حياة الفنانين

سعد لوستان “الدراما السورية ماتت اليوم موتها السريري وعصي الدمع من أميز الأعمال التلفزيونية

إعداد وحوار / ريمان قصص ..إخراج صحفي/ ريمه السعد
 المخرجة المرأة نجحت بأن تخرج من داخلي الكثير
مسننات آلة الحياة قد أكلت من لحمي و اليوم أنا ممثل سينمائي
السينما الناجحة في العالم عبر تاريخها كانت غالباً بنت القطاع العام بعيداً عن توحش الخاص
لقد كنت ممثل مسرحي دائم الحضور واليوم أنا من الجمهور الوفي للمسرح

 

رغم كل الصعوبات التي تواجه الممثلين العرب والسوريين خاصة للوصول إلى العالمية، إلا أن موهبته في التمثيل وإتقانه للغات الأجنبية فتحت له آفاق تخطى بها كل ما يصادفه من صعوبات، فالانتقال من فيلم يتحدث فيه الفرنسية إلى آخر ناطق بالانكليزية جعلته يثبت نفسه بكل جدارة كممثل موهوب.

ويتمتع بقدرة التغيير في الشخصيات والشكل بما يناسب الدور

وإن أكثر ما يميزه هو قدرته على تقمص الأدوار الصعبة.

إنه الفنان السوري سعد لوستان ضيف مجلة سحر الحياة الذي أنارها بهذا الحوار معه.

عملت عدة أعمال مهمة في السينما ومن بينها كان خلف الكاميرا إشراف وقيادة نسائية؟ فهل وجدت في تلك الأعمال تميزآ عما سواه؟

أفضل النتائج التي وصلت إليها في حياتي المهنية كانت بقيادة وإدارة نسائية وأخص بالذكر هنا المخرجتين السينمائيتين (غايا جيجي) و ( كوثر بنهنية)

القائدة المرأة تمتلك من الحساسية والرؤية الفنية المختلفة والتميز بأشكاله ما لا يمكن أن نجده عند الكثيرين، المخرجة المرأة نجحت بأن تخرج من داخلي الكثير ومكنتني من أن أقدم أفضل ما لدي .

كيف تعاملت مع انتقالك من العمل محلياً إلى العمل عالمياً؟

وماهي الصعوبات أو الشروط لتلك النقلة النوعية؟

 كل أشكال الصعوبات التي لا يمكن لإنسان أن يتصورها ابتداء من المنافسة الصعبة مع مواهب الغرب انتهاء بقسوة الاغتراب بكل أشكاله، في أوروبا لا يوجد من يقدم الفرصة على طبق من ذهب فلا صديق إلا الصبر ولا حلفاء إلا الموهبة والاجتهاد. وصلت أوروبا عام 2012 وفرصتي الأولى والسجاد الأحمر كانت في 2018 أستطيع أن أقول خلال تلك السنوات أن كل مسننات آلة الحياة قد أكلت من لحمي، وأقولها صراحة (أنا نمت على الرصيف كرمال فني)

برأيك ماذا ينقص السينما السورية حتى تثبت وجودها عربياً وعالمياً؟

اليوم بالذات بات ينقص السينما السورية كل شيء للأسف ولاسيما بعد الحرب السورية وتدمير البلاد وهجرة المواهب، ولكن فيما مضى طالما احتاجت إلى المزيد من العقول والمناهج النقدية السليمة، والمزيد من المأسسة والإدارة الصحيحة فبرأيي أن السينما الناجحة في العالم عبر تاريخها كانت غالباً بنت القطاع العام وبعيدة عن توحش الإنتاج الخاص ولا أخلاقية رأس المال .

أنا شخصياً عملت بعدد من الأفلام السورية وكانت محصلة انطباعي واحدة الى حد ما، ولكني أستطيع القول بأني كنت أشعر بعلاقة فنية وتعليمية خاصة مع عبد اللطيف عبد الحميد وحتى في اللقاءات الشخصية بعيداً عن التصوير .

العمل أمام كاميرا المخرج الراحل حاتم علي يعتبر إضافة للفنان فماذا أضافت لك؟

   عملت مع الراحل حاتم علي القليل من الأعمال وكان أهمها بالنسبة لي مسلسل “عصي الدمع” في شخصية المتحرش ‹صلاح الموافي› هذه الشخصية وهذا المسلسل برأيي الشخصي هو أميز الأعمال التلفزيونية السورية حيث قدمت “دلع الرحبي” خلاصة المشهد السوري بكل مستوياته وتفاصيله وأنذرت فيما بين السطور بما هو قادم .

اقرأ أيضا “عمرو حاتم علي” لوالده “أحبك كما لم يحب ابن أباه..!!

أين تجد نفسك أكثر في الدراما ام المسرح ام السينما؟

           اليوم أنا ممثل سينمائي. لقد كنت ممثل مسرحي دائم الحضور في الموسم المسرحي للمسرح القومي السوري قبل الحرب واليوم أنا من الجمهور الوفي للمسرح .

قد كنت أعمل في الدوبلاج في العطل الصيفية أثناء فترة الدراسة من أجل المصروف الشخصي فقط لا غير، أما مجال الدوبلاج فله مختصيه ومحترفيه وأنا لست مدبلجاً

ما رأيك بالدراما السورية اليوم؟

الدراما السورية اليوم في أسوء حالاتها وتبشر بنهاية مؤسفة على مستوى الإبداع وعلى مستوى ذائقة جمهورها، والكارثة أن أحداً لا يدرك أو يشعر بذلك، أؤكد أن الدراما السورية ماتت اليوم موتها السريري وبانتظار إعلان حالة الوفاة، أو معجزة وثورة على الذات

هل سنرى سعد لوستان في الدراما السورية مجدداً؟

لا أعتقد ذلك بعد اليوم أو في المدى المنظور على الأقل وذلك بسبب اختلاف الواقع والحياة الشخصية والأولويات. ربما يحصل في يوم ما .

وبالنهاية لا يسع أسرة مجلة سحر الحياة الا ان تشكر الفنان سعد لوستان على هذا الحوار الممتع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock