مقالات

نجلاء فتحي عزب تكتب / أياما معدودات

أياما معدودات

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: ١٨٣]، هنا يتجلى الله سبحانه و تعالى بطلب من عباده اجمعين صيام الشهر الفضيل عند شهوده: “فمن شهِد منكم الشهر فليصمه”

سورة البقرة

فضائل الصوم

الصوم يجدد في العبد المؤمن مشاعر المواساة و الإحسان والبر والتكافل والتراحم ، فتنطلق نفسه نحو الجود والكرم وإطعام الطعام ، وإذا كان أجر التكافل والتراحم والجود والإطعام في سائر الأوقات عظيماً ، فإنه بلا شكَّ في شهر رمضان أعظم أجراً وأفضل مثوبة عند الله تعالى ، داعيا إلى أهمية إدراك حقيقة الصوم والغاية منه، لنتحلى بمكارم الأخلاق الفاضلة والمثل العليا السامية ،فالصائم الحق متجمل بمكارم الصبر والعفو والصفح

فإن

شهر رمضان موسم النفحات الربانية والعطايا الإلهية، فالصوم مدرسة مكارم الأخلاق والقيم، إذ أن العبادات لا تؤتي ثمارها الحقيقية إلا حين تهذب النفوس وتقوّم سلوك صاحبها ، فمن لم ينهه صيامه عن سيئ الأخلاق من الكذب والغش والغدر والخيانة والاحتكار وأكل الحرام واستغلال الأزمات فلا صوم له ، وكذا سائر العبادات من الصلاة والحج ..

‏ثلاث بشارات من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، خير لكم من الدُنيا وما فيها؛

1-قال صلى الله عليه وسلم :

“من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه”،

2-قال صلى الله عليه وسلم :

“من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه”،

3-قال صلى الله عليه وسلم :

“من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه”.

اقرأ أيضا أيام معدودات “الفرض أم النافلة” كتبت نجلاء فتحي عزب

*الصوم ومكارم الأخلاق*

هدف الصوم هو التمسك بالأخلاق الكريمة وقد بيّن لنا رسول اللّه ما يمكن أن يفسد الصوم من الأخلاق الذميمة فقال عليه الصلاة والسلام “فإذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق” والرفث هو التكلم بالكلام البذيء السيئ الفاحش وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم “لا يفسق” يعني لا يعصي الله عز وجل بأي خلق سيئ من كذب أو نميمة أو غيبة أو غير ذلك من الأخلاق السيئة صلى الله عليه وسلم حث على أن يكون الصائم متسامحًا وهذا من الأخلاق الكريمة فقال صلى الله عليه وسلم “فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم” بمعنى أنه إذا استثاره أحد أن يقابل ذلك بالتسامح وكما قال تعالى “ومن عفا فأجره على الله” وهذا هو الهدف من الصوم لا يريد الله عز وجل منا الجوع والعطش بقدر ما يريد منا ما يثمر هذا الجوع والعطش أما الذي يجوع ويعطش ثم تصدر منه الأخلاق السيئة فهو الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم“رب صائم لم يكن له من صيامه إلا الجوع والعطش” ولنتذكر دائمًا أن هدف الصوم ليس هو الصوم في حد ذاته وإنما هدفه هو تقوى الله عز وجل ولذلك بدأ آيات الصوم بالتقوى وختمها بالتقوى والذي يصوم ولا يتحلى بالأخلاق الكريمة التي بعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” يكون كالشجرة التي لا ظل لها ولا ثمر.

الصيام جُنة

ففي الحديث القدسي عن رب العزة، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة واتم التسليم قال: “الصيام جُنة، فإذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه، فليقل: “إني صائم” مرتين، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم، أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسـنة بعشر أمثالها” رواه البخاري

يقول الحق جلَّ وعلا في الحديث القدسي: “الصيام جُنَّة” بضم الجيم وتشديد النون ومدلول ذلك أن الصيام وقاية وستر من المعاصي وحماية من دخول النار، ومردّ ذلك إلى أن الفرد الصائم يتحكم في سلوكه وتصرفاته، ويسيطر على نفسه وأهوائه حتى لا يقع في الزلات، ولا يكون له من صيامه إلا الجوع والعطش.. وهذا تأكيد على أن الصيام تعويد للنفس البشرية على الرقابة الذاتية..

فالحمد لله الذي كتب لنا ان نصوم أيام معدودات وغفر لنا الكثير من الذنوب بالعديد من الشهور والسنوات ..

فلنغتم الفرصة ونشحذ النفس ونعقد العزم على التقوى

فالصيام يكسر الشهوات؛ إذ لا تكسر النفس بشيء كالجوع، فيرق القلب وتلين النفس. فهو الصوم كفيلٌ بكل ذلك ففيه انتصارٌ للروح على المادة فيصبح أقرب إلى مصاف الملائكة الأطهار ..

نج لاء

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock