصايا

لها خمسونَ عاماً كــلّ عامٍ

تدوسُ بمجدها جسد الرعايا

وأينَ تقيمُ؟

– في جرحٍ قديمٍ

وأين تنامُ؟

– في حضن الرزايا

وما يضنيكَ؟

شعبي حين أضـحى

حديث الكون في فقه الضحايا

ومايا؟

– ما بها ؟

أتعودُ يوماً؟

-إذا انفصلَ الحنينُ عن الحنايا

عزفتُ لها لحون الحـــب شوقا

وصرت لأجلها ألفاً ونايا

عجيب أنتَ حزنك ســــرمديٌ

ألستَ تملُّ؟

– ملّتني البـــــلايا

سأنتظرُ الربيعَ وســـوف يأتي

ورب الكون أعلم بالخفايا.

الحروف الفاخرات

هذي الحروفُ الفاخراتُ…

أخذتُها لك كالقلادةِ

من حنيني

علّقتُها في جيدكِ المعجونِ

من ماء الذهبْ….

وأتيتُ أحملُ في يدي قلبي

وأجملَ وردتينِ من السعادةِ

كالشآم أتيتُ أنثرُ ياسميني

عشتارُ…

كيف ظننتِني رجلاً كمثل الآخرينْ ؟

رجلاً يمرُّ كما يمرّ العابرونَ على الطريقِ..

وبعدها لن تذكريني؟!!

أنا لستُ مثل العابرينَ

فراقبيني

أنا سيّدُ الشوقِ المعتّقِ بالجنونْ…

أنا أولُ العشاقِ آخر فارسٍ

أنا توأمُ القدرِ المبجّلِ كيف تهزمني المنون؟

سأكون سيلاً في الهوى

فعلامَ تتعبكِ الظنونْ؟!

وعلامَ تفشي حزنها تلك العيونْ؟!!

لمّي بقاياكِ الحزينةَ واهربي

نحو الخلودِ وعانقيني

لا تتركيهم يخدعونك

بكذبةِ الخلدِ المزيفِ

في مجازِ قصائدٍ ستموتُ- حتماً- بعدَ أوّلِ قبلتينْ

لا تهبطي من جنتي

للعالمِ المنسيِّ بينَ رصاصتين

لا لا تظلي بينَ بينْ

وتحرري من طينهم

كي لا يموتَ الحبُّ – يا كلّ البراءةِ-

في غياهبِ صرختينْ

وضعي قلادتكِ الأثيرةَ فوقَ هذا العاجِ

يا سلطانة الكلمات ثم تدللي

ولِتسبحي بنعيمها

فهي الخلودُ فحاولي أن تفهميني

أنا لست مثل الآخرينَ ففسّريني

أنا ياسمينُ الشامِ أُسقى بالدماءِ

ولا أموتْ

بي نزعةٌ من كبرياءِ المتعبين ورثتها

؛ يا بنتُ؛ من نخلِ العراقِ وبي

؛ وقد لاحظتِ؛ مسٌ من جنونِ الشامخينَ

فقد مضغتُ القاتَ من صنعاءَ

أمّا رقّتِي فبداخلي يسري نسيم البحرِ

في بيروتْ

ومن فلسطينَ الأبيةِ كان إيماني بأن النصرَ

يمشي جانبي فأنا مزيجٌ من

جنونِ الحب والجبروتْ

لا تتركيهم يخدعونكِ وبايعيني

فأنا خرجتُ من الرمادِ مجدداً

وأتيت أحمل في يدي قلبي

وأجملَ وردتينِ من السعادةِ

كالشآمِ أتيتُ أنثرُ ياسميني

أحمد اليوسف

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock