حياة الفنانين

د.سمير جبر”فيلم المؤامرة لم يعرض في سورية لأسباب غير مقنعة ،و مهمة مدير التصوير تجسيد رؤية المخرج من خلال التصوير والإضاءة الإبداعية

إعداد وحوار / ريمه السعد وإلهام عيسى ،تدقيق لغوي/ ميرفت مهران
كان لي شرف المشاركة في تصوير الاقتحام الخاص لقواتنا لمرصد جبل الشيخ أثناء حرب تشرين التحريرية
درست السينما التي شدتني وتخرجت من المعهد العالي للسينما بشهادة الماجستير في التصوير السينمائي
أصبح الإنتاج الدرامي مهنة من لا مهنة له
العلاقة بين مدير التصوير والمخرج هي علاقة وثيقة وضرورية لإنجاح العمل السينمائي والتلفزيوني
ساهمت بتأسيس عدد من التخصصات السينمائية في عدد من الجامعات العربية

سمير جبر دكتوراه فنون سينمائية – المعهد العالي للفنون السينمائية ( VGIK ) – موسكو – 1984 واسم لمع في عالم الفن كمدير تصوير  لـ72 مسلسلا  ومخرج  لأفلام وثائقية توج العديد منها بجوائز محلية وعالمية

كان لنا شرف اللقاء والحوار التالي معه

فيلم امبراطورية غوار

د.سمير مدير تصوير ومخرج سينمائي سوري صنع بصمة في العالم العربي من خلال صورة مميزة في الكثير من الأفلام والمسلسلات الدرامية

في سطور نعرف الجمهور العربي على الدكتور سمير جبر؟

– بدأت حياتي الفنية في الموسيقا , حيث كنت عازفا على الكمان في فرقة المرحوم سليم شامية حين كنت في المرحلة الثانوية . وبعد الحصول على الشهادة الثانوية , انتسبت الى كلية الطب في جامعة دمشق بناء على رغبة والدي  وفي نفس الوقت تابعت عملي في الفرقة ، وبعد أن اجتزت المرحلة الإعدادية في الجامعة وترفعت إلى السنة الأولى طب أسنان ,أعلن عن مسابقة للابتعاث لدراسة الموسيقى ، تقدمت للمسابقة ونجحت وأوفدت لدراسة الموسيقا في الاتحاد السوفييتي .

وبعد اجتياز سنة اللغة والتحضير في كونسرفاتوار مدينة كييف , انتقلت إلى كونسرفاتوار تشايكوفسكي في موسكو ودرست أول شهر . ولظروف لامجال لذكرها هنا , شدتني السينما , وانتسبت إلى المعهد العالي للسينما في موسكو ( VGIK ) وتخرجت عام 1973 بشهادة الماجستير في التصوير السينمائي .

وبعد عودتي إلى سورية أنجزت 36 فيلما ومسلسلا خلال ثماني سنوات ,وقررت تكملة دراسة الدكتوراه .

انتسبت إلى نفس المعهد العالي للسينما ( VGIK ) عام 1981 وتخرجت بامتياز عام 1984.

مسيرة حافلة بالكثير من التتويجات ؟ حدثنا عن هذه المسيرة

خلال مسيرتي الفنية أنجزت حوالي 72 مسلسلا وفيلما كمدير تصوير ومخرج للعديد من الأفلام الوثائقية . وحصلت الأعمال التي شاركت بها على العديد من الجوائز التقديرية المحلية والعالمية .

العام1973من أجمل الذكريات لك في الوسط الفني ماهي الخصوصية التي تحملها؟

– أثناء حرب تشرين كان لي شرف المشاركة في تصوير اقتحام قواتنا الخاصة لمرصد جبل الشيخ ورفع العلم على قمته . وقد دخلت هذه المادة في عشرات الأفلام العربية والأجنبية ولم يذكر اسمي على هذه الأفلام . لقد استغل بعض ضعاف النفوس غيابي في الخدمة العسكرية بعيدا عن دمشق ووضعوا أسماء مصورين لم يخرجوا من بيوتهم أثناء الحرب على هذه الأفلام , بل وكرموهم على ذلك . وهذه القصة يعرفها الصغير والكبير في الوسط الفني .

– علما أني كنت متطوعا ولست ملزما على هذه المهمة التي كلفتنا الدماء , حيث استشهد اثنان من المجموعة التي رافقتني إلى المرصد وجرح آخرون ومنهم قائد مجموعة الحماية الضابط ( فواز خدوج ) قبل الوصول إلى المرصد . ووصل معي إلى المرصد من المجموعة فقط الرقيب الأول ( بهجت الياسين ).

وحيث لم يكرمني أحد , أعتز وأفتخر بمشاركتي في هذه المهمة التي كلفت فيها تطوعا , واعتبرها وساما على جبيني .

مرصد جبل الشيخ

في ضوء تجربتك مع العديد من المخرجين كيف. ترى العلاقة بين مدير التصوير والمخرج ؟

– العلاقة بين مدير التصوير والمخرج هي علاقة وثيقة وضرورية لإنجاح العمل السينمائي والتلفزيوني , وبقدر ما تكون هذه العلاقة مبنية على التفاهم المشترك على العمل بقدر ما يضمن ذلك نجاحا للعمل .

تقع على عاتق مدير التصوير , تجسيد رؤية المخرج الإبداعية من خلال التصوير والإضاءة الإبداعية ,وبالتفاهم مع المخرج على كل مشهد وكل لقطة وذلك بعد قراءة السيناريو الأدبي والديكوباج واستطلاع أماكن التصوير ورسم القصة المصورة ( Story board ) .

أما بالنسبة لعلاقتي مع المخرجين الذين تعاملت معهم , أكن لهم جميعا الاحترام والتقدير , فمنهم من الأسماء الكبيرة الذين تعاملت معهم وأعتز وأفتخر بتجربتي الإبداعية معهم , وتكللت هذه التجربة بالعديد من الجوائز التقديرية والنجاح الكبير لهذه الأعمال , وبعضهم لايمت إلى الإخراج بصلة إلا بالاسم , ومع ذلك استفدت من تجربتي معهم ولا تسأليني كيف .

تعتبر فيلم المؤامرة من أهم الأعمال التي شاركت بها ونقلة نوعية في مسيرتك الفنية لماذا؟

– فيلم المؤامرة هو فيلم عالمي ( سوري روسي مشترك ) إخراج ريمون بطرس والروسي إيغر غوستيف . وشارك فيه نخبة من نجوم السينما السورية ( أسعد فضة , طلحت حمدي , ممدوح الأطرش وهاني شاهين ) ونخبة كبيرة من نجوم السينما السوفييتية وقتها وبمشاركة النجمة البولونية غراجا شابالوفسكا . جرى التصوير في دمشق وموسكو وجورجيا .

كان هذا الفيلم من أهم الأعمال الإبداعية في حياتي الفنية . لقد اكتسبت من خلال العمل خبرة كبيرة من استخدام الكثير من التقنيات الحديثة أيامها , والتي لم تكن متاحة لي سابقا في سوريا .

مع الأسف لم يعرض هذا الفيلم في سوريا لأسباب غير مقنعة , رغم حصوله على عدد من الجوائز العالمية في عدد من المهرجانات الدولية .

حضرتك ساهمت في تأسيس قسم السينما والتلفزيون في الجامعة الأردنية ماذا أضاف هذا العمل الأكاديمي للفنان ٠٠٠٠؟

– نعم لقد ساهمت في تأسيس عدد من التخصصات السينمائية في عدد من الجامعات العربية ( جامعة طرابلس الغرب,جامعة اليرموك وجامعة عمان الأهلية في الأردن , والجامعة العربية الدولية ) وأعتز وأفتخر بطلابي الذين أصبحوا نجوما كبار في الدراما العربية , وخمسة أساتذة دكاترة في الجامعات العربية .

لقد كرست كل خبرتي وتجاربي العملية في المجال الفني في إيصال كل ذلك إلى طلابي الذين أرى فيهم الأمل في النهوض بالسينما والدراما العربية , لهم جميعا كامل محبتي وتقديري , ولطلابي الذين أصبحوا زملائي ويواصلون المسيرة الفنية التي أسسناها معهم وأخص بالذكر ( الأستاذ الدكتور نور الدين سعيد , الدكتور عبد الباسط الجهاني ,والدكتور طارق الرويمض وكلهم من ليبيا الحبيبة , والدكتورة مارغو حداد والأستاذ طارق حداد ) أعتز وأفتخر بمسيرتهم .

اقرأ أيضا جمال نصار”المسرح هو البلسم والدواء لأرواحنا المتعبة وإيماني بإمكانياتي قوي والفرصة لابد أن تأتي

كيف تقيم الإنتاج الدرامي على مستوى سورية بشكل خاص وفي العالم العربي اليوم؟

– مع الأسف منذ بدء الأزمة تراجع المستوى الدرامي في سورية , ولذلك أسباب جميعنا يعرفها , ولكن مع الأسف أيضا أصبح الإنتاج الدرامي مهنة من لا مهنة له . لقد كثرت شركات الإنتاج التي لا تمت إلى المهنة بصلة , وأنتجت أعمالا هابطة فنيا .

ولكن رغم هذا التراجع هناك مخرجين يحترمون أنفسهم ويحترمون مشاهدهم نفذوا أعمالا مهمة ترفع لهم القبعة .

وفي هذا العام هناك بادرة لنهضة جديدة في الدراما السورية , رغم إغراق بعض الأعمال في الواقعية المؤلمة التي تعاني منها بلدنا والتي لا أرى حاجة لتجسيدها على الشاشة , فنحن نعيش هذه الواقعية المؤلمة يوميا ولا حاجة من وجهة نظري لعرضها على الشاشة .

برايك ما السبب في هبوط وفشل بعض الأعمال الدرامية والسينمائية؟

– لقد تراجعت الأعمال الدرامية من حيث الشكل ( الصورة ) عن الفن السينمائي الذي يعتمد بشكل أساسي على التعبير بالصورة وشد المشاهدين بالحد الأدنى من الحوار والتعبير بالصورة والتكوين وحركة الكاميرا , أي تكامل الشكل والمضمون . ولكن مع الأسف في الكثير من الأعمال الدرامية يكفي أن تدير ظهرك إلى الشاشة وتستمع إلى الحوار وتفهم كل شيء , وهذا من وجهة نظري أحد الأسباب لهبوط المستوى الإبداعي في الكثير من الأعمال السينمائية والدرامية .

اقرأ المزيد يوسف المقبل ” فن الدراما التلفزيونية فنٌ مؤقت أشبه بالوجبات السريعة

ما هو رأيك بجيل الشباب اليوم اليوم وما يقدمونه على الساحة الفنية هل لدينا كوادر أعطت الدراما السورية نفسا جديدا؟

– هناك جيل من الشباب المتعطش للعلوم والفنون السينمائية . والعديد من خريجي دبلوم السينما بإشراف المؤسسة العامة للسينما , على مستوى عال من الثقافة السينمائية والموهبة الفنية التي تؤهلهم لشق طريقهم الإبداعي , ولكنهم بحاجة الى جهة إنتاجية تتعهدهم وتقف إلى جانبهم . ولقد بدأ بعضهم فعلا بإثبات موهبتهم من خلال المشاركة في بعض الأعمال الدرامية والسينمائية لهذا العام .

مسلسل الأنيس والجليس

كمدير تصوير وتدرس هذه المادة ماهي أكثر نصيحة تقدمها لطلابك ؟

– أنصح طلابي دائما بالاهتمام بالمرحلة التحضيرية للعمل الفني بشكل جيد , واستطلاع أماكن التصوير ووضع الخطوط الأساسية للعمل من خلال الديكوباج ، وأوصيهم دائما أن لا يصوروا أية لقطة بشكل اعتباطي دون دراسة , وأوصيهم بسؤال أنفسهم ( لماذا .. وكيف ) أي لماذا اخترت هذه اللقطة أو هذا الحجم أو الزاوية وهذا التكوين دون غيره , وماذا يخدمني دراميا . وكيف يمكن إيصاله إلى المشاهد بأفضل صورة ممكنة .

كلمة أخيرة نختم بها حوارنا ؟

كل الشكر والاحترام لكم على استضافتكم .. لكم كل الاحترام والتقدير .

لكم المزيد على موقعنا

ماجد عيسى” تغريني الأدوار الصعبة و الأستاذ عروة العربي أكثر من أثرَ بي مهنيا

الإيطالية “مينا مازيني” غنتها قبلهم اللحن الأصلي لأغنية الثلاثي “شوفت الحليوة راكبة تاكسي”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock