مقالات

مفاهيم الحروب السيبرانية

مقدمة لا بد منها،

ما هو الأمن السيبراني،

معايير وإرشادات أمن المعلومات السيبرانية “CIA”،

مقدمة لا بد منها

انطلاقاً من حيادية مجلة سحر الحياة وإيماننا الراسخ بأن السياسة تفرق ولا تجمع، ولأننا أيضاً منصة كل العرب والناطقة بلسانهم، وغايتها وجل اهتمامها أن تقدم محتوى رصين موضوعي وبحث علمي لا يشوبه التحيز ولا الغلو، نرى أننا من المهم اطلاع قارئنا العزيز على أهم ما يحدث حوله، ولكن دون أن نأخذه نحو الاصطفاف أو التحيز الذي لا يرغبه ربما، وسنتحدث في مقالنا اليوم عن أهم مصطلح يتم تداوله في الآونة الأخير في محطات التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي، ألا وهو الحرب السيبرانية….. فما هي الحروب السيبرانية وماذا تعني، وهل نحن كعرب معنين بها، وهل تشكل خطر على أمن العالم أم هي مجرد اختراقات حاسوبية لا تغني ولا تسمن.

تعالوا معي أحبتي نحلل ونفسر سوياً ماذا تعني هذه الحرب التي تستعد الدول لها وتقرع الجيوش طبولها 《الحرب السيبرانية》.

منذ أن عرف العالم الحرب وتخاصمت الدول وتصارعت الجيوش، كان عددها وعتادها المرجح لكفة الغالب، ومع تقدم العلم وتطور الحضارة، كما انعكس التقدم على كل وسائل الحياة الإنسانية، الأسلحة تطورت لا بل يمكننا القول أن صناعة السلاح، والتسلح مازال حتى يومنا هذا العنوان الأكبر والأضخم في ميزانيات الدول ويقتطع من ميزانيات الدولة أرقام هائلة من أجل التسلح وتطوير تكنولوجيا الحرب وأنظمة الهجوم والدفاع على المستوى القومي، ولعل حربنا اليوم اختلفت عن حرب الماضي فمن الحرب بالسهام والسيوف إلى الدبابات والمدافع مروراً بالصواريخ البالستية والقنابل النووية، وصولاً إلى حروب الجيل الخامس والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي واستبدلت المحارب ذو العضلات المفتولة ذو الهمة القتالية الضخمة، بمحارب من نوع أخر هو الروبوتات المقاتلة و الدرونز – الطائرات المسيرة – وقادة حرب مميزاتهم العقل والذكاء والمعرفة، وسلاحهم الحواسيب والشبكات العنكبوتية وقرصنة المعلومات والدخول إلى صفوف العدو كحصان طروادة في قصيدة هوميروس الروائية حين تحدث عن أول فكرة لحروب الاختراق الذكي للتسلل خلف جدران وتحصينات العدو دون علم أو معرفة لا بل بأيدي المقاتلين والمحاربين المدافعين عن قلعة طروادة الذين أدخلوا الحصان وفيه جيش أسبارطة بقيادة العظيم أخيل، وانطلاقا من هذه الرواية حروب اليوم اعتمدت في اختراقاتها الأمنية على مستوا الفضاء المعلومات والسيبراني من فكرة حصان طروادة وليس مستغرباً حين نسمع أن أقوى فيروس شهده عالم الحواسيب ويتم تطويره في الامن والحرب السيبرانية كنظام قرصنة وتوجيه هو فيروس «حصان طروادةTrojan horse viruses» ، جزء كبير منها حروب أمن

سيبرانية.

ما هو الأمن السيبراني؟

أصبحت شبكة المعلومات الالكترونية جزء لا يتجزأ من تطور حياتنا البشرية، ودخلت في جميع المؤسسات الطبية والمالية والعملية والعسكرية، حيث تستخدم الشبكة عن طريق جمع كميات كبيرة من المعلومات الرقمية ومعالجتها وتخزينها ومشاركتها مع الجميع، مما يؤثر على حيوية أمننا القومي واستقرار الدول الاقتصادي والاجتماعي. والأمن السيبراني: 《هو الجهد المستمر لحماية هذه الشبكات المتصلة معاً و كافه البيانات من الاستخدام غير المصرح به أو الذي يسبب الضرر على المستوى الشخصي او على مستوى المجتمع والمؤسسات الوطنية والدولية بتخريب او حذف أو العبث أو استغلال هذه البيانات المخزنة، حيث تحتاج إلى حماية هويتك وبياناتك و أجهزتك الحاسوبية على مستوى الشركة أو على مستوى الدولة من عبث المخترقين واللصوص الإلكترونيين أو حماية المواقع الرسمية الإلكترونية من هجمات تخريبية ذات طابع إرهابي يلغي هذه المواقع عن الخدمة مما يؤذي عمل مؤسسات الدولة وعرقلة خدمة المواطنين وضياع بياناتهم أو خسارة أرصدتهم إذا كان الهجوم السيبراني يستهدف بنوك وأرصدة وبطاقات ائتمانية.

والتطور الحاصل بالبيانات وحجم المعلومات المخزنة أدى لظهور (إنترنت الأشياء)، وإنترنت الأشياء هو عبارة شبكه كبيره من الأشياء المادية مثل المستشعرات والأجهزة التي تمتد الى ما بعد شبكات الكمبيوتر التقليدية، بالإضافة الى سعة التخزين العملاقة في محركات ما يسمى ( السحابة الافتراضية)، وهذا النمو الهائل للبيانات بسرعة، وحجم البيانات الناتجة عن إنترنت الأشياء و سرية هذه البيانات وسلامتها وتوافرها أمر حيوي لبقاء المنظمة والدولة والمؤسسات، وهذا دور مناط على الأمن السيبراني ومعايرة وأولويات الأمن السيبراني.

معايير وإرشادات أمن المعلومات السيبرانية “CIA”

إن أهم المعايير التي تقوم عليها أمن وسلامة المعلومات السيبرانية وإرشادات أمن المعلومات في المؤسسات هي ثلاثية يطلق عليها مصطلح “cia” وهي تعني (السرية، السلامة، التوفر).

• السرية: وتعني خصوصية البيانات من خلال تقييدها وتقييد وصولها عبر تشفير المصادقة التام والكامل، وحماية بيانات الأفراد و الشركات والمنظمات و تقييد الوصول إلى المعلومات بالنسبة إلى الموظفين غير المصرح بهم، والأفراد الممنوحة فقط إذن الولوج للمعلومات والبيانات الخاصة بالأفراد والشركات الذين يستطيعون مشاهدة هذه البيانات من خلال زيارتها و أمانها و حساسية نشرها.

• السلامة: وتعني أن المعلومات دقيقة و ذات مصدر وجدير بالثقة، وهي تعني موثوقية هذه البيانات وتكاملها ودون أي تغير فيها من خلال نقلها عبر الوساطات الناقلة، أو عبر الشبكات وعبر تخزينها وبالتالي ان سلامة المعلومات هي من أهم معايير الأمن السيبرانية.

• التوفر: ويعني توفر المعلومات والبيانات للأشخاص المرخص لهم بالوصول إليها والمصرح لهم بورودها والحفاظ على المعدات وإنترنت الأشياء من أجل تحديث انظمة التشغيل والبرامج و إنشاء نسخ احتياطية من أجل توفير هذه المعلومات لم ولديها و اصحابها الحقيقيين وبقاء الخطط الجاهزة لتعافي المعلومات بسرعة من الكوارث الطبيعية أو الكوارث التي تكون من صنع الانسان والمعدات والبرامج الامنية مثل الجدران النارية التي تحميك من الهجمات أو من خلال الحجب الكامل عن المهاجمين وارباك الموارد التي تكون من خلال الهجمات السيبرانية.

احبائي قراء سحر الحياة لنا معكم اجمل لقاء قادم في العدد التالي من مجلة سحر الحياة لنكمل بعض المفاهيم حول الهجوم السيبراني والدفاع السيبراني ومجلات الامن السيبراني وما علينا كعرب ان نتعلم من هذا المجال الضخم وكيف نحصن وطن وانسان ومنشأة من خلال الامن السيبراني .

دمتم بأمان الله وحفظه.

الكاتب الصحفي طارق ناصر الدين

اقرأ المزيد على موقعنا

شركة آبل أغنى شركة بالعالم

تناسخ الأرواح والتقمص حقيقة موجودة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock