شعر وحكاياتعام

آخر عربه بالقطار

بقلم (فاتن فاروق محمود)

صباح الخير
صباح النور
هكذا تبدا يومها معه كل يوم كعادتهم كلمه بها كل الحياه ولا بد لها من الاستمرار 
هي تستيقظ لمباشره الروتين اليومي والاستعداد للعمل وهو كذلك.
كلمه صباح الخير تعني لها الكثير فيها الدفء والوجوديه.. وهو تعني له الحياه والاطمئنان هكذا قال.
هي هنا وهو هناك… تفصلهم المسافات ولكن لا تفصلهم نبضات القلوب. 
تاخذها الحياه بعيدا عنه قليلا ولكن لا تفصلهما… صعبه هي غربه المسافات 
داخله خوفا عليها من فزع الكلمات وعدم قبولها. 
تأخذه مشاعله عن الاحساس بدفء يديها حين تمتزج بدفىء اصابعه حين تتشابك تحنوعليه دون الاقتراب منه ….
تشعر بصعوبه شرح مايدور بداخله من تساؤلات وحيره.
وهي تتمني ان يبوح لها مابداخله شرط عدم جرح لمشاعر اصبحت لا تستطيع حتي فتح جزء بسيط لها فى حينها. 
اصبح هو لها كل التمني واخر عربه لها في قطار الحياه ورغم ذلك لا تستطيع ان توقف حاله الهلع النفسي الذى بداخلها. 
يساعدها كثيرا لتخطي هذه الحاله اللاشعوريه داخلها ولكنها تشعر بفقدانه للامل احيانا. 
رغبه ورهبه وتجاذب احاديث ونفور وعوده وهلع وخوف احيانا تفاؤل واحيانا عكسها
صعبه جدا عدم تحديد مايكمن داخل نفسى او كيف يمكن ارضاؤه دون جرح لمشاعره .. وكيفيه مواجهه هذا الفشل النفسى.
يجذبها اليه باسلوب جميل راقي وتهرب منه ولكن الي اين؟؟ 
تعود اليه دوما كأن لكلامه سحر ولوجوده امل وحياه. 
تنظر الي اول لقاء… صدفه…كتبت حياه… لا تستطيع محو الوقت حينها ولا تستطيع ايضا ان تعود كسابقها قبله. 
اصبحت حبيسه مشاعر متضاربه تعيشها يوميا معه وبدونه والافصاح صعب فهو ينتظر منها اي لمحه للقادم وهي ساكنه سكون الجبال .
عند اللقاء تمتزج مشاعر الفرحه بالخوف ليتها تاخذه لتحلق به بعيدا عن هذا الزحام الخانق لتحيا معه حياه طالما كان حلمها لا يخلو منه. 
تترك لمشاعرها احيانا العنان واحيانا تعنفها فهي لم تعد كسابقها ولما الجموح وقد قذف بها العمر بعيدا عن دنيا لم تكن يوما سوي اله من الاته اليوميه الممله.
لوجوده سحر عجيب !!
خفقان للقلب ..
رفرفه روح ..
شروق من جديد بعد غروب..
وسباق من اجل الحياه..
وما بين الرغبة و الغربة.. ترتيب للقدر و لحرفين و تعطل قلبين ومزامنة روحين و شتاتاً لا ينتهي. 
تحلم عند لقاؤه انها تعلو أعلى سحابه هناك حيث النقاء مع التموجات البيضاء كالقطن على اغصانه وتمايله الجميل على نغمات النسمات الربانيه الجميله ..
لوحه فنيه جميله من الخالق للمخلوق وللعاشق ان يهيم معها فى دنياه الحالمه عندما تلامس ارواحهم فتتعالى معها شغفهم لاستقبال الحياه ..
ومع الاجواء اليوميه بدأت الاحلام فى الانسحاب الهبوط للواقع مع الانتظار للقاء القادم اذا قدر لهم هذا…
ثم ماذا !!! ماذا بعد اللقاء اهوا حقا تلاق ام هو الفراق ؟؟ 
هذا مايدور فى عقلها وحدها فهى التى تخاف من الاختلاف وتريد الاحساس بالامان. 
وماذا عنه !!!
أهو حقا احتواء ام مجرد رغبه واشتياق ام حاله كحال باقى الرجال فى مثل هذه الفتره من العمر ام ينتظر هو الاخر اخر عربه فى قطار العمر ؟؟
يااالله ادركنى وانر لى الطريق.
استيقظت من حلمها ..
ماهذا ؟؟
كم هى عجيبه !!
ما كل هذه الاحلام!!!
أخجلتها احلامها وشعرت معها انها عاهره أحلامها هذه !!
تحدثت وتحدثت مع نفسها واطالت متمنيه ان تطيل هى الاخرى معها الايام ولكن الايام لا تنتظر احد كانت تسبقها ومع زحامها نسيت الامال وتناسى هوايضا الوعود.
ولكنها مازالت تستقل القطار ولا تعلم عند وصوله ستجده فى انتظارها ام ان القدر لم يكتب له ميعاد الوصول .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock