أخبار وفن

الإسكندرني : خيبة كبيرة للأمال برغم إسم الكاتب

كتب : فارس البحيري

” سطرين سينما “

بينما كانت الآمال مرتفعة بفيلم “الإسكندرني” من تأليف الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة وإخراج خالد يوسف، فإن النتيجة كانت خيبة أمل كبيرة. يبدو أن خالد يوسف، المعروف بتاريخه الفني الحافل، قد فقد لمسة الإخراج في هذا الفيلم، الذي يبدو وكأنه تم إنتاجه بدون العناية اللازمة والفهم العميق للموضوع.

من الواضح أن قصة “الإسكندرني” لم تكن قصة الإسكندر العظيم التي نعرفها لمؤلفها، بل كانت قصة حزينة ومخيبة للآمال. المخرج خالد يوسف لم يتمكن من إيصال الجوانب الروحية والتاريخية لشخصية الإسكندر بالشكل المناسب، مما جعل الفيلم يبدو بلا روح وخالياً من العمق.

إن فقدان المخرج للتوازن بين العناصر البصرية والسردية أدى إلى تفاقم هذه المشكلة، حيث لم يتمكن الفيلم من جذب الجمهور أو إثارة اهتمامه بالشكل المناسب. يبدو أن خالد يوسف قد تخلي عن أسلوبه الإخراجي الاستثنائي الذي جعل أفلامه السابقة تبرز بين الأفلام العربية الأخرى.

بشكل عام، يمكن القول إن “الإسكندرني” كان خسارة كبيرة للسينما المصرية ولتاريخ خالد يوسف نفسه، حيث أهدرت الفرصة لتقديم قصة ملحمية مثل فيلمه دكان شحاته. أو فيلمه العظيم أنت عمري أو غيرها من الأفلام التي أخرجها خالد يوسف في رأيي الشخصي إذا كان خالد يوسف ينوي الاستمرار في مسيرته الفنية، فعليه أن يستعيد تركيزه ويعيد إكتشاف ما جعل أفلامه السابقة مميزة، وهذا يتطلب التفكير العميق في اختيار السيناريو والتحضير الجيد قبل البدء في الإنتاج.

من الواضح أن كان يجب على خالد يوسف أن يحترم قصة أسامة أنور عكاشة ويعمل جاهدًا على تقديمها بالشكل الذي يستحقه. الاحترام للقصة الأصلية والعمل على تجسيدها بشكل ملائم يعتبر جزءًا أساسيًا من مسؤولية المخرج.

تجاهل يوسف لقصة عكاشة قد أدى إلى فقدان الارتباط مع الموضوع وتشتت الرؤية الإبداعية، مما أثر سلبًا على جودة الفيلم واستقباله من الجمهور والنقاد. إذا كان يوسف قد التزم بالقصة الأصلية وعمل على تحويلها إلى عمل سينمائي يليق بها، فإن النتيجة قد كانت مختلفة بشكل كبير وأكثر إشراقًا.

لذا، يُعد احترام رؤية الكتاب والتعاون معهم أمرًا بالغ الأهمية في صناعة الأفلام، حيث يساهم ذلك في تحقيق نتائج أفضل وإنتاج أعمال فنية تلقى استحسان الجمهور والنقاد.

رحم الله الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة لقد كانت وفاته فعلاً نهاية مأساوية لمشروعه السينمائي الأخير، “الإسكندرني”. قد يكون وفاته قبل أن إنتاج الفيلم بسنوات أثر سلبيًا على جودة العمل وسيرته الإنتاجية، حيث لم يتمكن من مراقبة العمل وتوجيهه بالشكل المطلوب.

إنه لأمر محزن أن يرحل الفنانون قبل رؤية أعمالهم الفنية تحقق النور، ورحيل عكاشة قبل أن يرى “الإسكندرني” يظهر الفجوة الكبيرة التي تركها في عالم السينما المصرية. قد يكون لوجوده ورؤيته الفنية تأثيرًا إيجابيًا على جودة الفيلم وتجربة المشاهدين، ولكن مع رحيله، قد تأثرت النتيجة النهائية للفيلم وتجربة المشاهدين بشكل سلبي.

إن إسهامات أسامة أنور عكاشة الفنية ستبقى خالدة، وسيظل له بصمة في عالم السينما المصرية والعربية والفن والثقافة المصرية والعربية، ونتمنى أن يكون فنه و إسهامته الفنية في الدراما المصرية إحدى تلك البصمات الثرية التي تستمر في إلهام الأجيال القادمة من الفنانين والمخرجين.

لم نرى روح أسامة أنور عكاشة بشكل ملموس، رأينا اسمه فقط ولكن تأثيره وإرثه الفني يعيشون عبر أعماله السينمائية والثقافية. على الرغم من عدم وجوده جسديًا، إلا أن اسمه وإنجازاته الفنية يظلون حاضرين في عالم السينما وفي قلوب الجماهير التي استمتعت بأعماله وتأثرت بها.

يظل إسم أسامة أنور عكاشة مرتبطًا بالفن والإبداع، ويُذكِّرنا دائمًا بالقدرة على التأثير والتحفيز من خلال الفن. رغم غيابه الجسدي، فإن إسهاماته تعيش في أعماقنا وتظل تلهمنا وتشكل جزءًا من تاريخ السينما والثقافة المصرية والعربية بأسرها.

اقرأ المزيد “هيثم مهران: فنان بدرجة وزير في عالم تصميم البوسترات والأفيشات السينمائية”

سيمون العنصر الأساسي لنجاح أي عمل فني  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock