صحتك بالدنيا

د.ملاك سباعي للأطباء عيد: وبهذه المناسبة سأتكلم عن العلاقة بين الطبيب والمريض

كثيرون من الناس يقومون بتقييم الأطباء خلال خمس دقائق فهم يكتشفون الطبيب “الشاطر” ربما بثوان.. ومع احترامي للجميع بعضهم لا يعرف القراءة والكتابة….ولكنهم يعرفون ان يقيٍموا هذا الطبيب او الطبيبة بذكائهم الخاص “كيف لست أدري.

وببساطة بعض المرضى وسهولة التأثير عليهم جعل بعض الأطباء ممن “تعلموا من أين تؤكل الكتف “.. يتبعون طرقا مختلفة يضاعفون فيها أرباحهم و عدد مرضاهم…..كالسمسرة، والتلاعب بتفكير المريض ،حتى ان بعض الأطباء يسايرون المرضى في جهلهم الطبي اذا كان هذا الجهل سيدر عليهم المزيد من الأموال.

ما أريد قوله ان الفرد المتعلم القارئ الواعي…لا يسمح لأحد باستغلاله او الضحك عليه….وهنا أتكلم عن الطبيب كمثال ولكن كلامي قد ينطبق على جميع المهن.

المنهج العلمي للتفكير ليس فقط لكي نتعلم كيف نقوم بكل ما هو صحيح في العمل..بل هو منهج للحياة.

و أقول لمن يكرر دائما” ان الإنسان ليس بشهادته.”…..بلى هو بشهادته ولكن بشرط ان يلجأ إلى “إعمال العقل في حصوله على هذه الشهادة…وليس من أجل التباهي بها أو وضع خطة لمزيد من الأرباح.

..فالطبيب يكتشف أسرار الجسم ليبني جسما سليما

..المهندس يكتشف أسرار الحسابات الدقيقة ليبني بناء قويا .

والفيلسوف يتساءل ويحاول الاقتراب من الحقائق أكثر فأكثر.

.هذه الدراسات والأبحاث ليست فقط من أجل كسب العيش، بل هي من أجل تعلم المنهج الصحيح للتفكير وتداول ما يدور حولنا بأسلوب نقدي يبتعد عن التقليد الأعمى للآخرين ومسايرتهم بجهلهم.

إن العلاقة بين الطبيب والمريض ككل العلاقات في مجتمعاتنا” هي علاقة مريضة، والأسباب كثيرة.،بعضها يعود للطبيب وبعضها يعود “للمريض.

اقرأ أيضا الرمد الربيعي أعراضه والوقاية منه وعلاجه مع “الدكتورة أمية جنود”

سأحاول أن أستعرض الأسباب باختصار:

الأسباب عند الطبيب هي مادية بحتة حيث أن الطب في بلادنا جهد شخصي وإبداع شخصي وأخلاق شخصية.

يُترك الطبيب يخطط لمستقبله لوحده بدون أي ضمانات “كأي إنسان آخر “وهنا أنا لا أطالب بالتمييز عن الآخرين سوى لطول فترة الدراسة وتعبها أولا ولأن العمل الطبي أكثر ارتباطا بالتطور العلمي والوجدان الإنساني والضمير المهني ..وهذا كله يتطلب الدعم من الجهات المختصة.

عندما تكون العيادة والمشافي هي مورد الرزق…ولا فرق بين من يطور نفسه علميا او..لا.

ولا فرق بين من يتعامل مع السماسرة او لا.

وبين من يعمل بعلمه وأخلاقه وبين من يعمل “بما يتطلبه سوق العيادات “.

عندما يتساوى كل ذلك لا يبقى للطبيب إلا أن يجتهد ليبني نفسه…..وهذا الاجتهاد قد يكون علميا أو ماديا أو كليهما…ولكن لا أحد يحاسب ولا أحد يكافئ

ولا أحد يكترث بالتقييم الصحيح ..

الجميع يعلم . أن الرواتب التقاعدية للجميع بما فيهم الأطباء لا تتناسب أبداً مع جهد الدراسة وجهد العمل وما تتطلبه الشيخوخة من وارد يصون الكرامة.

قد يقول أحدكم ولكن عمل الطبيب إنساني.

وهل هذا ينفي أن يكون من الإنسانية أيضا إعطاؤه ما يستحق.

باختصار: تعود معظم الأطباء عدم العمل إلا إذا كان هناك مردود مادي بالدرجة الأولى ومردود معنوي بالدرجة الثانية.

……..اعود إلى عامة الشعب وهم الطرف الآخر من العلاقة المريضة…..ولهم النصيب الأهم في تلك العلاقة المريضة.:

1-الجهل الطبي والصحي جزء كبير من الجهل المتفشي لدرجة أن الطبيب يجد نفسه أما صامتاً بيأس أو مكتئباً بحزن من حجم المعلومات الخاطئة التي ترسخت في الأذهان وتتناقلها الأجيال بلا تعديل

2-انتشار الوصفات الشعبية والعشبية إلى درجة كبيرة

حيث أصبحت العشبة الفلانية تقضي على كل الأمراض. وصل الأمر بالبعض إلى عدم اللجوء إلى الأطباء نهائيا….وفتحوا المجال للمشعوذين.

3.اختلط العلم “وهو حقائق” مع رغبات جمع الأموال….

فالقابلة دكتورة

وبائع مواد التجميل خبير تجميل.

والممرض فتح عيادة ختان وتضميد جروح وحروق.

كل ما سبق أدى إلى إحباط الأطباء وحيرتهم: هل ينصاعون للعلم والأخلاق المهنية ويعتكفون في عياداتهم ينتظرون “المثقفين والأكابر”من المرضى.

ام يسايرون الجو العام ويبحثون عن مصالحهم وسط الحشود الغفيرة التي تلجأ إلى الشعوذة (الحجابات ،قراءة المشايخ……الخ).

..كم التخلف والجهل لا يصدق في مجتمعاتنا.

رحم الله نصر حامد أبو زيد عندما قال:

نحن نعيش في مجتمع يعاني أغلب أفراده من الأمية التعليمية.

ويعاني أغلب متعلميه من الأمية الثقافية.

وأضيف ان الأمية في المعرفة الطبية والصحية تقع في مقدمة كل الأميات.

كل عام وانتم بخير

د.ملاك سباعي

اقرا المزيد على موقعنا الدكتورة أمية جنود “لا تتهاون بالكشف المبكر لكسل العين الوظيفي لطفلك ..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock